رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

حوار | مي فاروق: أحلم بإعادة أمجاد الأغنية لمصر.. وأسمع «المهرجانات» غصب عني

نشر
مي فاروق خلال الحوار
مي فاروق خلال الحوار

أصوم ساعتين عن الطعام قبل أي حفلة
تمنيت أن أصبح طبيبة وورثت عن والدي صوته الحلو
أتمنى الابتعاد عن الفساتين السواريه
الفنان الذي يستفز الجمهور من أجل الترند يخسر من رصيده

مطربة شابة، بدأت تلم في سماء الغناء، تلقت الكثير من الإشادات والثناء على صوتها الذي جذب الكثر إليه، وأصبح يملأ أروقة المسارح والأوبرا وقاعات الغناء.. إنها المطربة الشابة مي فاروق.

تمنت مي فاروق، أن تصبح طبيبة، ولكنها وجدت نفسها في كورال الأطفال، داخل الأوبرا، لتشق طريقها إلى عالم الغناء.

أجرينا هذا الحوار مع المطربة الشابة، وهي تحتفل بعيد ميلادها، لتخبرنا عن أمنياتها في عامها المقبل، وتحكي قصتها مع الغناء، واكتشاف والدتها ووالدها لصوتها.. وإلى نص الحوار: 

• ما هي أمنياتك لعامك الجديد وأنت تحتفلين بعيد ميلادك؟
بالنسبة لحياتي الشخصية، إن ربنا يديم علينا نعمة الصحة والستر أنا وأبنائي، وكل حبايبي وأهلي، وأشوف أولادي ناجحين، وكل شيء على ما يرام، وأتمنى في شغلي استمر على ما أنا فيه، وأتخذ خطوات أكبر وأظهر للجمهور بشكل أفضل ومختلف عن ما يشاهدني عليه، "مي مش بتاع الأوبرا والمسرح والفساتين السوارية، السن العادي بتاعي، والغناء اللي بتمنى أقدمه".

 

• كيف تقدم مي أغنيات أم كلثوم ووردة دون أن تذوب في شخصيتهما؟
في حفلاتي بغنّي لكوكب الشرق أم كلثوم أو وردة، بشخصيتي أنا.. "مش بقلد حد فيهم، فمهما حاولنا أن نقدم أغنيات شبّه أغاني زمان لن نستطيع، لأن زمانها مختلف عن الذي نعيش فيه، وبالتالي نحتاج تقديم أغانٍ وألحان تتناسب مع الزمن الذي نعيش فيه والأجيال الجديدة، ولذلك عند طرح أغنية جديدة من أعمالي "الناس بتتخض.. لأ خليكي في القديم أحسن، أنتي في القديم بتغني أحسن"، لكنه نفس الصوت ولكن الشكل مختلف.

• هل هناك قيود تواجهك عند اختيار أغنيات جديدة؟
قيود في شكل الملابس التي أظهر بها، طيلة الوقت أحاول أن أرتدي ملابس "الناس العادية"، وليس أشكال أخرى مختلفة، إضافة إلى قيود في شكل الغناء، يجب أن تتناسب الأغنية مع كل الأعمار التي تسمعها من حيث الكلمة، ولابد أن يقدم اللحن فنا جيدا، "أنا عندي النعمة دي.. أي حد بيسمعني بيقولي أنت حد من بيتنا مثل أختنا أو بنتنا، وكمان هدفي الصغار عند سماع أغنياتي لا يكون هناك كلمة تجرح مشاعرهم".

• في رأيك كيف تصل مي فاروق إلى الجميع؟
بتقديم شكل موسيقي مميز، وأغنيات تقدم فنا، في أغاني بتتعرض عليَّ برفضها ليس لأنها سيئة ولكن لا تتناسب مع طبيعتي وتركيبتي الغنائية، أنا بشوف نفسي على المسرح أكتر من وجودي في الاستوديو، بحب وقفة المسارح وليس كل المسارح، أنا قدمت أغنية مع صديقي الفنان محمد الحلو، فيها رقص وتنطيط لكن أنا مش بعمل كدة لكن اللي بيسمعها بيعمل كدة"، والآن أسعى لتقديم أغانٍ بعيدة عن التراث، وفي الوقت ذاته تتناسب مع الشكل الغنائي الخاص بي.

• موقف حدث لك على خشبة المسرح ولا تستطيعين نسيانه؟
كل مرة بصعد على خشبة المسرح، أكون خائفة سواء في دار الأوبرا أو مسرح في دولة أخرى، "ببقى مرعوبة"، أشخاص كثيرة قريبة منّي لا تصدق ذلك، أول خطوة على خشبة المسرح أمام الجمهور لها رهبة كبيرة، حتى لو كنت صعدت قبل ذلك 100 مرة، بالإضافة إلى حرصي على الظهور للجمهور بالشكل الذي اعتادوا أن يشاهدوني عليه.

وهناك موقف أتذكره أثناء حفلة في دولة الكويت، فجأة حدثت مشكلة في هندسة الصوت والمايك فصل تمامًا، وقفت للحظة، وكان يتبقى 10 دقائق على نهاية الحفلة، تساءلت بيني وبين نفسي: "يعني هبوظ الحفلة على آخر 10 دقائق ولا هكمل بدون مايك"، والمسرح كبير يتسع لأكثر من 2000 متفرج وكان المسرح ممتلئ عن آخره، ولا يوجد مقعد فارغ.

نظرت إلى المايسترو الكبير د. عماد عاشور، نظرت له متسائلة: "أعمل إيه"، ووجدت الجمهور يهتف باستكمال الحفلة، فأبعدت المايك وتحركت تجاه الجمهور على حافة المسرح، وغنيت دون مايك حتى نهاية الحفلة، وكانت أجمل 10 دقائق غنيت بها في حياتي.

• ما هي الطقوس الخاصة بمي فاروق قبل الصعود على المسرح؟
ليس هناك طقوس محددة، ولكني أقرأ قرآن قبل الصعود على المسرح "حتى أتبارك به وتكون الحفلة حلوة"، بالإضافة إلى عدم تناول الطعام قبل الحفلة بساعتين على الأقل، لكن ما ينتابني في كل حفلة هو" التوتر والقلق، والعصبية"، ولكن بعد صعودي على خشبة المسرح يزول كل ذلك بمجرد رؤية الجمهور.

• ما هي أغنيتك المفضلة؟
"يا شمس يا منورة غيبي"، مسلسل "الليل وآخره"، لأنها كانت سبب معرفتي بالجمهور، ومن الأغاني الأخرى "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم، حتى لو قدمتها "5آلاف مرة".

• من هو المطربة التي تمنت مي أن تكونها وهي طفلة؟
وأنا طفلة لم أنو أن أصبح مطربة، لأني لم أنتبه لصوتي، ولم أعرف أنه حلو من الأساس.. من انتبه لذلك أمي الله يرحمها، وبابا "ربنا يخليه ويبارك في عمره"، لأن صوته حلو قوي وبيكون مركز في صوت اللي قدامه، وأخذت منه موهبة الغناء.

وأنا طفلة كانوا يسألوني: "نفسك تطلعي إيه؟، فأجيب "دكتورة" مش عارفة ليه"، ثم انضممت لكورال أطفال بدار الأوبرا، وبعد عدة سنوات أحببت الغناء، وبعد وصولي لسن الـ15 بدأت أركز في الغناء، وتمنيت أن أصبح أم كلثوم في احترام الجمهور لها، وقيمتها لدى الجمهور.

• هل يمكن تغير مفهوم الأغنية في مصر؟ 
أمر صعب لكن ليس مستحيلا.. أحلم أن أكون من المطربين الذين يستطيعون تغيير الأغنية وعودتها للأفضل؛ لأنها تعيش حالة سيئة وصعبة، مع احترامي لمن يفضلون سماع أغاني المهرجانات، ونحن أيضا نسمعها ولكن ليس باختيارنا "غصب عننا"، في حفل زفاف أو إحدى الحفلات، لكنها ليس لها علاقة بالفن الحقيقي.

أحلم أن أعيد أمجاد الأغنية مرة أخرى إلى مصر، خاصًة وأن أغلب المطربين حصلوا على الشهرة من مصر، لتعود إلى مسارها الطبيعي في الماضي.

• هل هناك معايير لاختيار أعمالك الغنائية؟
لا أسعى لاختيار لون محدد، لأني بحب كل الألوان الطربية :"الرومانسي، والدراما، والمقسوم، وغيرها"، وأكثر ناس بحرص على معرفة رأيهم في الأغنية التي سوف أقدمها "أولادي"، لأنهم فنانين ولهم رآي مختلف عن أشخاص آخرين في نفس المرحلة العمرية مثلهم، بالإضافة إلى "والدي وأخويا وأبنائه"، وأصدقائي المقربين.


• هل تفضلين التعامل مع الشعراء المشهورين فقط؟
ليس من الضروري أن يكون الشاعر معروفا ومشهورا، لأن هناك شعراء جدد يكتبون كلمات جيدة، ولكن الضوء ليس مسلطا عليهم، وأنا لا أستطيع إنتاج أغانٍ لنفسي في الوقت الحالي.

بعض الشعراء الجُدد يرون أن ذلك "تناكة وغرور"، ولكن أنا في الحقيقة ما زلت أحاول أن أطرح أغنية جديدة ومادام أنا مش عارفة أساعد نفسي يبقى أكيد مش هعرف أساعدك".

وأفضّل التعاون مع "أمير طعيمة، واعتبره أخي" إضافة إلى أحمد المالكي، وبالفعل تعاونّا مع بعض في عمل سيتم طرحه قريبًا بعنوان "أسباب كتير"، وهي أغنية رومانسية، إلى جانب أيمن بهجت قمر الذي  أحبه على المستوى الشخصي، وأتمنى أن يجمعني تعاون معه، فضلا عن والشاعر خالد تاج الدين.

•  ومن من الملحنين؟
محمد رحيم، وهذا معروف لدى الجميع، وعمرو مصطفى، خاصًة بعد تعاوني معه، وهو ودود ولطيف مثل محمد رحيم".

• كيف تشاهدين الشاعر أو الملحن الذي يتخذ مسار الغناء؟
أفضّل أن كل شخص يركز في الموهبة التي منحها الله له، ولكن أصبح البعض يبحث عن صدارة التريند، دون التركيز في تقديم محتوى جيد للغناء.

مثل الممثل الناجح في مجال التمثيل، ولكنه يبدأ في طرح أغانٍ، فالأفضل له التركيز في التمثيل، وهناك ممثلين نجحوا في التمثيل وتقديم الأغاني.

وأنا أيضا مع الملحن صاحب الصوت الجيد فمن حقه أن يطرح أغانٍ، ومن الملحنين المتميزين أصحاب الصوت الحلو "مدين" فهو بالأساس مطرب منذ الصغر، وكان في الماضي يغني، ولكنه الآن اتجه إلى التلحين، وعند اتجاهه للغناء مرة أخرى سأكون أول من يسمعه، إضافة إلى رامي جمال، صوته جيد، فهو مطرب وملحن، ومحمد رحيم، وعمرو مصطفى".

• في رأيك هل تتطلب وقفة الفنان على المسرح ذكاء معين؟
نعم بالطبع تحتاج لذكاء أكثر بكثير من تقديم أغنية.. لأن وقفة المسرح أصعب، لأنك بتواجهي الجمهور "وش في وش"، والذكاء هنا من أجل جذب انتباه المتفرجين حتى لا يشرد منهم واحد بذهنه بعيدًا عن المسرح.

فتقديم أغنية يبدأ من تسجيل الأغنية في الأستوديو ثم طرحها، ومن الممكن أن تنال إعجاب بعض الجمهور والآخر لا تعجبه الأغنية، أما الحفلة يجب أن يكتب لها النجاح.

• هل تملكين نصيحة تقدمينها لزملائك؟
لا مطلقًا.. فتقديم النصيحة بات يؤخذ من رصيد الشخص خاصًة بين الفنانين، ولكن أنا ضد فكرة أن الفنان يعمل ما يستفز الجمهور، ويستمر في تقديمه، لإن الفنان الذي يسعى للتريند يخسر من جمهوره ورصيده لدى الناس.

• ماذا عن حلم التمثيل؟ 
في الوقت الحالي غير موجود.. أنا أركز في كوني مطربة، أما إذا ظهر مخرج ووجد أني ممثلة فمن الممكن أن أدخل هذا العالم، وأنجح في الغناء والتمثيل معا.

وسبق أن شاركت مرة واحدة مع المخرج خالد جلال، في عرض "الوصية" كنت أؤدي أغاني المسرحية بصوتي، ولكن فوجئت مع بدء عرض الليلة الأولى، بأنه يخبرني بدخولي والغناء على خشبة المسرح مع أداء تمثيلي، ووافقت ونجح الأمر واستمر مع كل ليلة عرض.

• من أصدقائك المقربين في الوسط الفني؟
أصالة، بحسها إنسانة طبيعية، ولطيفة وودودة مع كل الناس، وخالد سليم بحبه جدًا، وأنغام أيضا، وريهام بعد الحكيم صديقة الدرب الطويل منذ الطفولة، وإحنا فعلا أصدقاء وأخوات منذ عمر 8 سنوات، إضافة إلى الفنانة جنات، لسنا أصدقاء قريبن 24 ساعة لكن إنسانياتنا واحدة في التعامل مع بعضنا البعض.

• هل تتواصلين مع زملائك عندما يطرحون أغنيات جديدة؟
هنأت أحمد جمال وأحمد باتشان بأغنيتهما الأخيرة لأنهما بالفعل “حلوين جدًا”، بإضافة إلى الفنان الكبير محمد ثروت بعد طرح أغنية "يا مستعجل فراقي" حقيقي جميلة جدًا وأعدتنا للأغاني القيمة، بالإضافة إلى الفنانة نداء شرارة، والفنانة علا رشدي.

• ماذا عن أعمالك في المرحلة المقبلة؟
هناك أغنيتين تم تسجيلهم والإنتهاء منهما بالكامل ولكن لم يتم الاستقرار على موعد طرحهم أو تصويرهم على طريقة الفيديو كليب، مع شركة لايف ستوديو، من كلمات الشاعر أحمد المالكي وألحان علاء طلبة، بعنوان "أسباب كتير"، والأغنية الأخرى من كلمات وألحان أحمد رفاعي وتوزيع أحمد إبراهيم، الأولى رومانسية والأخرى دراما.

وبالنسبة للحفلات.. عندي نهاية شهر سبتمبر الجاري، حفل كوكب الشرق أم كلثوم في دار الأوبرا، وفي مطلع شهر أكتوبر المقبل، لدي حفلتين بالمملكة العربية السعودية، وسوف أبدا في تحضير خطة عمل جديدة، للبحث وسماع أَغَان جديدة حتى أقدم للناس شكلا مختلفا، وسوف أشارك في مهرجان الموسيقى العربية المقبل .

ما هي أكثر أغنية وطنية تفضلين غنائها؟
أكثر أغنية أفضل تقديمها لمصر أغنية "وقف  الخلق – مصر تتحدث عن نفسها".

وعلى المستوى الشخصي؟
هناك أغنية للنجمة أنغام أرددها باستمرار، وهي "مابتعلمش"، بحبها جدًا وبحب أنغام، فجأة سيطرت عليا.

• ماذا عن الحب في حياتك؟
كل حاجة، ويتجسد حاليًا في :"أولادي وأهلي، وأقرب ناس ليَّ من صحابي، وشغلي"، وهؤلاء أهم شيء في حياتي، ووربنا سبحانه وتعالى أنعم عليا بأصدقاء "جدعان بجد، وسند حقيقي"، وهم بالنسبة ليَّ هامين بعد أبنائي وعائلتي.

• كيف تشاهدي مكانة مصر الآن؟
كل شيء يحدث في مصر حاليًا يفرح، وطول عمري أفتخر إني مصرية "وعمري ما تمنيت أن أكون جنسية تانية، وطول عمري بمشي في أي دولة بقول إني مصرية، ودايما بشوف إن الفنان واجهة مشرفة لبلده. 

أنا سعيدة ومبسوطة إني بكون واجهة مشرفة لبلدي؛ لأنها تستاهل، وكل حاجة بتحصل تخلينا نقول الحمد لله على إن إحنا مصريين، والحمد لله على عوض ربنا في السنوات الماضية التي كنا فيها نجلس في بوتنا خائفين".

نحن الأن في أمان، وعدنا للأمان بشكل كبير، وأصبحت هناك أشياء جعلتنا على الطريق الصحيح، "فأنا شايفة إن كل حاجة بتحصل حاليا  تخلينا فخورين ومبسوطين إننا طول العمر رافعين راسنا لفوق ونقول إن إحنا مصريين".
 

 

عاجل