رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

محاكمة القرن للإرهاب بفرنسا.. صلاح عبد السلام يرفض الكلام

نشر
مستقبل وطن نيوز

تفتح فرنسا صفحة جديدة للتعامل الأمني والقضائي مع ملف الإرهاب الدولي، يمكن أن يؤدي إلى تغيير المعادلة العالمية والاستخباراتية في التعامل مع تنظيمات الإرهاب الدولية، ببدء أكبر محاكمة في تاريخها، اليوم الأربعاء، للإرهابي صلاح عبد السلام أحد منفذين حادث باريس الإرهابي يوم 13 نوفمبر 2015.

المتهم الوحيد

صلاح عبد السلام المتهم الوحيد الذي بقي حيًا على قيد الحياة ممن شاركوا في هجمات باريس الدامية عام 2015، والتي راح ضحيتها أكثر من 130 شخصًا، دخل قاعة المحكمة وهو متشح بالسواد، مرتديًا كمامة سوداء، وبدأ كلامه مه هيئة المحكمة باعترافه أنه جندي في تنظيم داعش الإرهابي.

محاكمة صلاح عبدالسلام البالغ من العمر 31 سنة، بلجيكي الجنسية، مغربي الأصل، ستمتد لمدة 9 شهور، ويصفها موقع"سكاي نيوز" الإخباري بأنها"المحاكمة الأكبر في تاريخ فرنسا".

صلاح عبد السلام اثناء المحاكمة

محاكمة صلاح عبدالسلام الأكبر في تاريخ فرنسا

مع بدء الإعلام الغربي عامة والفرنسي خاصة يتحدث ويتناول التقارير الإعلامية والصحفية تحت عنوان واحد وهو"فرنسا تعد لأكبر محاكمة للإرهاب في تاريخها"، أنقسم الشارع الفرنسي إلى جبهتان، الأولى ترى أن المحاكمة مهمة للغاية، ويمكن أن تكشف عن خلايا ومخططات إرهابية جديدة تدبر لفرنسا من قبل تنظيم داعش الذي يعتبر باريس العدو الأول لهم بسبب دعمها لمحاربة الإرهاب في سوريا وليبيا. 

الرأي الثاني يرى أن المحاكمة ليس لها معنى، وهى شيء رمزي فقط، خاصة وأن جميع منفذي العملية الـ14 لقوا حتفهم أثناء الهجوم الإرهابي ولم يتبقى منهم غير صلاح عبد السلام.

الإعلام الغربي يهاجم صلاح عبد السلام

قاعة المحاكمة شيدت في سنتين

هناك اختلاف نسبي بين القضاء الفرنسي والبلجيكي الذي سبق وأن حاكم صلاح عبد السلام، إلا أن القانون الفرنسي يعطي الحق للمتهم بعدم الرد على الأسئلة، أو حضور جلسة المحاكمة التي تم تخصيص قاعة كبيرة لها، تم تشييدها لمدة سنتين استعدادًا لهذا الحدث التاريخي.

صلاح عبد السلام قبل القبض عليه

أنا جندي في "داعش"

صلاح عبد السلام التزم الصمت أثناء التحقيقات وفقًا لتقارير أوردتها رويترز، مثلما كان موقفه في جلسة محاكمة عام 2016، والتي رفض فيها الكلام أيضًا، لم يرد على أي سؤال اليوم غير السؤال الموجه له عن وظيفته، فقال: "تركت عملي لأصبح جنديًا في داعش".

واعلنت السلطات الفرنسية، أن الجلسة الأولى ستخصص لقراءة تقرير رئيس المحكمة حول الأحداث، حيث يشمل الملف القضائي ما يعادل أكثر من مليون صفحة من المستندات التي تم الاعتماد عليها لتفكيك تفاصيل الجريمة.

كما تشمل الجلسة الكشف عن تفاصيل عمليات التنسيق بين أجهزة الأمن الفرنسية والبلجيكية وعدد من الدول العربية لتجميع صورة كاملة عن المتهم وأي نشاط إرهابي له علاقة به، كما تشمل الجلسة تقديم شهادة للرئيس الفرنسي السابق أولاند،  وعدد من الشخصيات الأمنية البارزة.

قبل وبعد الإنضمام لداعش

330 محاميًا ترافعوا عن أهالي الضحايا

محاكمة صلاح عبد السلام حضرها ما يقرب من 1800 جهة مدنية، و550 شخصًا، وترافع عن أهالي الضحايا أكثر من 330 محاميا، واستمع القاضي وبشكل مباشر لـ 300 شاهد على الجريمة، ويقود المحاكمة فريق قضائي متخصص في مكافحة الإرهاب.

ونشرت السلطات الفرنسية ألف شرطي حول قاعة المحكمة، ولم تسمح بمرور أي شخص غير المصرح له بتصريح مسبق بحضور المحاكمة، وكان عبور المصرح لهم عبر نقاط تفتيشية قوية، وهذا ما برره وزير الداخلية الفرنسي في تصريحه لإذاعة "فرانس أنتير": "الهجوم الإرهابي في فرنسا كبير، خاصة في أوقات مثل محاكمة منفذي الهجمات".

أهالي ضحايا أحداث باريس

تفاصيل الليلة الدامية

وتعود تفاصيل عملية باريس الإرهابية، إلى حدود الساعة التاسعة ليلا بتوقيت باريس من يوم 13 سبتمبر 2015، حيث وقع انفجارين على البوابة "إتش" من أستاد فرنسا، ليظهر في الأخير أن الأمر يتعلق بانتحاري ثانيا قام بتفجيره.

وبينما كانت الكاميرات تسابق الزمن لنقل ما يحدث في معلب فرنسا، حتى جاءت أخبار أكثر صدما للرأي العام، من الدائرة 19 بباريس حيث أطلق إرهابيون النار على حانة وسط المدنية، ولاحقًا في شارع شارون في الدائرة 11 قتل 19 شخصًا على إرهابين آخرين وكل ذلك في أقل من ساعة.

وقد عاشت باريس يوم 13 سبتمبر، ليلة رعب حقيقية، خاصة في مسرح باتاكلان، حيث اقتحم الإرهابيين الثلاثة المسرح، وقاموا بإطلاق وابل من الرصاص، وقتلوا الجمهور بشكل عشوائي، وهم يرددون كلمات "سوريا والعراق"، لينتهي المشهد حينها بقتل قوات الأمن الفرنسي لجميع مرتكبي الهجمات، ولم ينجوا منهم إلا صلاح عبد السلام الذي لم ينفجر حزامه الناسف.

 

 

 

عاجل