عبد الرحيم كمال.. سيناريست ينحاز للمشاهد ضد أبطاله

عبد الرحيم كمال السيناريست الموهوب الذي لفت إليه الأنظار من خلال العديد من الأعمال الفنية التي برؤية عالية، تستلهم أجوائها من بيوتنا وعاداتنا المصرية، وتنتصر للفكر في مواجهة التعصب، أصبح نجم الترند في الساعات الأخيرة بعد إشادة الرئيس عبد الفتاح السيسي به خلال برنامج "صالة تحرير على قناة صدى البلد.

والسيناريست عبد الرحيم كمال هو كاتب موسوعي، إذا جلس ليكتب فهو لا يقول الحقيقة بقدر ما يرصد الواقع، إلا أنه لا يترك المشاهد حائرا بين الخصوم، ولكنه يضع رأيه دائما على لسان أبطاله الذين يتحدثون بلغة المنطق في مواجه الجنون الذي يعيشه العالم من حولهم، ويؤمنون بالثوابت في مقابل التقلبات والأعاصير التي تحاول هدم الأخلاق والقيم، وكأنه ينحاز للمشاهد ضد أبطاله. 

وإذا كان الكاتب عبد الرحيم كمال هو سيناريست من الطراز الأول، يعرف كيف يحرك الشخوص على الورق لتصبح من لحم ودم أمام الكاميرا، ما جذب إليه النجوم الكبار وفي مقدمتهم الفنان يحيى الفخراني الذي تعاون معه في العديد من الأعمال الدرامية، فإن عبد الرحيم كمال أيضا روائي مبهر، وقاص محترف، وإن كانت الأضواء لم تسلط عليه في هذا الجانب المهم.

وفي محافظة سوهاج بجنوب مصر ولد السيناريست عبد الرحيم كمال عام 1971، ليقرر أن يدرس السيناريو في المعهد العالي للسينما ويصبح علامة في تاريخ الدراما، ويشق طريقه باقتدار في الفن السابع من خلال أفلام تركت بصمتها في وجدان المشاهد المصري.

وتتميز شخصية عبد الرحيم كمال كسيناريست بالجرأة في الطرح، والاختلاف في التناول، وصناعة أجواء خاصة قد تكون غير موجودة إلا في خياله، ومع ذلك فحين يتم تصويرها وتقديمها للمشاهد يتفاعل مع أماكنها وشخوصها وكأنه يعرفهم وتعامل معهم من قبل، ما حدث في مسلسلاته التي تذاع غالبا في الموسم الرمضاني أو أقلامه التي حققت قبولا من الجماهير.

في فيلمه "الكنز" الذي جسد بطولته مجموعة من النجوم في مقدمتهم محمد سعد ومحمد رمضان وروبي استطاع عبد الرحيم كمال أن يفرض وجوده ككاتب ملحمي يخلط بين الأزمنة ويوحد المكان، وهو يحكي عن سيرة مطولة لأشخاص عابرون للزمن بما فعلوا وبمن أنجبوا من أبناء، أما في مسلسله الأخير "القاهرة كابول" فقد حقق عبد الرحيم كمال حلمه بوصول ذلك العمل إلى الجمهور الذي تلقاه بحب وشغف كبيرين.