من اليمن لـ أفغانستان.. مصر تنقذ أبناءها من أراضي الخوف

على أرض الخوف أفغانستان  كل مشهد تتخيله أو يرفضه عقلك مباح ومتاح، فلا يوجد أغرب وأعجب من لحظات تجرى فيها الناس وراء طائرة تقلع من المطار ليتعلقوا بعجلاتها، ثم يسقطون في الهواء.

دولة أفغانستان أرض الرعب والإرهاب، فيها الجميع يحمل سلاح، والنظام يترك مواقعه ويهرب أمام حركة طالبان، فكان من الطبيعي أن يهرب أبناء البلد والأجانب من هذا المناخ الطالباني، لكن إلى أين المفر؟.. من يتحمل خطورة ومسؤولية عقبات الطريق؟.. ويلبي نداء مواطنيه حتى لو كانوا في قلب النار.

الدول الكبرى صاحبة السيادة، هي فقط من تستطيع تحريك الطائرات والأساطيل البحرية، والجيوش من أجل مواطن واحد من أبناءها يطلق صرخات الاستغاثة، فبعد أيام قليلة من تدهور الأوضاع في أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي السريع، كانت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي- لإنقاذ المصريين في كابول حاسمة وفى توقيتها المناسب.

القوات المسلحة كالعادة لم تخيب ظن الشعب، أرسلت طائرة نقل عسكرية قامت بعملية إجلاء البعثة المصرية من كابول، لتعود الطائرة، مساء أمس الاثنين، للقاهرة وعلى متنها الجالية المصرية والبعثة الأزهرية ومسؤولي السفارة المصرية في أفغانستان.

وقامت القوات المسلحة بتقسيم الاستعدادات على أعلى مستوى من ناحية التأمين الطبي والإداري لاستقبال الجالية المصرية.

ليست هذه الواقعة هي الواقعة الوحيدة التي تتحرك فيها مصر بشكل سريع  لإنقاذ المصريين الذين يعيشون أوضاعا صعبة في دول يقيمون فيها، وفي سياق التقرير التالي يرصد "مستقبل وطن نيوز" ماذا فعلت مصر من أجل أبنائها في الخارج في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

32 صيادا في اليمن

نجحت مصر  في تحرير 32 صيادا كانوا قد اٌحتجزوا من قبل ميليشيا الحوثي  في مدينة الحديدية اليمنية، في فبراير 2020.

ونشر الحساب الرسمي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تويتر تغريدة قال فيها: "تابعت بكل فخر وإعزاز الجهود المكثفة المبذولة لإنهاء أزمة احتجاز 32 صيادًا مصريًا في دولة اليمن، حيث أسفرت تلك الجهود على الحفاظ على حياتهم ونقلهم بشكل آمن للأراضي المصرية".

وقالت وزارة الهجرة، حينها، إن الصيادين من محافظتي كفر الشيخ ودمياط، وذهبوا للاصطياد في مناطق محظورة في البحر الأحمر ومنها إلى عدن، وتم احتجازهم من قبل الحوثيين.

ووهان.. معقل كورونا

قبل أزمة الصيادين المصريين في اليمن، قامت الحكومة المصرية بعملية إجلاء للمصريين المقيمين بمدينة ووهان الصينية بتاريخ 20 فبراير 2020، وذلك في أعقاب الانتشار الأول لفيروس كورونا المستجد من تلك المدينة، وخضعوا كذلك لفترة تستمر 14 يوما تحت الحجر الصحي الكامل.

وجرى إجلاء حوالي 307 مصريين من الجالية المصرية من طلاب الماجستير والدكتوراه وبعض الأسر عن طريق مطار ووهان الدولي.

تحرير 140 مواطنا محتجزا في ليبيا

استطاعت الدولة المصرية استعادة 140 مصريا محتجزين في ليبيا وكان من بينهم 17 طفلا إلى أرض الوطن بسلام، وجرى توفير الحاجات الضرورية العاجلة، والرعاية الطبية، واختبارات كورونا للمواطنين المصريين قبل الترحيل في الطائرة المخصصة لهم.

وصرح السفير محمد ثروت سليم، رئيس البعثة الدبلوماسية في طرابلس، بأن وزير الخارجية سامح شكري، كان وجه بضرورة إنهاء مشكلة المحتجزين المصريين المذكورين، ووضعها كأولوية على رأس جدول أعمال خلية الأزمة بوزارة الخارجية المنعقدة بصفة دائمة والمعنية بالتعامل مع مشكلات المصريين العالقين في ليبيا، وأن يتم ترحيلهم إلى القاهرة قبل عيد الأضحى المبارك.