تجارة الآثار.. حلم الثراء الفاحش ينتهي بأصحابه في السجن

لا تهدأ عمليات بيع الآثار أو التنقيب عنها في كل أنحاء مصر، بحثا من الجناة عن الثراء السريع الذي يداعب عقولهم ليل نهار، ضاربين بكل القوانين عرض الحائط، فقطعة أثار واحدة تعتبر مفتاح الهروب من الفقر والبطالة فقد يصل ثمنها إلى ملايين الجنيهات إذا توافر الحظ وتم العثور عليها وبيعها.

ورغم مخاطر رحلة البحث عن قطعة أثرية واحدة التي قد تنتهي أحيانا بالموت أو الدفن، إلا أن عمليات بيع الآثار، والتنقيب عنها ما زالت مستمرة، ويطارد رجال الشرطة الجناة بكل الأساليب حفاظا على تراث الأجداد.

ويرصد “مستقبل وطن نيوز”، أشهر ضبطيات الآثار، خلال الفترة الأخيرة.

ضبط راكب بالمطار

وكان آخر تلك الضبطيات تمكن الوحدة الأثرية التابعة لوزارة الآثار، بالتعاون مع إدارة جمارك بمبنى الركاب رقم 2، بمطار القاهرة الدولي، من ضبط 34 عملة أثرية، اليوم الأربعاء، كانت بحوزة أحد الركاب وذلك أثناء محاولة تهريبهم.

وقال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات اليوم: إنه فور تلقي مركز الوحدات الأثرية بمطار القاهرة، بلاغا من إدارة جمارك مبنى الركاب رقم 2، باشتباه أثرية العملات المعدنية، تم تشكيل لجنة من مركز الوحدات الأثرية بمطار القاهرة الدولي، برئاسة الأثرية دينا محمود، والتي من جانبها أكدت أثرية العملات المضبوطة ومصادرتها لصالح وزارة السياحة والآثار طبقا لحماية قانون الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته.

وبدوره أضاف حمدي همام، رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن العملات المضبوطة ترجع إلى حقب تاريخية مختلفة ضمت دينار من العصر العباسي عليه كتابات بالخط الكوفي، و24 عملة معدنية دائرية الشكل من العصر العثماني وعصر السلطان حسين كامل، بالإضافة إلى عملة ذهبية ضربت في مصر عام 1255، و8 عملات معدنية ترجع لعهد الملك فؤاد الأول منها عملة ذهبية عليها صورة للملك وأخرى ترجع لعهد الملك فاروق.

قضية الأثار الكبرى

وفي شهر يونيو الماضي، كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية النقاب عن واحدة من أكبر عصابات بيع الآثار، يتزعمها رجل الأعمال حسن راتب والبرلماني السابق علاء حسانين و19 آخرين، وذكرت الداخلية في بيان لها بأنه وردت معلومات لأجهزة البحث الجنائي بقطاع أمن القاهرة، بقيام تشكيل عصابي بالتنقيب عن الآثار بمناطق مختلفة وتجميع الآثار والاتجار بها، وتم تشكيل فريق بحث من ضباط الإدارة العامة لمباحث أمن القاهرة.

وتوصلت إلى قيام كل من أحد الأشخاص الذي سبق اتهامه في 4 قضايا بتزعم تشكيل عصابي عن طريق تمويل عمليات التنقيب عن الآثار بمناطق مختلفة على مستوى الجمهورية وتجميع الآثار والاتجار بها.

وبعد تقنين الإجراءات تم إعداد عدة مأموريات أسفرت عن ضبطهم ووجد بحوزتهم 201 قطعة أثرية، و2 لوح خشبي لتابوت منقوش بالهيلوغروفية، و36 تمثالًا مختلف الأطوال من 6 سم إلى 13 سم، وعدد 4 تماثيل أوشابتي نصفي وتمثال خشبي طوله 40 سم على هيئة أوزوري وتمثال أوشابتي من المرمر.

كما تم ضبط 3 تماثيل من البرونز أحدهم مكسور الرأس، ورأس تمثال صغير الحجم من البرونز بجانب تمثال خشبي طوله حوالي 10 سم وتمثال حجري منقسم لجزئين، ورأس تمثال مهرج يرجع للعصر اليوناني وتمثال حجري جنسي يعود للعصر اليوناني، بالإضافة إلى 52 عملة مختلفة الأشكال و6 عملات من البرونز و3 إبر جراحية يرجح أن تعود للعصر الإسلامي، كما تم ضبط الأدوات المستخدمة في التنقيب وهي «15 كوريك و12 فأس و3 أزمة حديدية بمقبض خشبي و9 مطرقة و3 مرزبة و11 مسمار وكمية من الأحبال وكابل كهرباء و4 مولد كهربائي و5 شنيور دقاق و4 حفرات بنطاق منطقة مصر القديمة».

ضبط 3 أشخاص بالمنيا

وفي 10 مارس، ضبطت الأجهزة الأمنية 3 أشخاص، مقيمين بمحافظة المنيا، لتنقيبهم خلسة بمسكن أحدهم، بقصد البحث والتنقيب عن الآثار، في إطار جهودها للتصدي لجرائم البحث والتنقيب عن الآثار. 

وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام و مشاركة مديرية أمن المنيا تم استهداف المسكن المشار إليه وأمكن ضبطهم والعثور على (حفر مربع الشكل – تشوينات من الأتربة الناتجة عن أعمال الحفر 45 قطعة أثرية).

وبمواجهتهم اعترفوا بقيامهم بأعمال الحفر بقصد التنقيب عن الآثار، وحيازتهم للمضبوطات بقصد الاتجار بها والتربح من بيعها.

صياد يتاجر في الأثار
وفي 18 مارس نجحت وزارة الداخلية في ضبط صياد، سبق اتهامه في 3 قضايا آخرها قضية "سلاح" مقيم بدائرة مركز دير مواس بالمنيا؛ لحيازته لبعض القطع الأثرية بقصد الاتجار وعرضها للبيع.

وعقب تقنين الإجراءات تم توجيه مأمورية بالتنسيق مع قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن أسيوط، حيث أسفرت عن ضبطه وبرفقته "عاطل – له معلومات جنائية مسجلة – مقيم بالإسكندرية، مزارعين - مقيمان بدائرة مركز شرطة دير مواس بالمنيا" أثناء تواجدهم بدائره مركز شرطة القوصية بمديرية أمن أسيوط مستقلين (تروسيكل - بدون لوحات معدنية - ملك أحدهم" وبحوزتهم 108 قطعة أثرية.

وعثر بحوزتهم على  11 تمثالا من الحجر الجيري، عليه رسومات وزخارف مختلفة الأحجام ترجع للعصر الفرعوني، ونصف علوي لتمثال ملكة من الحجر الجيري ترجع للعصر الفرعوني، و4 مسارج من الفخار مختلفة الأحجام ترجع للعصر اليوناني الروماني، و92 عملة من البرونز ترجع للعصر اليوناني الروماني.

وبعرض المضبوطات على مفتشي آثار أسيوط أفادوا بأثريتها وأنها تخضع لأحكام قانون حماية الآثار، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بحيازتهم للقطع المضبوطة بقصد الإتجار وأنها من نتاج الحفر والتنقيب عن الآثار بمنطقة ديرمواس بالمنيا، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

ضبط 3 أشقاء

وفي شهر أبريل، نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، في ضبط 3 أشقاء؛ لاتهامهم بالحفر والتنقيب عن الآثار داخل مسكنهم وحيازتهم أسلحة نارية وذخائر بمحافظة أسيوط.

وأكدت معلومات وتحريات إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن أسيوط، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام قيام 3 أشقاء بالحفر والتنقيب عن الآثار بمسكنهم وحيازتهم أسلحة نارية وذخائر بدون ترخيص لحماية نشاطهم الإجرامي، وعقب تقنين الإجراءات  تم استهدافهم، وأمكن ضبطهم حال قيامهم بالحفر والتنقيب عن الآثار داخل حظيرة ماشية مُلحقة بمسكنهم.

وبالتفتيش، تبين وجود حفرة بعمق 1 متر، والأدوات المستخدمة فى الحفر، كما عُثر على 3 بنادق آلية وعدد من الطلقات من ذات العيار، وبمواجهتهم اعترفوا بالحفر والتنقيب عن الآثار وحيازتهم للأسلحة بقصد حماية نشاطهم.

واتخذتالإجراءات القانونية اللازمة وحرر محضرًا بالواقعة، وأخطرت النيابة لتتولى التحقيق.