رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

شويكار.. فنانة انتصرت لبنت الحارة وتركت بصمتها في عالم الأرستقراطية

نشر
شويكار الفنانة الجميلة
شويكار الفنانة الجميلة

 شويكار التي رحلت عن عالمنا منذ عام، لم ينس الجمهور ذكرى وفاتها الأولى، احتفى بها على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ينشر صورها، ومقاطع من أعمالها، لتظل شويكار الحاضر الغائب. 

وعود شويكار ملفوف لفة هدايا، إذا مشت كأنها تؤدي رقصة، وإذا جلست فهي امرأة مرسومة داخل لوحة، صوتها له مفعول النبيذ يطير برجا من «النافوخ»، وعيونها - مثل فوهتي بندقية - تطلق الرصاص على القلوب.

ولم تكن شويكار – مثل زميلاتها – في حاجة إلى مجهود لتحصل على إعجاب الجماهير، صورتها الجميلة وقسماتها المتناسقة على الأفيش بمثابة مغناطيس قادر على جذب الرجال والنساء والشباب، ليقفوا في طوابير أمام الشباك.

الفنانة شويكار

وجمال شويكار عابر للأجيال، فهي فتاة أحلام الجد والأب والحفيد، لا يستطيع أحدهم تجنب سحرها، والوقوع في حبها، وإطلاق عبارات الغزل كلما ظهرت وتحركت على الشاشة.

وشويكار ليست رجاء الجداوي، أو فاتن حمامة، ولا مريم فخر الدين، لا تهتم بالمقاييس المثالية للمرأة العصرية، هي ماركة مسجلة مصرية، خلطة عجيبة من الأنوثة والدلع وخفة الدم والجدعنة والمفهومية.

وجمهور شويكار غير مهتم بالشخصية التي تؤديها، لا يتعاطف معها إن كانت مظلومة، أو ينقم عليها إن كانت ظالمة، ولكنه مهتم بشويكار نفسها، جاء ليستمتع برؤية سيدة تمتلك روحه من أول طلة.

وربما تكون شويكار الممثلة الوحيدة التي يمكن الفرجة على أفلامها ومسرحياتها بدون صوت، ومتابعة حركاتها ونظراتها وابتساماتها بحماس يتضاعف.

شويكار بطلة سيدتي الجميلة

لا ينظر الأغلبية من جمهور شويكار إليها بوصفها فنانة محترفة، استطاعت أن تفسح لنفسها مكانا بين بنات جيلها، ولكن كامرأة مصرية خالصة، انتصرت لبنت الحارة، والست الشعبية في أعمال صنعت نجوميتها كـ(أرض النفاق، وكلمني شكرا)، ومسرحيتها الخالدة (سيدتي الجميلة).

وشويكار ممثلة جبارة إذا قررت أن تلعب دور البنت الارستقراطية فلن تشك أبدًا أنها بنت باشا مولودة داخل قصر وفي فمها ملعقة من ذهب (غرام الأسياد)، و(عروس النيل) مثالا، أما في فيلم (أمريكا شيكا بيكا) فقد قفزت شويكار من العلبة القطيقة لتجسد دورًا صعبًا ومركبًا ومختلفًا، وكأن خيري بشارة يعيد اكتشافها مرة أخرى.

شويكار الفنانة الجمية

وتبقى ثنائية (شوشو وفؤاد) أو شويكار وفؤاد المهندس هي الباقية في ذاكرة المشاهدين، كلما ذكر أحدهم ورد اسم الآخر، في اقتران فني وإنساني وعاطفي، من الصعب تكراره مرة أخرى في تاريخ الفن والحياة.

شويكار وفؤاد المهندس

 

عاجل