رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

قتل ابنته وذبح حماته.. حكاية زواج عامين انتهى بـ«جثتين في مصرف بولاق»

نشر
مستقبل وطن نيوز

ضاقت شقة الزوجية برحابتها على "مروة" ذات الـ24 ربيعا، بعدما اعتاد زوجها الذي يبلغ من العمر 27 سنة التعدي عليها بالضرب وإهانتها، تحملته كثيرا طوال عامين كاملين على أمل أن ينصلح حاله؛ إلا أنه تمادى في أفعاله؛ فتركت له المنزل وطلقها، وبعد أيام من الانفصال حمل الزوج سلاحه "سكين" وتتبع والدة زوجته معتقدا أنها سبب ما حدث له، فقام بذبحها وإلقائها في المصرف بصحبة ابنته.

قبل عامين أقيم حفل زفاف بهيج، بحضور الأهل والأقارب "محمد" بجوار محبوبته "مروة". وقتها تعاهدا على السير معا وتجاوز الصعاب مهما بلغت حدتها، ورُزق الزوجان بـ طفلة "فريدة"، 7 أشهر، إلا أن الأمر لم يدم طويلا، فبعد وضع الأم لمولدتها اقتحمت المشاكل منزل العائلة.

على فترات متباعدة ومع تكرار وصلات الضرب، تعددت مرات ترك الزوجة المغلوب على أمرها للمنزل والعودة إلى بيت أسرتها، هربا من جحيم "أبو البنت"، وظلت في منزل والدها لشهرين.

بعدما توجهت الزوجة لمنزل والدها الذي ظلت فيه لعدة أشهر، رفضت محاولات الصلح وإعادة الأمور إلى نصابها: "مش هرجع له تاني"، لكن الزوج الذي يكبرها بنحو الـ3 سنوات لم يستطع العيش بمفرده- دون نصفه الثاني-، ودق جميع الأبواب مستعينًا بعددٍ من أقاربها.

ومع تدخل العقلاء وكبار العائلتين للصلح، وافقت الزوجة على العودة واستكمال حياتها.

ظنت "مروة" أن عودتها إلى "محمد" تلك المرة ستكون بمثابة صفحة جديدة ناصعة البياض دون خلافات، والالتزام بالوعد الذي قطعه على نفسه أمام الجميع بالمعاملة الحسنة، لكن بعد 5 أيام من إعادتها تعدى عليها بالضرب مرة أخرى، فتركت الزوجة المنزل لكن تلك المرة دون رجعة.

لم يتحمل الزوج الانفصال عن زوجته، ورفضها العودة إليه مرة أخرى، فاستشاط غضبا وقرر الانتقام من أمها "هي السبب لازم تموت"، معتقدا منه أن "حماته" هي من حرضتها على الانفصال منه.

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر صباح أمس الخميس، انتظر "محمد" والدة زوجته أثناء خروجها من المنزل رفقة ابنته " فريدة" وتتبع خطواتها، وفي يده "سكين"، قاصدًا قتلها، وبمجرد أن سنحت له الفرصة تعدي على "الجدة" الثلاثينية بسلاحه، وألقى جثتها في مصرف مائي، كائن بمحل الجريمة، ثم امسك ابنته، وألقى بها بذات المصرف، ولاذ بالفرار.

"المصرف في جثة"... كلمتان كانتا كفيلتين بتبدل الأحوال بمنطقة بولاق الدكرور؛ حيث تجمع الأهالي للوقوف على ملابسات الواقعة فكانت الصدمة لسان حالهم، "سالمة اتقتلت هي بنت بنتها".

دقائق وانتشرت معها قوات الشرطة وضباط المباحث بمسرح الجريمة بعد بلاغ تلقاه قسم شرطة بولاق الدكرور عبر شرطة النجدة.

تحفظ رجال المباحث على المتهم طليق ابنتة المجني عليه ووالد الطفلة، وأجمع الجيران وأهالي المنطقة على دماثة خلق البنت ووالدتها القتيلة بقولهم: "كانت كويسة ومحترمة كانت ونعم الأخلاق.. في الجنة يا رب".

وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية لجريمته حيث قال إنه قرر التخلص من حماته لتسببها في انفصال زوجته عنه ورفضها العودة إليه قائلا: "خربت بيتي" فسدد لها عدة طعنات وأصابها بجرح ذبحي بالرقبة كما أنهى حياة طفلته البالغة من العمر 7 أشهر، وفر هاربا حتى تم إلقاء القبض عليه.

وألقت الأجهزة الأمنية بالجيزة القبض على المتهم وراء قتل سيدة وطفلة ذبحا في بولاق الدكرور، وتبين أنه زوج ابنة السيدة.

وشرحت التحريات أن الجثتين لسيدة وحفيدتها وأن وراء ارتكاب الجريمة زوج ابنة المجني عليها الأولى وأنه قام بقتل حماته لتسببها في انفصال ابنتها عنه، وأن جثة الطفلة ابنته لقيت مصرعها إثر ارتطامها بالحائط أثناء قتل والدها لجدتها.

نجحت قوات الأمن في تحديد هوية المتهم، وألقت القبض عليه بعد إعداد عدة أكمنة ثابتة ومتحركة له.

وشهدت منطقة بولاق الدكرور جريمة قتل بشعة عقب العثور على جثتي سيدة وحفيدتها مقتولتين داخل شقة بمنطقة بولاق الدكرور.

تلقى اللواء رجب عبدالعال مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة إخطارا بمقتل ربة منزل وابنتها في ظروف غامضة؛ حيث تلقى مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغا بالعثور على جثتي ربة منزل، وطفلتها داخل شقتها في دائرة القسم. 

وبالانتقال والمعاينة، تبين العثور على جثتي كل من «سالمة. م» في العقد الثالث من العمر، وطفلتها وتدعى «فريدة» تبلغ من العمر ٧ أشهر ليتبين فيما بعد أن الطفلة حفيدتها.

وانتقلت على الفور قوات الأمن وبالفحص تبين إصابتهما بعده طعنات ذبحية في مناطق متفرقة من الجسم، وتم التحفظ على كاميرات المراقبة بالمنطقة، تمهيدا لتفريغها للوصول للجاني، وتم نقل الجثتين إلى مشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة العامة التي قررت انتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية، لبيان سبب الوفاة، وصرحت بالدفن، وكلفت النيابة العامة المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة وملابساتها وضبط الجاني، وطالبت باستدعاء أسرة الضحيتين لسماع أقوالها حول الواقعة وفحص علاقات المجني عليها وخلافاتها.

وتوصلت التحريات إلى هوية المتهم، وتم ضبطه، وإحالته للنيابة العامة التي باشرت التحقيقات. 
 

عاجل