رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

دموع في عيون طفل.. المشهد الأخير لسقوط سيدة المرج من الطابق الـ14

نشر
مستقبل وطن نيوز

داخل شقة صغيرة من غرفتين وصالة كانت تقيم السيدة الأربعينية وابنها صاحب الـ25 عاما بعد انفصالها عن زوجها منذ عدة سنوات، ولم يكن يدر الصبي أن يوم الأحد، لن ينتهي قبل أن يأخذ مصدر الطمأنينة والحنان وأنه لن يبات ليلته كما اعتاد بجوار والدته.

«دموع وصرخات وألم».. كان مصدرها قلب الصغير الذي يبكي قبل عينيه حزنا على سقوط والدته من شرفة شقتهم بالطابق الـ14، وراح يغطى جسد والدته الملطخ بالدماء في انتظار سيارة الإسعاف لنقلها إلى المشرحة.

كانت مؤشرات ضبط الوقت تشير إلى الثانية عشرة ظهر يوم الأحد الماضي، كان الهدوء يعم المنطقة، والصغار يلهون بجانب الطريق في سيناريو شبه يومي، لكن تلك الحالة تبدلت في لحظات وقطع الهدوء صوت ارتطام قوي جذب انتباه أصحاب المحلات والمارة ليهرولوا تجاهه فوجود سيدة تقبع داخل بقعة دماء إثر سقوطها من ارتفاع.

أصيب جميع الحضور بحالة من الحزن لبشاعة المشهد، فالضحية جارتهم التي تعاني من مرض نفسي منذ عدة أشهر، وفشلت مساعيها في التخلص من أثاره طوال تلك المدة، ودفعها ذلك المرض إلا الانطوائية والابتعاد عن مخالطة الجيران.

ظهر أول أمس الأحد، انفرطت آخر حبات في عقد السيدة الأربعينية في غمضة عين،  حيث سقطت من شرفة شقتها الكائنة بالطابق الـ14 بأحد العقارات جثة هامدة في ظروف غامضة، دقائق قليلة كانت كفيلة بتبدل المشهد، توافد الجيران من كل حدب وصوب بعدما هرولت ابن الضحية للشارع مستنجدا بالمارة لمحاولة اللحاق الأخير بوالدته على أمل نجدتها.

ذهول وصدمة أطبقا على المشهد، وقف الجميع في حيرة من أمرهم كما لو أنه مشهد سينمائي سرعان ما ستستفيق منه جارتهم المريضة لكنها الحقيقة المرة صعدت روحها إلى بارئها.

على الجانب الأخر كان اللواء قايد الحميلي، مأمور قسم شرطة المرج، يجلس في مكتبه يتابع سير العمل والاطمئنان على حسن معاملة المواطنين، فقطع ما كان ينجزه صوت جهاز اللاسلكي معلنا وقوع سقوط سيدة من أحد العقارات بدائرة القسم، وعلى الفور وجه المأمور بسرعة انتقال قوة أمنية تحت إشراف الرائد هاني منصور؛ للوقوف على ملابسات الواقعة، وعلى الفور استقل الضابط الشاب عربة الشرطة "بوكس" قاصدًا محل الواقعة.

معاينة الرائد هاني منصور، دلت على وجود جثة سيدة مهشمة الرأس بالكامل وبها كسور بجميع أنحاء الجسد،  تدعى "ن .إ.م " تبلغ من العمر 40 سنة، مطلقة وتقيم رفقة نجلها البالغ من العمر. 15 عاما، وتعاني من مرض نفسي وصل لحد انفصام في الشخصية، وبإخطار النيابة العامة أمرت الجثة إلى المستشفى ووضعها تحت تصرفها لحين ورد تحريات المباحث حول الواقعة.

 

 

عاجل