رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

69 عاما من العزة والكرامة|

من الظلام إلى التنوير.. الثقافة للجميع في عهد ثورة يوليو

نشر
مستقبل وطن نيوز

رفضت ثورة يوليو احتكار النخبة للثقافة، لتصل بها إلى الشارع المصري، من خلال تأسيس مؤسسات ثقافية لا تزال تلعب دورها بحيوية حتى الآن، كمل تحولت مصر إلى منارة ثقافية للأمة العربية.

1958 قرر الرئيس جمال عبد الناصر إنشاء وزارة للثقافة بعد الثورة، واختار لها الراحل  ثروت عكاشة ليصبح أول وزير للثقافة والإرشاد القومي، والذي استطاع تدشين نهضة حقيقية شملت إرساء البنية التحتية للثقافة وإنشاء كثير  من الهيئات التي عملت على إثراء الحياة الثقافة والفنون مثل المجلس الأعلى للثقافة (المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب آنذاك) والهيئة العامة للكتاب ، ودار الكتب والوثائق القومية، والتي كانت تحوي في ذاك الوقت نحو نصف مليون مجلد من الكتب والمخطوطات القيمة ، للمحافظة على التراث المصري بداخله ، وتأسيس فرق دار الأوبرا المختلفة مثل أوركسترا القاهرة السيمفوني وفرق الموسيقي العربية ، والسيرك القومي ومسرح العرائس ، والاهتمام بدور النشر ، حيث تم تأسيس المكتبة الثقافية ، والتي كانت النبتة الأساسية لمشروع مكتبة الأسرة ، حيث تقدم الكتب بأثمان زهيدة لتصبح في متناول الجميع .

وتلألأ نجوم الأدب في فترة الخمسينيات والستينيات أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وخيري شلبي وإحسان عبد القدوس، وجمال الغيطاني وغيرهم من الأدباء الذين ملئوا الساحة بإنتاجهم، وانطلقوا إلى العالمية من خلال أعمالهم المترجمة إلى مختلف اللغات. 

 كما كان لثورة يوليو تأثيرا إيجابيا في الثقافة على جيل الرواد أمثال : عبدالرحمن الشرقاوي الذي كتب رائعته «الأرض» قبل 1952، لكنها نشرت بعد قيام الثورة، وواصل بعدها التعبير عن آرائه بكل حرية، فتحدث عن العدالة الاجتماعية في «الفتي مهران» وعن الإصلاح الزراعي في «الفلاح».

وأنشأت العديد من المؤسسات الثقافية في تلك الفترة مثل (الكونسرفتوار) والبرنامج الموسيقي، والبرنامج الثقافي، وسلاسل الهيئة العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة وكلها لا تزال قائمة، وتقدم الكثير للثقافتين المصرية والعربية، والمجلس الأعلى للثقافة ودوره في الإسهام بإثراء حركة الترجمة والانفتاح علي الثقافة الأجنبية وكلها إنجازات ثقافية من آثار ثورة يوليو، ولا تزال قائمة وتقوم  بدورها حتى اليوم.

عندما سئل جمال عبدالناصر، بعد قيام ثورة 1952، عن المفكرين المصريين الذين اسهموا فى تكوين أفكاره ومن ثم فى قرار القيام بالثورة، ذكر كتابا واحدا، هو «عودة الروح» لتوفيق الحكيم، ما جعل توفيق الحكيم يكتب رثاء حزينا للغاية يبكي فيه ناصر عام 1970.

ومن إنجازات الثورة التي اعطتها للثقافة المصرية ..إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديمقراطي للثقافة، وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته مدينة القاهرة، إضافة إلى إنشاء أكاديمية الفنون التي تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والبالية والموسيقى والفنون الشعبية، ودار الأوبرا، فضلا عن رعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية، والسماح بإنتاج أفلام من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.

 

عاجل