رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

69 عاما من العزة والكرامة| ثورة يوليو عدالة وحرية بعد سنوات الظلم والاستبداد

نشر
مستقبل وطن نيوز

"بني وطني، اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خُلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب".

بصوت أنور السادات دخلت هذه الكلمات (التاريخية) إلى قلوب المصريين لينتشروا في الشوارع والميادين، مهللين، وفرحين بحركة الجيش المباركة التي أطاحت بسنوات الظلم والطغيان، لتنتصر للشعب، وتجعله الحاكم الأوحد على مصر. 

في ليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، انطلق الضابط، ليتم الإعلان عن عصر جديد من الحرية لمصر والعالم العربي الذي تطلع إلى القاهرة باعتبارها رمزا للكفاح ضد الاحتلال، وسندا لكل دولة تريد التخلص من الاضطهاد، وتعيد السلطة إلى الشعب. 

أذاع السادات، البيان الأول الذي أكد فيه على حماية ممتلكات الأجانب لضمان عدم تدخل القوات البريطانية إلى جانب القصر، فيما أجبرت الثورة المباركة الملك فاروق على التنازل عن العرش لولى عهده ابنه الرضيع الأمير أحمد فؤاد، وأجبروه وأسرته على مغادرة البلاد فى 26 يوليو عام 1952 إلى إيطاليا على متن يخت المحروسة.

شملت المبادئ الـ6 للثورة وضع نهاية للاحتلال البريطاني وأعوانه من المصريين الخائنين عن طريق التصدي للقوات البريطانية المرابطة في منطقة قناة السويس، والقضاء على الإقطاع وأعوانه، والقضاء على الرأسمالية والاحتكار الشخصي، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب، وبناء جيش قومي قوي قادر على التصدي للمؤامرات الأجنبية التي تهدف إلى إعاقة القوة العسكرية المصرية.

أممت الثورة قناة السويس، وألغت النظام الملكي، وأعلنت قيام الجمهورية، وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال، ونجحت في توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات لصالح حركات التحرر ، وأكدت أن قوة العرب في توحدهم وأقامت تجربة عربية في الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958، وتم عقد اتفاق ثلاثي بين مصر والسعودية وسوريا ثم انضمام اليمن، والدفاع عن حق الصومال في تقرير مصيره، وساهمت في استقلال الكويت، وقامت بدعم الثورة العراقية.

وخرجت الصحف بعناوين تؤكد للشعب أن الحكم للشعب، وفى يوم 26 يوليو جاء عناوين "أخبار اليوم": «نزول الملك عن العرش لتولى العهد أحمد فؤاد» .. تأليف مجلس الوصاية.. فاروق غادر الإسكندرية فى الساعة 6 على الباخرة المحروسة .. الجيش يحاصر قصر رأس التين وقصر المنتزه، وفى نفس اليوم نشرت «أخبار اليوم تشهد ثورة الشعب ضد قوام السلطة»، بينما كان العنوان الرئيسى فى اليوم الثالث للثورة «استقالات رجال الحاشية.. تقبل فورا، الفريق محمد نجيب يتحدث لأخبار اليوم: الجيش يسيطر على الإسكندرية فجر الأمس».

وفى 18 يونيو 1953 نشرت «أخبار اليوم» على صفحاتها قرار مجلس قيادة الثورة بإلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية، وتعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية كما تولى الحكومة، وتم تعيين جمال عبد الناصر في منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وفي 24 فبراير 1954 تولى رئاسة مجلس الوزراء لفترة قصيرة وفى 17 إبريل 1954 أوضحت «أخبار اليوم» تخلى محمد نجيب عن رئاسة الوزارة، واقتصر على رئاسة الجمهورية ومجلس الثورة، وتم تكليف جمال عبدالناصر بتشكيل الوزارة فألفها برئاسته.

عاجل