رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

لم يمنحهم فرصة التشفي.. صدام حسين يخرج عن السيناريو في مشهد الإعدام

نشر
مستقبل وطن نيوز

في فجر عيد الأضحى عام 2006 كان الطقس في بغداد باردًا مثل جلاد، وكان العراقيون يملأون المساجد بضجيج التكبيرات، في حين يواجه رئيسهم السابق صدام حسين حبل المشنقة داخل غرفة صامته كالقبر.

ظهر صدام داخل معطفه دافئًا، وهادئًا، يخطو بطمأنينة نحو نهايته، لا يكترث بالمشنقة التي تتدلى أمامه، ولا يعبأ بتصرفات من حوله، ويتعامل بثقة وكأنه لا يزال في السلطة، ما تسبب في ارتباك المشهد، وخيبة أمل للمصور الذي كان يظن أنه سوف ينقل إلى العالم مشهد الرئيس العراقي وهو يزحف على ركبتيه، ويبلل ملابسه الداخلية من الرعب، وتجري دموعه على خديه مثل نهري دجلة والفرات!

كان ذلك هو السيناريو الذي رسمه من اختاروا هذا التوقيت لتنفيذ حكم الإعدام، حتى إذا عاد العراقيون إلى بيوتهم، وجلسوا أمام التلفاز، يشاهدون صدام المهيب وقد تحول إلى رجل ذليل، لا حول له ولا قوة، لا يكف عن النحيب والبكاء.

لكن صدام بخل على أعدائه، ولم يمنحهم فرصة التشفي، رفض حتى وضع رأسه داخل "الجوال" الأسود الصغير الذي يحجب عنه رؤية المشنقة، وكانت عيناه مفتوحتين وهم يحكمون الحبل حول رقبته، وكأنه يشاهد شيئا لا يراه أحد غيره!

كان متماسكًا بشكل لا يصدق، ومهندمًا، وأنيقًا وكأنه ذاهب لحضور "عرس".

مسؤول عراقي شاهد الإعدام قال لرويترز "كان الأمر سريعًا جدًا.. مات على الفور"، مضيفًا حديثه بأن وجه الرئيس السابق كان مكشوفًا وردد دعاءً قصيرًا في حين كان شرطيون عراقيون يقودونه إلى المشنقة ويحكمون الحبل حول رقبته.

وقال مسؤول آخر كبير حضر تنفيذ الحكم، إن صدام "لم يهتز" وردد الشهادتين ولم ينطق بشيء آخر فيما قال العسكري الذي حضر إجراءات الإعدام التي تمت في مقر دائرة الاستخبارات العسكرية في منطقة الكاظمية (شمال بغداد): إن صدام حسين "اقتيد إلى الإعدام بعد أن تلي عليه الحكم من قبل أحد القضاة وسأله قاض آخر ما إذا كان لديه شيء يقوله أو يوصي به".

وأضاف: "هناك، طلب منه أن يتلو الشهادة وبعدها وضع حبل المشنقة في رقبته ونفذ فيه حكم الإعدام ومات فورًا، في اللحظة التي سقط فيها في الحفرة فارق الحياة"، في حضور مجموعة من أعضاء مجلس النواب والوزراء وبعض مستشاري رئيس الوزراء إضافة إلى القضاة وممثلي وزارة العدل".

وقال القاضي منير حداد الذي شاهد تنفيذ إعدام صدام حسين لوكالة "فرانس برس"، إن "صدام وجه كلمته الأخيرة للعراقيين قائلًا لهم: "آمل أن تكونوا موحدين وأحذركم من الوثوق بالإيرانيين والمحتلين لأنهم خطيرين"، ثم قال "أنا لا أخشى أحدًا".

وكانت المحكمة العراقية الجنائية العليا حكمت بالإعدام على الرئيس العراقي صدام حسين بعد إدانته بقتل 148 قرويًا شيعيًا مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.

عاجل