رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«أهلا أهلا بالعيد».. قصة أغنية صفاء أبو السعود العابرة للزمن

نشر
مستقبل وطن نيوز

لم يكن يمتلك التليفزيون حينها إلا أغنية واحدة هي «ليلة العيد» لأم كلثوم، والتي كان لحنها وكلماتها يناسبان جيل الأجداد والآباء، ما جعل القائمين على التليفزيون يفكرون في أغنية خاصة بالأطفال، خفيفة، ومبهجة، وراقصة، وسهلة الحفظ. 

في أوائل الثمانينات اجتمع الشاعر عبد الوهاب محمد والموسيقار جمال سلامة، والمخرج شكري أبوعميرة، ليستقر ثلاثتهم على صفاء أبو السعود لتغني الأغنية التي تمت كتابة كلماتها، وتجهيز اللحن الخاص بها.

شعرت صفاء أبو السعود بالخضة حينما علمت بالأمر، ورفضت على اعتبار أنهم يضعونها في «وش المدفع»، والناس تقارن بينها وبين كوكب الشرق، في حين أن النتيجة محسومة لأم كلثوم في كل الأحوال.

لكن صفاء حين هدأت، وفكرت من جديد في المسألة بمنظور مختلف، وجدت أنها ستغني للصغار (وكانت وقتها أشهر مطربة أطفال)، وما شجعها على الموافقة، الفيديو كليب الذي صممه أبو عميرة، ليتم تصويره (على غير المألوف) خارج الاستديوهات المغلقة، في حديقتي الحيوان والأورمان، والبرج، وفي الشوارع وعلى «الحنطور».

وتفوقت الأغنية، وحفظها الجميع صغارًا وكبارًا بعد إذاعتها بساعات قليلة، وانتشرت بطريقة لا يمكن أن يتخيلها أحد، وباتت الأشهر على الإطلاق في كل عيد.

في العيد، كلما ذهبت إلى شارع، أو جلست على مقهى، أو ركبت سيارة، أو بقيت في البيت، أو قمت بزيارة الأهل والأصدقاء، دائما ستجد صفاء أبو السعود تغني «أهلا بالعيد» ودون أن تدري ستكتشف أنك تردد معها مهما كان سنك.

ارتبطت الطفولة بالعيد، وارتبط العيد بأغنية صفاء أبو السعود التي حصلت على جوائز عديدة، بينما ظلت الجائزة الكبرى هي الجماهيرية التي اكتسبتها والأجيال التي ارتبطت بها.

في الماضي كنا نظن أن «سعد نبيها» شخص، ولكننا لم نسأل أبدا من هو، ولا من الذي أتى به في الأغنية، وما الذي يفعله فيها، وحين كبرنا أدركنا أن عبد الوهاب محمد كان يعني بكلمة سعد الفرحة، أما الغريب فهو أننا جميعا وقعنا في ذلك الفخ، ما جعلنا نضحك على إدراكنا المحدود ونحن صغار.

كلما أتى يوم العيد تغني صفاء أبو السعود «أهلا بالعيد» وإذا لم نستطع مشاهدة الأغنية نشعر بنقص حاد في مشاعر الفرحة، ونبحث عنها، متلهفين لمشاهدة اللقطات التي تعودنا أن نراها في الفيديو، وصوت صفاء الطفولي وهو يرن في آذاننا وكأنه يذكرنا بالأيام الرائعة التي مضت، ولن تعود.

عاجل