رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى ميلادها.. زبيدة ثروت تطلب الطلاق على مرجيحة بلون الفستق

نشر
زبيدة ثروت
زبيدة ثروت

خطفت السينما القطة المغمضة من كلية الحقوق لتفتح عينيها على الشهرة والمجد وألوف الجنيهات!
لم تعمل كومبارس أبدا، ولم يشخط فيها مخرج أو يوجه إليها أي عبارة قاسية.. كان طريقها مفروشا بالورود، لمعت في فيلم وانطفأت في آخر، ولكن الحظ كان يقف بجانبها فلم يتأثر اسمها بسقوط الأفلام التي مثلتها وظلت أسهمها ترتفع حتى وجدت نفسها تلعب دور البطولة أمام عبد الحليم حافظ في فيلم "يوم من عمري".
النجمة التي تتقاضى عشرة آلاف من الجنيهات لم تكن توقع على عقود الأفلام، كان والدها يوقع بالنيابة عنها، ولم تكن صاحبة الرأي في أي شأن من شئونها، حتى الملابس التي كانت تظهر بها في الأفلام.. وكانت ممنوعة من الذهاب إلى السينما في حفلات السوارية، والذهاب بمفردها إلى الاستديو، وتبادل الزيارات مع صديقاتها من النجوم.
عندما ذهبت مرة إلى السينما في حفلة السادسة وحدها غضبت أسرتها وثارت كيف تجرؤ على العودة إلى البيت في التاسعة والنصف وحدها!
في تلك الليلة استسلمت للدموع وظلت تفكر ماذا تصنع وكيف تهرب من هذه القيود، وهي نجمة سينمائية مشهورة تكسب الألوف ولا تملك الملاليم، لتكتشف أن الشيء الوحيد الذي يمنحها حريتها واستقلالها هو الزواج.
كثيرون طلبوا يدها ورفضتهم، إلى أن استقر رأيها على إيهاب الغزاوي الضابط البحري فاعتذرت له الأسرة طالبة منه تأجيل الارتباط حتى تكمل دراستها الجامعية.
في الصباح استقلت سيارتها وذهبت إليه وهي تسأله: لقد كنت طلبت يدي من أسرتي.. فهل غيرت رأيك.. فأجاب: أبدا أنا مازلت عند رأيي. فقالت: أنا قبلت!
شعر إيهاب أنها تسخر منه وسألها: هل أنت جادة وأجابت: نعم.. سألها من جديد: متى نتزوج؟.. وقالت: الآن.
سألها الصحفي جليل البنداري في الحوار الذي أجراه معها لصالح مجلة "آخر ساعة: هل  تأثرت بدورك  في فيلم يوم من عمري فتزوجت أول شاب شعرت نحوه بشي من العاطفة؟
وأجابت  زبيدة: لا أتأثر بالروايات.. أنا أتصرف بمخي.. وأكملت وهي تشعل سيجارتها بالولاعة الذهبية الأنيقة: إن الفتاة قبل الزواج تعيش في عاطفة غير مستقرة.. وتستقر بعد الزواج إلى أبعد الحدود.
أقامت  معه في الإسكندرية في بداية الزواج ولم تكن مشغولة بالعمل في السينما حتى مثلت فيلم "في بيتنا رجل" الذي استطاع أن يفرق بينهما فبدأ يشعر بالوحدة بسبب سفرها  الدائم للقاهرة وكان يزورها  كل خميس ولكن ارهاقها طيلة الأسبوع جعلها ترفض الخروج معه.. فبدأ الخلاف على كل صغيرة وكبيرة.
9 شهور زواج مرت بحلوها ومرها لتفاجأ بإعلان على يد محضر من زوجها يطلبها فيه إلى بيت الطاعة، وهو ما جعلها ترفع ضده دعوى طلاق.
على مرجيحة بلون الفستق جلس الزوجان في حديقة قصر البدراوي بشارع الهرم.. أخذت المرجيحة تتهادى بهما ولا شئ يسمعانه سوى صوت النسيم الذي قطعه إيهاب الغزاوي بسؤال ألقاه عليها في ذلك المساء دون أن ينظر إلى وجهها الصبوح قائلا: علمت أنك تطلبين الطلاق عن طريق المحاكم؟.. فقالت: لم أقل هذا إلا بعد أن بدأت أنت برفع دعوى الطاعة.
قال الزوج: على أية حال.. أنا جاي عشان نتفاهم.. يانرجع لبعض يانسيب بعض بالذوق.. فردت عليه: أنا ماعنديش مانع.
اقترحت عليه أن يترك عمله في الإسكندرية ليقيم معها بصفة دائمة في القاهرة ورفض وهو يصيح: مش معقول أي إنسان يسيب شغله عشان يقعد جنب مراته.. إنتي عارفه إني ظابط بحرية وليا أهداف ومبادئ.. وأنا شخصيا أحب العمل في البحرية زي ما بحبك بالظبط!.. لكن أنا ماقدرش أتخلى عن أهدافي ومبادئي من أجل الحب،  واقترح عليها أن تترك السينما وتسافر معه إلى الإسكندرية لتعيش هناك.. فقالت: مش ممكن.. سألها: ليه مش ممكن؟.. فقالت: عشان أنا بحب السينما جدا وأنا دلوقتي وصلت لنقطة ماحدش يوصلها بسهولة وفي المدة القصيرة دي.. وماتنساش كمان حكاية الجامعة.. في الحقيقة أنا فشلت إني أكون زوجة وطالبة بالجامعة ونجمة سينمائية.. أنت تعلم أنه من المستحيل علىّ أن أعتزل السينما بعد أن أصبحت نجمة.. ومن المستحيل أن أترك دراستي بالجامعة بعد أن وصلت للسنة الثالثة ومن المستحيل كزوجة أن أتخلى مثلك عن أهدافي ومبادئي..
لم يكن هناك حلا سوى الطلاق!
تفتخر زبيدة بـ "يوم من عمري" وتعبره أحسن أفلامها  لأنه أول فيلم يصور الصحافة من الداخل، تقول إنها تحب الصحافة جدا ولو لم تكن ممثلة لتمنت أن تكون صحفية.. صحيح أنها لم تلعب أبدا دور الصحفية، لكنها كانت الخبر الذي يجري وراءه الصحفيون.

4c053ae8-9ec9-491a-906f-f3f6c035a53c
4c053ae8-9ec9-491a-906f-f3f6c035a53c
14a9be2f-3af8-406b-a21e-e3570ae8c032
14a9be2f-3af8-406b-a21e-e3570ae8c032
45eda730-3667-4ef5-ab7a-3993efdd5111
45eda730-3667-4ef5-ab7a-3993efdd5111