رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بعد تفوق تامر حسني في فيلم «مش أنا».. قصة مطرب تحول إلى رمز في حياة الشباب

نشر
مستقبل وطن نيوز

من ينكر موهبة تامر حسني؛ فهو جاهل أو حاقد، إلا أن الموهبة وحدها لم تكن كافية ليفك تامر شفرة المعادلة الصعبة، ويصبح الرقم واحد، داخل وسط فني لا يخلو من الصراعات والواسطة والمحسوبية.

ومن يظن أن تامر "واكلها والعة" فهو لا يرى إلا نصف الصورة الوردي الذي يظهر فيه كـ"سوبر ستار" يقف بشموخ على المسرح تحت الأضواء الكثيفة المسلطة عليه، وأمامه عشرات الآلاف من المعجبين يحتشدون من أجل سماع صوته في حفلاته الناجحة داخل مصر أو خارجها.

نصف الصورة الآخر، كان قاتما، ومخيفا، يظهر فيه تامر حسني وحيدا، لا يجد ما يأكله، وغارق في مشاكل أسرية، يواجه مخالب صنعتها ظروف قاسية تقبض على حنجرته وتكاد أن تحطمها، وتسقط صوته من ذاكرة الطرب، لولا عناية الله وإرادته الصلبة التي قادته إلى النجاة من محاولات اغتياله فنيا،  والقفز فوق المستحيل، ليتلمس طريقه المفروش بالأشواك، حتى يحقق حلمه الأكبر ويكون ملء السمع والبصر.

المطرب الأشهر الذي يقذفه الجمهور بالورود، عاش من قبل حياة خشنة كان فيها هدفا للأحجار التي تلقى عليه، والعراقيل التي تقام من أجل منعه من اجتياز الخطوط المرسومة له، لا يجد ما يحتمي به من الفناء إلا جدران غرفته التي يعلق عليها صورة عبدالحليم حافظ ليأنس به، ويتحدث إليه كلما ضاق صدره، ولم يظل العندليب صامتا، كان يخرج من إطار الصورة ويطبطب على تامر ويبشره بالنصر!

كان حليم – وما يزال – هو المثل الأعلى لتامر حسني الذي تمنى أن يصبح مثله، ويصل صوته إلى إلى قلوب الناس في كل مكان، ويجسد في أفلامه شخصية الشاب المصري في جميع أحواله.. وقد كان. 

بات تامر مطرب الجيل، ألبوماته وأغانيه تحقق أعلى المبيعات والمشاهدات، وأعماله السينمائية تقفز بإيرادات الفن السابع إلى أرقام فلكية، في الوقت الذي يحظى فيه بحب الشباب من المحيط إلى الخليج.

خطف تامر قلوب الفتيات والشباب لأنه واحد منهم، يعبر عن مشاكلهم وأحزانهم وأحلامهم، يكتب ويلحن ما يشعرون به، ويغني بأعصابه ودمه قبل أن يخرج الصوت من حنجرته الممغنطة التي تجذب الأذن وتسلطن الدماغ.

إلا أن النجاح أيضا لم يكن كافيا ليظل تامر حسني على القمة، فالقمة دائما تغير شروطها، وتطلب لبن العصفور من الذين يقفون فوقها، حتى ترضى عنهم وتبقيهم في أماكنهم، وإلا تنزلق أقدامهم ويجدون أنفسهم في خبر كان.

أدرك تامر أن لبن العصفور لا يوجد فقط في تطوير أدواته ولكن في ولادته من جديد، ليضيف إلى شخصيته شخصية أخرى وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة، ويتحول إلى مجموعة تامر حسني!

تامر المطرب أصبح تامر المطرب والمؤلف والملحن، وتامر الممثل تحول إلى ممثل وكاتب ومخرج، وما يزال في جراب الحاوي الكثير من الشخصيات التي لم يعلن عنها بعد.

تفوق تامر حسني في أحدث أفلامه "مش أنا" ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة طويلة من مغامرات شاب مصري قرر أن يصبح رمزا لجيله ليس في الغناء والتمثيل والتأليف والتلحين والإخراج فقط، ولكن في الحياة أيضا.  

 

عاجل