رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

قائد الدفاع الجوي: عازمون على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها

نشر
قوات الدفاع الجوي
قوات الدفاع الجوي

أكد اللواء أركان حرب محمد حجازي قائد قوات الدفاع الجوي، أن قوات الدفاع الجوي القوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية، تعمل ليل نهار سلما وحربا في كل ربوع مصر، عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها.

كما أكد حرص قوات الدفاع الجوي على امتلاك القدرات والإمكانات القتالية التي تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوي مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية يتم اتباعها في القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة.

وقال قائد قوات الدفاع الجوي -في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة العيد 51 لقوات الدفاع الجوي- إن قوات الدفاع الجوي تعاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على أن نسير قدما في تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي، وأن نظل دوما جنودا أوفياء بناة للمستقبل، حافظين العهد، مضحين بكل غال ونفيس، نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها، لتظل مصر درعا لأمتنا العربية.

 


وحول عيد قوات الدفاع الجوي، قال اللواء أركان حرب محمد حجازي، إنه في الأول من فبراير عام 1968 صدر القرار الجمهوري رقم (199) بإنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في القوات المسلحة الباسلة، وتحت ضغط هجمات العدو الجوي المتواصل بأحدث الطائرات "فانتوم، سكاي هوك" ذات الإمكانات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة في ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف.

وأضاف أن قوات الدفاع الجوي تمكنت خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاي هوك)، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة، وإقامة حائط الصواريخ الذي منع اقتراب طائرات العدو من سماء الجبهة فاتخذت قوات الدفاع الجوي هذا اليوم عيداً لها.


وفيما يتعلق بدور قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر، أوضح قائد قوات الدفاع الجوي أن رجال الدفاع الجوي حققوا ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوي المستمرة، وخلال خمسة أشهر من أبريل إلى أغسطس من عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات إسقاط وتدمير أكثر من 12 طائرة (فانتوم وسكاي هوك وميراج) ما أجبر إسرائيل على قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، مشيرًا إلى أن رجال الدفاع الجوي بدأوا في الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوي بنهاية عام 1970.


وقال إنه في اليوم الأول للقتال بالسادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلي القوات المصرية القائمة بالعبور بعدد من الطائرات كرد فعل فوري، توالت بعدها الهجمات الجوية خلال ليلة 6/ 7 أكتوبر وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات حتى نجحت في إسقاط أكثر من 25 طائرة، بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.

وأشار إلى أنه في صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين، وخلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب فقد العدو الإسرائيلي أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوي خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن في رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر في أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها ثقيلة بدمائها.

وأشار قائد قوات الدفاع الجوي إلى أن هناك صراعًا دائمًا ومستمرًا بين أسلحة الجو المتمثلة في الطائرات المقاتلة وما تحمله من أسلحة هجوم جوي حديثة ومنظومات الدفاع الجوي.

وأوضح أنه مع التلاحق المستمر بين تطور العدائيات الجوية الحديثة وأنظمة الدفاع الجوي فكان لا بد من تواجد منظومة دفاع جوي متكاملة مزودة بأنظمة متنوعة من مصادر تسليح من دول مختلفة سواء الشرقي أو الغربي بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة تجعلها من أعقد المنظومات في العالم وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا ليتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات ويتم بناء المنظومة من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة رادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والإنذار وعناصر مراقبة جوية بالنظر بالإضافة إلى عناصر إيجابية من الصواريخ والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية للدولة.

وأكد أن قوات الدفاع الجوي تحرص على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التي تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوي مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية يتم اتباعها في القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاث مسارات.

ولفت إلى أن المسار الأول يشمل: تنفيذ التدريبات المشتركة مثل التدريب المصري/ الأمريكي المشترك (النجم الساطع)، التدريب المصري/ اليوناني المشترك (ميدوزا)، التدريب البحري المصري/ الفرنسي المشترك (كليوباترا)، التدريب المصري/ الروسي المشترك (سهم الصداقة)، التدريب المصري/ الأردني المشترك (العقبة)، التدريب المصري/ الكويتي (اليرموك)، التدريب العربى المشترك (درع العرب)، التدريب المصري/ السوداني المشترك (حماة النيل)، التدريب المصري/ الباكستاني المشترك (حماة السماء) لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول.

وأكد أنه نظرًا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوي المصري على المستوى الإقليمي والعالمي تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون في كافة المجالات (التدريب، التطوير، التحديث).

وأوضح أن المسار الثاني هو تأهيل قادة وضباط قوات الدفاع الجوي من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوي المتميزين للتأهيل بالدول الشقيقة والصديقة من خلال دراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة.

ولفت إلى أن المسار الثالث هو تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات والمحافظة على حالة الاستعداد القتالي لمنظومة الدفاع الجوي طبقًا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة.

وفيما يتعلق بالحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي، أشار قائد قوات الدفاع الجوي أنه لم يعد هناك قيود في الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو قبل الصديق.

وأوضح أن هناك شيئا مهما هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل في إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر.

كما أوضح أن القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائماً بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة على كافة المستويات، مشيرًا إلى أنه رغم ظروف جائحة كورونا، إلا أنه يتم عقد اللقاءات بالضباط والصف والجنود دون انقطاع وفى مناسبات متعددة مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية حيث يتم اللقاء مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية بغرض شرح أبعاد الموقف السياسي العسكري وتوعية الضباط بالموضوعات الهامة من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين.

وحول ملامح ومحاور الارتقاء بمستوى الفرد المقاتل، أكد اللواء أركان حرب محمد حجازي أن الفرد المقاتل الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوي، حيث يتم استكمال إعداد وتدريب خريجي كلية الدفاع الجوي، بمعهد الدفاع الجوي الذى يقوم بإعداد وتأهيل قادة وضباط الدفاع الجوي لاستيعاب التطور السريع في أنظمة التسليح الجوي من خلال تدريس أحدث المناهج العلمية والتكنولوجية داخل قاعات المحاضرات المزودة بأحدث وسائل التدريب، كما يقوم معهد الدفاع الجوي بتأهيل ضباط الدفاع الجوي للحصول على ماجستير العلوم العسكرية للاستمرار في تنمية مهارات القيادة على المستويات المختلفة.

وأوضح أنه يتم تأهيل ضباط الصف والجنود بمراكز التدريب المتخصصة، والتي شهدت طفرة واضحة من خلال تطوير الفصول التعليمية وتزويدها بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة وكذا معامل اللغات الحديثة بالإضافة إلى المقلدات التي تحاكى معدات القتال الحقيقية لتحقيق مبدأ الواقعية في التدريب وترشيد استخدام المعدات.

وأوضح أن قيادة قوات الدفاع الجوي تولي الاهتمام الكامل بمقاتليها في جميع مواقعهم من خلال إعادة بناء الفرد المقاتل (معنوياً / نفسياً / بدنياً / فنياً / انضباطيًا) من خلال توفير سبل الإعاشة الحضارية وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة، ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود.

عاجل