رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

صالون معهد جوته يناقش رواية «أيام الشتات» لكمال رحيم.. الخميس المقبل

نشر
مستقبل وطن نيوز

يناقش صالون جوته رواية "أيام الشتات" للكاتب كمال رحيم والصادرة حديثا عن دار "العين"، في إطار ثلاثية روائية للكاتب نفسه تضم هذه الرواية وروايتي "قلوب منهكة"، و"أحلام العودة"، وذلك في السابعة مساء بعد غد الخميس في معهد جوته في وسط القاهرة. 

وتعالج رواية "أيام الشتات" فترة ما بعد حرب السويس 1956، وترصد تطور حياة بطلها "جلال"، لتضعه في مأزق وجودي خيالي، فأبوه المسلم أحب أمه اليهودية، ثم مات شهيدًا، قبل أن يولد الابن ويتربى وسط عائلة يهودية، ويركز النقاش على تناول الشخصية اليهودية وإصرار الكتاب على استكمال المشروع في واقع سياسي يزداد تعقيدًا وكيفية الإفلات من فخ المباشرة السياسية. 

ورواية "أيام الشتات" تعالج كذلك مرحلة تالية من حياة "جلال" وهو نفسه بطل رواية "قلوب منهكة" التي صدرت عام 2004 متناولة سيرته في مراحل طفولته وشبابه المبكر، يتنازعه أمه اليهودية وأقرباء والده المسلمون. 

وينتهي الجزء الأول ببطلنا شابا في فرنسا مع أسرته اليهودية حين كان على وشك العودة إلى أسرته المصرية المسلمة، لكنه في بداية "أيام الشتات" لا يستقل الطائرة المتجهة إلى القاهرة رغم سماع اسمه الذي يدوي من سماعات المطار، ودون أن يعلم به أقرب الناس إليه: أمه، وجده الذي كان قد ترك مصر مع بعض أفراد الجانب اليهودي من الأسرة، في نهاية الستينيات من القرن الماضي. 

لهذا فإن "جلال" استدان ثمن التذكرة من الشيخ "منجي العياري" التونسي الذي يقطن مع جده ـ والد أمه ـ بالعمارة نفسها بحي «بارباس» شمال باريس، ولم يكن تأخر أم جلال في مصر رغبة في البقاء، إنما لضرورة الحصول على إذن له بالسفر من أحد أقربائه من أسرة أبيه، مما دفعه إلى أن يعلن "أنا كالكرة تتقاذفها أرجل الفريقين". 

وهذا الموقف الذي يعانيه جلال هو أحد محاور الرواية الرئيسية والذي جعله يتأرجح ما بين بلدين: مصر وفرنسا، وبين عقيدتين: اليهودية والإسلام، وبين جنسيتين: مصر وإسرائيل، حتى ليحس القارئ أن بطل روايته أقرب إلى البهلوان الذي يحاول أن يحتفظ بتوازنه، وهو يتحرك على خيط رفيع طالما يريد ـ ويريد له مؤلفه ـ البقاء على قيد الحياة وقيد بطولة روايتنا، ويكون هو الشخصية الدرامية الذي تتميز به. 

وتنظر الرواية في أجواء تنامي الصراع مع إسرائيل وما يساهم تغيير نظرة الناس تجاه اليهود وهي نظرة ظلت مترسخة وزاد من ظلالها العدوان الإسرائيلي على مصر 1967 وعلى الرغم من انتصار أكتوبر 1973 ثم توقيع معاهدة السلام 1979 إلا أن هذا السلام ظل رسميًا ولم يتحول لموقف شعبي، ومع توالي ممارسات الاحتلال في فلسطين تعقد الموقف أكثر فأكثر وأصبح من الصعب الحديث عن إمكانية تغير النظرة تجاه اليهود على الرغم من وجود دراسات تاريخية وأعمال أدبية وفنية عملت في سبيل الفصل بين اليهود وأنصار الصهيونية ومؤيدي إسرائيل.

وليست الثلاثية الروائية هذه أول رواية تتناول الشخصية اليهودية في الواقع المصري والواقع العربي، لكن قيمتها جاءت من إصرار مؤلفها على مقاربة الموضوع في مشروع سردي متكامل يركز على مفارقة الذات اليهودية، وانقسام هوية البطل وإظهار مفارقات الدين، والمكان.

عاجل