رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«حصلت على الليسانس في الـ75 من عمرها».. قصة آمال المتولي أكبر طالبة جامعية في مصر

نشر
قصة آمال المتولي
قصة آمال المتولي أكبر طالبة جامعية في مصر

عندما دخل الدكتور مدرج الكلية ليلقي محاضرة، تعجب من وجود سيدة مسنة (فوق الـ70) تجلس بين الطلاب، فظل ينادي عليها: "يا أستاذة.. يا مدام" ولكنها لم تنتبه إلا وهو يقول لها "ياحاجة" فقالت له: "نعم يابني" فقال الدكتور: "ده مش مكان انتظار سيارات.. ده مدرج الطلبة بتتلقى فيه علم".. فقالت له:" منا يبني جاية أتلقى علم.. أنا طالبة!"


وصعق الدكتور، وساد الصمت القاعة الممتلئة بالطلاب، وجميع الأنظار قد توجهت إليها  وهي تستخرج من حقيبتها "كارنيه" وتشهره في الوجوه التي ترمقها.


ما سبق ليس مشهدا من فيلم أمريكي، ولكنه حدث بالفعل منذ سبع سنوات في مدرج كلية الآداب بجامعة المنصورة، أما بطلة المشهد فهي السيدة آمال إسماعيل المتولي أكبر طالبة جامعية بمحافظة الدقهلية؛ حيث حصلت على الليسانس في علم الاجتماع عام 2018 وهي تحتفل بعيد ميلادها الـ75.

مهلا..  القصة لم تنته بعد فالسيدة آمال لديها الكثير من المفاجآت فهي تقوم الآن بتحضير رسالة، وأصيبت بالسرطان مرتين وانتصرت عليه، وأبنائها هم: محمد (دكتوراه في الهندسة الكيميائية)، ومصطفى (مهندس وباحث دكتوراه) والدكتورة شيرين المدرسة  في كليه الإعلام بجامعه أكتوبر والشاعرة والكاتبة بجريدة الأهرام العريقة.


القصة  مليئة بالتفاصيل الجذابة، سردتها آمال لـ "مستقبل وطن نيوز" كالتالي: 
"الحياة تبدأ بعد سن الـ٧٠".. تلك هي جملتها الأولى التي قالتها قبل أن ترجع إلى الوراء عشرات السنين وتقول: "توقفت عن الدراسة وأنا في سن الـ١٢ عاما، وتزوجت فى الـ14، حين كانت الفتاة في الريف تتزوج في سن مبكرة إذا وجدت ابن الحلال، ووجدته شابا لطيفا، ووسيما وصاحب خلق فلم أفوت الفرصة. 
 

تعبر آمال عن حبها وشغفها بالقراءة، وهي تحكي عن زوج أختها الذي كان يمدها بالكتب والمجلات، وتحصي مجموعة من كبار الكتاب (مصرين وأجانب) تقرأ لهم في مقدمتهم تشارلز ديكنز  صاحب رواية "قصة مدينتين".
 

خرجت آمال من المدرسة في "تانية إعدادي" ولكن كان لديها يقين أنها سوف تعود إليها مرة أخرى، وعادت بالفعل في سن الـ38، حين سافر زوجها إلى ليبيا فانتهزت الفرصة وحصلت على الشهادة الإعدادية. 
 

بعد انتهاء تعليم أولادها وزواجهم أصيبت آمال بالسرطان مرتين، لكنها انتصرت عليه وهي تقول له: "أنا مش هموت بيك.
 

والتحقت بالصف الأول الثانوي وهي في الـ 68 من عمرها، تقول: عندما كنت أزور ابنتي في القاهرة طلبت مني أن أكمل تعليمي؛ خاصة بعد وفاة والدها، فذهبت وقدمت أوراقها  فى مديرية التربية والتعليم.
 

تغمض عينيها وهي تبتسم وتسرد ذكرياتها قائلة:" بعد نجاحي في الليسانس احتفل بي جميع زملائي وعميد الكلية ووكيلها وعندما صعدت للمنصة لألقي كلمة، أخبرتهم جميعا أنه لا يوجد يأس".

لا تنكر آمال أنها  شعرت في أوقات كثيرة بالإحباط، وتعرضت لمضايقات، وما كان ينقذها دائما هي قولها "يارب"، مؤكدة أن سنوات التعليم جعلت منها شخصية هادئة بعد أن كانت من قبل تتسم بالعصبية،  ونصيحتها  لكل شاب عازف عن التعليم: "لا تضيع عمرك حتى لو بتشتغل وتمتلك أموالا فلا غنى عن العلم، يكفى أن أول كلمة  نزلت في القرآن هي "اقرأ".
 

وعن مثلها الأعلى تؤكد آمال أنه الرسول الأعظم سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم-، ووجهت رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته قائلة "" شكرا على اللي أنتم بتعملوه عشان مصر".
وهمست في أذن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم قائلة "إحنا أسياد التعليم في كل البلاد العربية فيجب علينا ضبط أدواتنا من أجل نجاح  العملية التعليمة الإلكترونية بشكل صحيح.

 

WhatsApp Image 2021-06-25 at 2.32.01 PM (1)
WhatsApp Image 2021-06-25 at 2.32.01 PM (1)
WhatsApp Image 2021-06-25 at 2.32.01 PM (2)
WhatsApp Image 2021-06-25 at 2.32.01 PM (2)
WhatsApp Image 2021-06-25 at 2.32.01 PM
WhatsApp Image 2021-06-25 at 2.32.01 PM
WhatsApp Image 2021-06-25 at 2.32.02 PM
WhatsApp Image 2021-06-25 at 2.32.02 PM
عاجل