رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

تعالج المريض صدقة على روح والدتها

تتلو «قسم الرفاعي».. حكاية آخر سيدة تعالج لدغات العقارب والثعابين في الأقصر

نشر
مستقبل وطن نيوز

على الطريقة القديمة، ما زالت أم ياسر، تعالج المصابين بلدغات العقارب والثعابين، على مدار 40 عاما، متوارثة المهنة من والدتها، دون أي مقابل فهي تعالج مجانا.

الحاجة أم ياسر، هي آخر سيدة متخصصة في علاج لدغات العقارب والثعابين بـ"قسم الرفاعي".

تقول: إنها تعالج المصابين بلدغات العقارب والثعابين بتلاوة "قسم الرفاعي"، الذي تعلمته من والدتها، التي تعلمت العلاج بـ"قسم الرفاعي" من خلال  قرائتها بعض الكتب، التى جلبتها من الكويت والعراق، وما زالت تحتفظ  بها حتى الآن.

روت أنه وهي طفلة، كانت تجلس بجوار والدتها، أثناء معالجتها للشخص الملدوغ، وأخذت منها الطريقة في العلاج، وتعتبر علاجها للملدوغ صدقة جارية لوالدتها الراحلة.

وتضيف "أنا لا أتقاضى أي أجر، وكله لوجه الله تعالى، وأجري أن أشعر بفرحة المريض بعد شفائه من الألم واستخراج السم، وخاصة الأطفال الذين يأتون لي وهم يصرخون ويتألمون، فشعوري بفرحة الطفل تكفيني وأحمد الله على هذه النعمة، التي أعطاني إياها.

وعن الفرق  بين لدغة الثعبان والعقرب، تقول الحاجة أم ياسر: إن لدغة الثعبان أصعب بكثير من لدغة العقرب، وسمها أسرع في الانتشار في الجسم، وتختلف أيضًا في أنه فور لدغ الثعبان يحدث تورم في مكان اللدغة، وهو ما لا يحدث في لدغة العقرب.

وعن علاج لدغة الثعبان، في المستشفيات، قالت: يتم إعطاء الحقن، لتثبيت السم وعدم انتشاره في الجسم، أما في طريقتها فتتلو القسم، على مكان السم وتجمعه في مكان واحد، وتقوم بعمل جرح صغير عن طريق "أمواس الحلاقة" وتخرج السم، وبعد الانتهاء من إخراجه، تضع بصلة ساخنة على الجرح وتتركه حتى الصباح.

وأوضحت أنه أحيانًا تقوم بكتابة القسم للحالات المصابة؛ لتقوم بترديده لمدة 3 أيام حتى يتم الشفاء، وهناك من يستخدم القسم من الحواة معدومي الضمير لجمع الأموال، والمتاجرة بالمهنة، لأن القسم يمكن من خلاله التحكم في الثعبان وجعله يتوقف عن لدغ شخص في طريقه إلى إيذائه، أو إخراجه من الجحور وإطاعة أوامر الحاوي، وتثبيت العقرب مكانه، وعدم إيذاء الأشخاص.

وعن وصول الثعابين إلى المنازل، تضيف الحاجة أم ياسر، أن الثعبان يأتي من الأراضي الزراعية والأحواش، ومن الصعب وجوده في المنازل البعيدة عن هذه الأماكن، عكس العقرب الذي من الممكن وجوده في المنازل البعيدة عن الحدائق والأراضي الزراعية، أو منازل نظيفة جدًا فهي "مرسلة"، والثعبان لا يلدغ النائم، عكس العقرب لا أمان له.

ومن نصائحها، قالت "لاتهاجم ثعبانًا إلا إذا هاجمك، ولكن لو وجدت عقربا أقتله فورًا".

ونوهت بأنه من الإسعافات الأولية في حالة لدغة العقرب أو الثعبان، ربط مكان اللدغة جيدًا والضغط على الأوردة لعدم سريان السم في الجسم، فهذه الطريقة تجعل العلاج بسهولة وسرعة، حتى لا تحدث مضاعفات للشخص الملدوغ في حالة بعده عن الحاوي، أو المستشفى.

واختتمت “بحمد الله على هذه الهبة، التي تعتبرها لوجه الله”.

عاجل