رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أبو الغيط : العمل الدبلوماسي العربي يتواصل لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين

نشر
مستقبل وطن نيوز

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن العمل الدبلوماسي العربي يتواصل حاليا في أروقة الأمم المتحدة، ومع عواصم القرار الدولي، بهدف وقف العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية للفلسطينيين ومحاسبة الاحتلال على ما ارتكبه من جرائم. 
 

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط ، اليوم الأربعاء، في الجلسة الطارئة للبرلمان العربي لمناقشة الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني التي انطلقت أعمالها بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.
 

وقال أبو الغيط" إن القرار العربي يتضمن كذلك خطة للتحرك تشارك فيها كافة أذرع العمل العربي المشترك، ومن بينها البرلمان العربي، إذ يتوجب علينا جميعاً العمل بشكل حثيث من أجل التواصل مع كافة الفاعليات الدولية، بما فيها المجالس المنتخبة في كافة الدول، بهدف كشف فظائع الاحتلال ومخططاته ،ودعوة العالم للتضامن الحق الفلسطيني".
 

وأضاف "لقد اجتمع وزراء الخارجية العرب في دورة طارئة الأسبوع الماضي، وصدر عن المجلس الوزاري قرار مهم من أجل نصرة الفلسطينيين في نضالهم النبيل ودعم صمودهم في مواجهة جرائم الاحتلال".
 

وتابع "أبو الغيط":"إن جهودنا من أجل كسب معركة الرأي العام، وهي في هذا العصر قد تفوق في أهميتها معركة السلاح، هي أقل ما نقدمه لإخوتنا الصامدين في فلسطين، ولأمهات فقدن الزوج والولد لا لشيء إلا لأنهم أحرارٌ يحملون بين جوانحهم حُلم الوطن المستقل والعيش بكرامة"،مضيفا"إننا نقف تحية وإكباراً لأبناء الشعب الفلسطيني، ونترحم على الشهداء.. ونقول إن الحلم سيتحقق مهما طال ليل الاحتلال". 
 

وقال أبو الغيط:"إننا نترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا ضحايا هجمات الاحتلال الوحشية، ونُذكِّر بأن نصف الشهداء في غزة هم من النساء والأطفال، بما يكشف عن نوعية المعايير الأخلاقية والقانونية التي يتبناها الجيش الإسرائيلي الذي طالما أشاع في العالم أنه من أكثر جيوش العالم التزاماً بالقانون الإنساني وأخلاقيات الحرب".
 

ونبه إلى أن الأهداف في قطاع غزة تضمنت، على مرأى من العالم كله، مدارس ومنازل ومشافي ومقراتٍ للإعلام، بما في ذلك الإعلام الدولي، وكل هذا مُسجلٌ ومعروف ويفضح أسطورة الجيش الأخلاقي التي يتشدق بها الاحتلال. 
 

وأضاف" مع كل ما نشعر به من ألمٍ لهذه الدماء التي تُراق وهذه الأرواح التي تُزهق، فإننا أيضا نشعر بالفخر، ويحق لكل فلسطيني أن يرفع رأسه في كبرياء وعزة لأنه أظهر للعالم، بالعمل لا بالكلام وبالنضال لا بالهتاف، أن صموده على أرضه وتشبثه بتراب الوطن أغلى عنده من الحياة نفسها". 
 

وأكد " أننا أمام لحظةٍ نادرةٍ في هذا تاريخ الصراع الطويل، فبعد أن ملأ الاحتلال الدنيا بأكاذيبه ورواياته التي جعلت من الضحية جلاداً ومن الشعب المحتل ممارساً للعنف والإرهاب، تظهر حقيقة الوضع ساطعة بكل ما تنطوي عليه من قبح وبشاعة: شعبٌ مُحتل، يعيش تحت نظام للفصل العنصري، وحكومة احتلالٍ تفرض نظاماً ممنهجا للتطهير العرقي".
 

وقال أبو الغيط "إن من واجبنا جميعاً أن نوصل الصوت الفلسطيني للعالم في هذه اللحظة النادرة التي تهيأت فيها الآذان لسماع صوت الحق، ومن واجبنا أن نذكر بأن هذه الأحداث الدامية قد بدأت في شهر رمضان المبارك، أقدس الشهور لدى المسلمين، عندما سعت سلطات الاحتلال – في استفزاز متعمد- إلى التضييق على المقدسيين في ممارستهم لشعائرهم، ولحقهم في التجمع حول البلدة القديمة، والدخول إلى المسجد الأقصى الذي تهفو إليها قلوب المسلمين جميعاً، لا الفلسطينيين وحدهم، وهذه كذبة أخرى فضحتها الأحداث".
 

وأشار إلى أن الاحتلال ، لطالما تبجح بأن مدينة القدس مفتوحة أمام المسلمين لإقامة الشعائر.. بينما الواقع يتحدث عن نفسه، حيث منعت قوات الاحتلال إقامة الشعائر، بل واقتحمت هذه القوات باحات الأقصى، ضاربة عرض الحائط بما يُسمى "الوضع القائم" في المدينة، في محاولة مكشوفة لتغيير القواعد المستقرة منذ زمن في الأماكن المقدسة بالمدينة، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وباحاته. 
 

وقال أبو الغيط" إن من واجبنا أن نُذكر أصحاب الضمائر بأن هذه الأحداث التي تتصاعد اليوم في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة، قد بدأت في القدس، لأن القدس تحت الاحتلال، ومن الخطأ أن نقول إن الاحتلال يُمارس الجرائم، لأن الاحتلال في حد ذاته هو أبشع جريمة وهى جريمة يومية مستمرة في حق الإنسانية كلها لأنها توافق على استمراره واستدامته".
 

ولفت إلى أن ما حدث في الشيخ جراح يحدث في أحياء أخرى في القدس منذ سنوات بل وعقود، وهو ليس نهجاً عشوائياً بل خطة متواصلة لعزل المقدسيين عن القدس، وإحاطة البلدة القديمة بحزام متصل من الوجود اليهودي، إرضاء لنزعاتٍ يمينية متطرفة ونبوءات دينية قوامها الكراهية والشعور بالاستعلاء.
 

وأعرب أبو الغيط، عن الأسف لأن هذه النزعات اليمينية لم تعد على الهامش بل صارت جزءاً أصيلاً من الحكم القائم في إسرائيل، وأجندة الحكم الحالي هي ذاتها أجندة أقصى اليمين المتطرف مهما تظاهر بغير ذلك.
 

وتابع أبو الغيط :"وفي ظل هذا الوضع، فلا نبالغ إن قلنا إن بيوت الشيخ جراح لها أهمية استراتيجية"، مشيرا إلى أن هؤلاء الفلسطينيين المرابطين الصامدين، الذين لم يقبلوا أن يُطردوا بليل من بيوتهم، يعرفون أنه لو نجح المستوطنون في تفريغ الشيخ جراح من سكانه اليوم، فغدا يأتي الدور على سلوان ووادي الجوز وغيرها من أحياء القدس العربية، ولن يمر وقتٌ طويل قبل أن تتهود القدس، ويصير وجود الفلسطينيين فيها هامشياً، خلف أسوار الفصل العنصري، وبعيدا عن البلدة القديمة ومحيطها.
 

وأضاف " هذا هو الهدف وذلك هو المخطط الذي أفسدته شجاعة الفلسطينيين وبطولة المقدسيين وأبناء الضفة والقطاع، لذلك فإن تضامننا معهم هو في واقع الأمر تضامنٌ مع أنفسنا، ومع مقدساتنا، مسلمين ومسيحيين، ومع رابطتنا مع القدس عبر القرون الطوال.
 

وتوجه أبو الغيط بالشكر للبرلمان العربي الذي سارع إلى عقد هذه الجلسة المهمة من حيث توقيتها ومغزاها والرسالة التي تحملها إلى العالم.

 

عاجل