رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الشيخ عبد الله طبل.. صاحب الحنجرة الماسية والصوت الخاشع

نشر
مستقبل وطن نيوز

وهب الله تعالى القارئ الشيخ عبد الله طبل حنجرة ماسية، يخرج منها صوت عذب، كان سبب في احتماع الناس حوله وحبهم له، فقد تميز بلونه الخاص، الذي لا يعرف التقليد، فلم نسمعه يوما مقلدا لايا من القراء الكبار، قضى عمره في خدمة القران الكريم، ما بين مشارق الارض ومغاربها، فزار معظم البلاد الغربية.

ولد القارئ الشيخ عبد الله طبل في قرية " خميزة بني عمر " بمركز " ديرب نجم " في محافظة الشرقية، في العشرين من شهر أغسطس عام 1947 م، ونشأ في اسرة بسيطة متدينة، وكان ترتيبة بين اخوته الثالث وقبل الاخير، وكان والده يعمل فلاحا وقد توفي وهو في السابعة عشر من عمره.

التحق الشيخ عبد الله طبل بكتاب القرية وهو في سن الثامنة، وهبه الله ذاكرة حديدية جعلته يحفظ القران الكريم علي يد " الشيخ السباعي السيد " في خلال ثلاثة اعوام فقط .

حصل الشيخ عبد الله طبل علي الشهادة الابتدائية في الثانية عشر من عمره، ورغم أنه كان من المتفوقين في المدرسة، الا انه لم يكمل تعليمه فيها وخرج منها، وأصر علي أن يكمل مشواره القرآني، فجدد حفظه للقران بأحكام التجويد علي يد ابن عمه الشيخ علي محمد أبو زيد طبل، الذي كان من كبار الحفاظ في القرية، والشيخ عبد الكريم الشناوي في قرية " المناحريت "، وكان عمره انذاك ثلاثة عشرة عام.

 بدأ يتلو القرآن في المحافل داخل بلدته وفي البلاد والقري المحيطة به، وحصل علي شهرة واسعة في كل القري التابعة لمركز " ديرب نجم "، وفي عام 1980 م عندما كان عمره ثلاثة وثلاثين عاما التحق بمعهد قراءات الزقازيق، وأثناء الدراسة حصل علي شهادة حفص في القران الكريم ـ وهي إحدى مراحل الدراسة في معهد القراءات ـ إلا أن ارادة الله تعالي شاءت الا يكمل الدراسة في المعهد، نتيجة لحادث سيارة تعرض له الشيخ عبد الله جعله يلزم الفراش ما يقرب من العامين، ولكن الله تعالي كافأه بعد هذه المدة، فسافر الي المملكة العربية السعودية ليعمل مدرس للقران الكريم، وبعدها تعاقد  مع الجمهورية اليمينة وعمل بها، واستمر فيها الي ان عاد إلي مصر وعمل بها مدرسا لمدة اربع سنوات، وفي عام 1989 م ذهب الي المملكة العربية السعودية مرة اخري وعمل مدرسا في الرياض حتي عام 1995، وعاد إلي مصر مرة اخري .

درس الشيخ عبد الله طبل الموسيقى علي يد الفنان " السيد فريد " من كبار الموسيقيين في الزقازيق، وتعرف علي المقامات الموسيقية، وفي عام 1999 التحق الشيخ عبد الله بالإذاعة، ويحكي فضيلته عن قصة التحاقه بها، ويقول: (كنت في احدى الليالي اقرأ القران الكريم، وكان معي وقتها القارئ الشيخ عثمان الشبراوي، وعندما سمع صوتي قال لي يا شيخ عبد الله قدم للإذاعة أنت خامة ممتازة،  وانا على يقين ان الله تعالى سيوفقك.

يقول الشيخ عبد الله طبل: تقدمت للإذاعة وتحدد لي موعد فذهبت وقبل دخولي للجنة، توضأت وقلبي معلق بالله، وقرأت آية الكرسي، وايه " ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " ( المائدة : 23 )، وايه " فلما رأينه اكبرناه " ( يوسف : 31 )، وسورة الإخلاص والفلق والناس، وذكرت الله كثيرا، وذلك كله ليثبت الله قلبي ويبعد الخوف عن نفسي، ودخلت وقرأت عليهم ونجحت بإجماع أعضاء اللجنة) .

وبعد نجاح الشيخ عبد الله طبل في اختبارات الإذاعة، قدمته على الموجات القصيرة لمدة ربع ساعة، وكان لعذوبة صوته الفضل في ان أحبه المستمعون، وزاد الاقبال عليه لإحياء الليالي القرآنية، وذاع صيته داخل مصر وخارجها.

ارسلته وزارة الأوقاف الى جزر المالديف لإحياء ريالي رمضان بها وكان ذلك عام 2000 م، وبعد ذلك توالت البعثات إلى هولندا التي كانت لمدة عامين متتاليين، وبعدها المالديف مرة أخرى والنرويج وأمريكا وهولندا ثانية، وفي عام 2007 سافر الى استرليا، والعام التالي كان في كندا.

 وفي هذا العام كلفته وزارة الأوقاف بإحياء ليالي رمضان في دولة ناميبيا، اجازته الإذاعة ليقرأ القران على الهواء مباشرة، وكان اول فجر له من مسجد " جمال الدين الافغاني بمصر الجديدة "، وكانت اول جمعة قرأ فيها القران من مسجد " الشهيد هاني الليثي بالمقطم "، وقد تمت اذاعته على إذاعة البرنامج العام وصوت العرب والشباب والرياضة وإذاعة الكبار.

ويحكي الشيخ عبد الله طبل عن واقعة حدثت له اثناء زيارته للنرويج، ويعتبرها من اجمل الأشياء في حياته، ويقول: (ذات يوم كنت اجلس في غرفتي بالفندق في النرويج، واقرأ القران بصوت منخفض، فسمعه أحد النروجيين وكان يعرف العربية قليلا، وأعجب جدا بقراءتي، وطلب مني أن أواصل القراءة، ولما رأيته مقبل على القراءة دعوته للإسلام، وبالفعل أسلم في حضور الجالية الإسلامية، وكان هذا أجمل شيء في حياتي، وتذكرت وقتها قول رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : " لأن يهدي بك الله رجلا خيرا لك من الدنيا وما فيها ")

 

عاجل