رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أساطين التلاوة | الشيخ عبده عبد الراضي صاحب الحنجرة الذهبية

نشر
مستقبل وطن نيوز

ولد الشيخ عبده عبد الراضي في عام 1922، بقرية أولاد عليو في مركز البلينا بمحافظة سوهاج وأتم حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز الحادية عشر من عمره وفي نفس العام فقد بصره.

ولم تكن إصابة الشيخ عبده بفقدان بصره حائلا امام استكمال مسيرته فقد اتجه بعد حفظه للقران الكريم إلى دراسة التجويد والقراءات على يد الشيخ أحمد شحاته الذي كان من كبار علماء القراءات في جرجا في ذلك الوقت، ما جعله يترك بلدته ويمكث في جرجا بجوار شيخه وظل بها حتى حصل على الاجازة في علم التجويد واتقن القراءات العشر والشاذة ايضا وهو لم يتجاوز السادسة عشر من عمره.

وظهرت موهبة الشيخ عبده عبد الراضي في تلاوة القران الكريم منذ أن كان صغيرا فكان عندما يقرأ يبهر كل من يستمع إليه فلم يقلد اي قارئ من القراء المشاهير، وقد وهب الله تعالى الشيخ عبده عبد الراضى صوتا جميلا عذبا ورغم ذلك لم يفكر في دخول الاذاعة اطلاقا ولكنه بدأ في قراءة القران الكريم في المناسبات الدينية وهو لم يتعدى السابعة عشر.

وكانت بدايته في قريته ثم تعداه إلى القرى المجاورة حتى زادت شهرته حتى وصل إلى مدن المحافظة وبعد أن بلغ العشرين من عمره اتسعت شهرته حتى وصلت كل محافظات صعيد مصر وانشغال الشيخ عبد الراضى بقراءة القران الكريم في المناسبات هو السبب الأساسي في عدم دخوله الاذاعة وعدم ظهوره بأي وسيلة إعلامية، إلا أنه نال شهرة واسعة بحنجرته الذهبية فكان يأتون إليه من كل مكان في مصر للاستماع إليه والاستمتاع بصوته العذب فضلا عن أنه كانت له تسجيلات نادرة في لندن والكويت وجنوب أفريقيا وفي ذات يوم دعا أحد أعيان جرجا الشيخ مصطفى إسماعيل لقراءة القرآن، في إحدى المناسبات وكان مقدرًا للشيخ عبده أن يقرأ ربع ساعة فقط قبل الشيخ مصطفى إسماعيل، وقرب انتهاء الوقت وقف الشيخ مصطفى، وقال "إني جئت لأستمع.. أكمل يا شيخ عبده" ومنذ ذلك الحين بدأت صداقة حميمة بين الشيخ عبده والشيخ مصطفى إسماعيل. 

وظل الشيخ عبده عبد الراضي، يقرأ القرآن بعشق حتى توفي في الثالث والعشرين من شهر مايو عام 1978 م عن عمر يناهز الستة وخمسين عاما، قد رزقه الله تعالى بابن ووهبه موهبة الصوت الجميل وهو الدكتور علي عبده عبد الراضي، طبيب أخصائي حميات ومدير مكتب صحة البلينا، وهو دائما كان يتابع والده منذ صغره فتأثر به تأثر كبير واخذ يقلده ونهج نهجه في القراءة حتى نال هذا الابن شهرة واسعة في سوهاج، وحصل على إجازة الشيخ حسن أحمد محسوب، وهو في هذا الوقت يحاول جاهدا أن يجمع تراث والده من الأشراط المتناثرة في كل مكان، واستطاع بالفعل أن يجمع الكثير منها ويساعده في ذلك سعيد إبراهيم أحد محبيه والدكتور علي، هو واحد ضمن مجموعة من الأبناء هم المهندس محمد ـ رحمه الله ـ والمدرس أحمد ـ رحمه الله ـ ود . إبراهيم أخصائي جراحة الأسنان. 

رحم الله تعالى الشيخ عبده الذي قال عنه الشيخ مصطفى إسماعيل، عند وفاته: "لقد استمعت لقارئ في صعيد مصر لم أسمع من قبل لقارئ مثله، وقد عرفت أنه توفي كنت أتنمى أن أسبقه حتى يرثيني هو بقراءته"، وقال عنه الموسيقار محمد عبد الوهاب عندما استمع لشرائطه "إنه قارئ موسيقى فيه موسيقية القرآن الكريم، موهوب ودارس بعمق وعميق الفكرة بعيد الرؤية لا يفهمه إلا أهل الفن، وهو يمتلك ثلاثة مزايا كل واحدة تصنع قارئا موهوبا وهم قوة الصوت واكتمالة وحلاوة الصوت.

 

عاجل