رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«وول ستريت»: محافظ البنك المركزي الجديد مضطر إلى إغضاب أردوغان لإنقاذ الاقتصاد

نشر
مستقبل وطن نيوز

قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إن أول اختبار سيواجهه شهاب قاوجي أوغلو بعد توليه منصب محافظ البنك المركزي في تركيا سيكون يوم الخميس، خلال اجتماع لتحديد سياسة البنك المركزي، حيث يتوقع مديرو الأموال أن أوغلو سيستمر على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة هذا الشهر، عقب إقالة سلفه ناجي إقبال، المحافظ السابق من منصبه بعد يوم من رفع الفائدة للمرة الثالثة.

 

ووفقا لتحليل مديري الأموال، قالت الصحيفة إن تجنب خفض سعر الفائدة لن يكون كافيًا، حيث إن نمو التضخم في البلاد يدعو إلى زيادة الأسعار بشكل أكبر، كما أن تركيا تحتاج أيضًا إلى وضع خطة لكيفية إعادة بناء احتياطاتها من العملات الأجنبية وتجنب حدوث أزمة ميزان المدفوعات التي قد تجعل البلاد غير قادرة على سداد قيمة الواردات الأساسية أو سداد ديونها الخارجية.

 

وعلقت الصحيفة بأن محافظ البنك المركزي التركي الجديد يواجه تحقيق عملية توازن صعبة بين ”إصلاح الاقتصاد المحاصر واستعادة المستثمرين الأجانب“ من ناحية و“إبقاء الرئيس رجب طيب أردوغان راضيا“ من ناحية أخرى.

 

وأدى طرد أردوغان المفاجئ الشهر الماضي لمحافظ البنك المركزي ناجي إقبال، إلى صدمة المستثمرين الأجانب، الذين قاموا بسحب 1.9 مليار دولار من الأسهم التركية والسندات بالعملة المحلية في الأسبوع الذي جاء بعد الإقالة، وهو ما يمثل أكثر من ثلث رأس مال مستثمري تركيا خلال فترة إقبال التي استمرت أربعة أشهر تقريبا.

 

وذكرت الصحيفة أن من ضمن العقبات التي ستواجه المحافظ الجديد هي معارضة أردوغان لرفع أسعار الفائدة، وارتفاع تكلفة واردات النفط، وتراجع عائدات السياحة.

 

ونقلت الصحيفة عن بعض المستثمرين قولهم إن صافي احتياطيات الدولار في تركيا من المرجح أن يكون أقل من الصفر وهذا يعني أن البنك المركزي سيكون مدينا بالعملة الأجنبية لبنوكه المحلية، أكثر مما يدين به، وهو وضع يحد ”من مجال المناورة“، بحسب وصف الصحيفة.

وفي حديثه للصحيفة، قال تيموثي آش، كبير المحللين الإستراتيجيين السياديين الذين يغطون الأسواق الناشئة في BlueBay Asset Management إن ”كل شيء تفكر به هو أمر سلبي بالنسبة لتركيا، لا شيء يبدو مشجعا“.

 

وتابع آش: ”نحن الآن ننتظر لنرى ما إذا كانت (تركيا) قادرة على الاستمرار هذا العام دون المزيد من رفع الأسعار“.

وقالت الصحيفة إن إقبال، قبل إقالته استطاع أن يكسب بعض المستثمرين الأجانب من خلال رفع أسعار الفائدة إلى 19% في محاولة للحد من التضخم ودعم الليرة. بينما في المقابل، أكد المحافظ الجديد أوغلو في عدة مقالات له قبل توليه المنصب في البنك المركزي تؤيد اعتقاد أردوغان بأن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم.

وفي مكالمة استمرت ساعة في وقت سابق من الشهر الجاري، طلب الحاكم الجديد من مديري الأموال أن يحكموا عليه من خلال الأفعال وليس الكلام خلال اجتماع السياسة المقرر انعقاده يوم الخميس، حيث قالت الصحيفة أن حديث المحافظ الجديد يشير إلى أنه لن يكون هناك أي خفض محتمل في أسعار الفائدة.

وأكدت الصحيفة أن أوغلو تعهد بالحفاظ على أسعار الفائدة أعلى من التضخم، الذي وصل إلى 16.19% في مارس في سادس ارتفاع شهري له على التوالي.

وذكرت ”وول ستريت جورنال“ أن المستثمرين لم يكونوا مطمئنين، رغم تصريحات أوغلو الأخيرة حول الحفاظ على سعر الفائدة.

وقال فينيكس كالين، الخبير الاستراتيجي في Société Générale، بخصوص هذا الاجتماع، إن الأتراك حاولوا أن يبدوا ”تقليديين جدا“ و“متناغمين“ مع ما تريده الأسواق، مسيرة إلى أن عدم الرغبة أو عدم القدرة على رفع أسعار الفائدة ”يقوض حقًا القدرة على استهداف التضخم“.

وذكرت الصحيفة أن كالين نصحت العملاء وفريق التداول الداخلي لبنكها بتقليل التعامل مع تركيا الشهر الماضي.

 

عاجل