رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

الكنافة.. صنعت من أجل الملوك وشهر رمضان نقلها على موائد الفقراء

نشر
مستقبل وطن نيوز

تعد الكنافة من أشهر الحلويات الشرقية التي يتم تقديمها على مائدة رمضان، فيما تعود أصولها لأزمنة قديمة حيث ارتبط ظهورها مع القطايف وكانت تقدم في البداية للملوك قبل أن تنتقل إلى موائد الفقراء في الشهر الكريم. 
ومن أشهر الروايات التي تحدثت عن ظهور الكنافة أن الخليفة  معاوية بن أبي سفيان، وهو أول من قدمت إليه في السحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يحس به في نهار رمضان، وكان  معاوية يحب الطعام، م جعله يعاني من الجوع في رمضان فوصف له الطبيب الكنافة كعلاج!
أما الرواية الثانية فتقول إن الكنافة صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموي، وقيل أيضا أن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك الذين حكموا مصر فى الفترة من 1250- 1517م ، وأيضا إلى العصر الفاطمي، فيما يذهب أساتذة التاريخ الإسلامي إلى أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي الذي امتد من عام (969- 1172 م) و(358-567 هـ) وقد شمل حكمهم مصر والمغرب وبلاد الشام.
وعرف المصريون الكنافة قبل أهل بلاد الشام، عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار ويتسارعون في تقديم الهدايا له ومن بين ما قدموه الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم.
وانتقلت الكنافة بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجَّار، فيما ابتدع كل بلد طريقة في صنع الكنافة وحشوها غير الطرق التي تفنن بها المصريون.
تعود أهل الشام حشوها  بالقشطة، وأهل مكة المكرمة بالجبن الخالي من الملح ، وكنافة الجبن المفضلة لديهم على باقي الأنواع، وأهل نابلس برعوا في كنافة الجبن حتى اشتهرت وعرفت بالكنافة النابلسية، وتبقى بلاد الشام هي الأشهر في صنع أشكال مختلفة للكنافة، فهناك المبرومة والبللورية والعثمالية والمفروكة.
واتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، ومن لا يأكلها في الأيام العادية، لابد أن يتناولها خلال رمضان، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بشهر رمضان في العصور الأيوبي والمملوكي والتركي والحديث والمعاصر، باعتبارها طعاما لكل غنى وفقير، مما أكسبها طابعها الشعبي.

عاجل