رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«دير ياسين».. قصة أبشع مذبحة في التاريخ الحديث ضد الفلسطينيين

نشر
نهجير الفلسطينيين
نهجير الفلسطينيين

وقعت مذبحة دير ياسين فى مثل هذا اليوم فى 9 أبريل من عام 1948، قبل إعلان دولة إسرائيل بشهرين، وهي من أبشع الجرائم الصهيونية في حق الفلسطينين، بأحداثها ومشاهدها المروعة. 

بدأت قصة مذبحة دير ياسين حين سحبت بريطانيا قواتها من فلسطين، ما تسبب في حالة من عدم الاستقرار واشتعال للصراعات المسلحة بين العرب والصهاينة.

وجدها الاحتلال الصهيوني فرصة ليقوم بتهجير الفلسطينيين والاستيطان، وفي المقابل شن متطوعون فلسطينيون وعرب - تحت لواء جيش التحرير العربي - هجمات على الطرق المؤدية للمستوطنات اليهودية في حرب شوارع تقدم خلالها العرب ونجحوا في قطع الطرق الرئيسية بالقدس. 

رغبة اليهود  في كسر قوة العرب دفعتهم لتشكيل هجوم مضاد باستخدام العصابات منها «شتيرن والأرجون» والتي شنتا الهجوم على دير ياسين ، القرية الصغير الواقعة على بعد كيلومتر تقريبا من الضاحية الغربية للقدس على تل رابط بين القدس ومدينة تل الربيع المعروفة باسم «تل أبيب».

اقتحمت جماعتان صهيونيتان فجر الجمعة 9 إبريل 1948 القرية وعاثوا فيها قتلا وسفكا للدماء وتمثيلا بالجثث وإجهازا على كل حي نساء وأطفال وشيوخ، ما أسفر عن مقتل من 250 إلى 350 شهيدًا وفقا لمصادر فلسطينية، فيما قللت مصادر غربية من الأعداد قائلة، إن عدد الضحايا لم يتجاوز 107 قتلى.

أما  قوات «الأرجون» فقد دخلت من شرق القرية وجنوبها، فيما دخلت قوات «شتيرن» من ناحية الشمال محاصرين القرية من جميع الاتجاهات عدا الناحية الغربية، وقوبلوا بمقاومة من أهل دير ياسين أدت إلى مصرع 4 وإصابة 40 من المهاجمين الصهاينة ، ما جعلهم يستعينون بقوات دعم من أحد المعسكرات المجاورة.

قصفت القرية بمدافع الهاون وهو ما قضى على كل المقاومة من الداخل، وبعدها لجأت العصابتان إلى استخدام الديناميت لتفجير القرية بأكملها ، ثم أطلقوا النيران على كل من قابلهم من الرجال والنساء والأطفال واستمرت عمليات الإبادة لمدة يومين على التوالي.

استخدم  الصهاينة في مذبحة دير ياسين أبشع عمليات التشويه والتعذيب والتمثيل بالجثث، وذبح الحوامل وبقر بطونهن، على مدار أكثر من 48 ساعة ، حيث سجلت موسوعة النكبة إلقاء حوالي 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، كما اقتيد 25 من الرجال الأحياء طافوا بهم القرية حتى تم إعدامهم رميا بالرصاص، وبعد إلقائهم في بئر وإغلاق بابه.

وقاد عمليات القتل والتعذيب في المذبحة أربعة من قادة الاحتلال عقب حرب 1948، وهم: ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل ، ومناحم بيجين قائد عصابات الأرجون سادس رئيس لوزراء لإسرائيل، وإسحاق شامير قائد عصابات الشترون الذي تولى رئاسة الوزراء بعد بيجين ، وآرئيل شارون والذي شكل عصابة من الشباب قامت باختطاف فتاتين وتجريدهن من ملابسهن والاعتداء عليهن ثم قطع أجزاء من أجسادهن وألقوهن فى النار حتى فارقتا الحياة.

وكان من نتيجة المذبحة تزايد الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة خشية التعرض للقتل ، حيث أسفرت عن تهجير ما لا يقل عن 700 ألف فلسطيني وتركهم بيوتهم وثرواتهم ومزارعهم، بلداتهم ومدنهم ، التي استولى عليها اليهود كما أدت إلى استيطان اليهود للقرية وطمس آثارها بل وبنوا فوق أنقاضها مباني خاصة بهم وأطلقوا أسماء أفراد عصابة الأرجون الذين نفذوا المذبحة على شوارعها.

 

عاجل