قال برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو)، إنه المرجح أن تزداد النزاعات أو غيرها من أشكال العنف المسلح فى الكثير من النقاط الساخنة للجوع حول العالم، بما يفاقم انعدام الأمن الغذائي في هذه المناطق.

جاء ذلك في تقرير أصدره برنامج الغذاء العالمي ومنظمة (فاو)، اليوم الثلاثاء، فى جنيف، تناول النقاط الساخنة للجوع فى العالم.

وأوضح التقرير- الذي يقيم الكيفية التى يحتمل أن تتطور بها المسببات الرئيسية لانعدام الأمن الغذائى وتتكامل عبر البلدان في الأشهر المقبلة- أنه في أجزاء من أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى، ومنطقة الساحل الأوسط، وإثيوبيا وشمال نيجيريا، وشمال موزمبيق، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، سيؤدى العنف إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي من خلال مسارات مختلفة؛ مثل عمليات النزوح الجديدة، وتعطيل التجارة والمحاصيل، وتحركات السكان، وتقييد المجتمعات، والتخلي عن الأراضى الزراعية، وفقدان الأرواح والممتلكات فى الوقت الذى يؤثر أيضا على الوصول إلى المساعدة الإنسانية.

وأشار إلى أنه في أفغانستان، التي تعد أحد أكثر الصراعات دموية في العالم، تشكل حالة عدم اليقين بشأن انسحاب القوات العسكرية الأجنبية المقرر إجراؤها فى مايو 2021، خطرا كبيرا من مزيد من تصعيد العنف.

وقال التقرير بخصوص إثيوبيا، إنه من المرجح أن يكون للصراع الأخير في منطقة تيجراى تداعيات أوسع على خطوط الصدع القائمة منذ فترة طويلة فى أجزاء أخرى من البلاد، كما قد يؤدي إلى عنف عرقى وطائفى خاصة في الفترة التي تسبق انتخابات يونيو.

وحذر التقرير بشأن السودان من احتمال كبير لوقوع اشتباكات طائفية جديدة عبر دارفور فى الوقت الذي أن الصراع دون الوطنى فى جنوب السودان من المحتمل أن يشتد فى الفترة المقبلة.

وأضاف التقرير أن الأزمة التي تجتاح منطقة الساحل الأوسط الأفريقى ستواصل التفاقم مع ارتفاع مستويات النزوح والتخلي عن الأراضى الزراعية، بسبب حركات التمرد العنيفة وحركات التمرد المضادة، إلى جانب القتال بين المعارضة والجماعات المنشقة وغير الموقعين على اتفاق السلام لعام 2018، ونوه إلى أنه من المرجح أن تستمر موجة التمرد والنزاع القبلي في نيجيريا في دفع عمليات النزوح المتعددة وتدمير سبل العيش أما في مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية فى موزمبيق فتتوقع التقرير أن يشتد العنف مرة أخرى بعد موسم الأمطار، مما سيؤدى إلى زيادة النزوح وإلحاق الضرر بالإنتاج الزراعي.

وقال التقرير، إنه في أعقاب الأزمة المتعلقة بالانتخابات فى جمهورية أفريقيا الوسطى، فإنه من المرجح أن يطول العنف بينما قد ينشأ المزيد من التوترات حول الانتخابات التشريعية المقبلة، ونوه إلى أن العنف، إلى جانب عمليات النزوح الجديدة، سيؤثر على الأسواق حيث يؤدى انسداد طرق الإمداد إلى ارتفاع الأسعار.

وبالنسبة لليمن، قال التقرير إنه من المرجح أن يستمر الصراع على الجبهات الحالية؛ مما يؤثر على إنتاج وتجارة الزراعة والثروة الحيوانية، بينما قد تحدث تصعيدات جديدة في بعض المناطق الأخرى؛ بما فى ذلك العاصمة.

أما في سوريا، فقال التقرير إنه من المرجح أن يظل الصراع ثابتا وأكثر محلية، كما من المتوقع أن يؤثر بشكل رئيسي على المحافظات الشمالية الشرقية في الأشهر المقبلة.

وعلى صعيد مناطق العالم والعوامل المؤثرة في انعدام الأمن الغذائي؛ وبينها ما يشمل جميع المناطق مثل الآثار الاقتصادية لوباء كورونا، قال التقرير إنه من المتوقع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن تشهد البلدان التي كانت تواجه بالفعل صراعات كبيرة وأزمات اجتماعية واقتصادية، أيهما أو كلاهما، فى نهاية عام 2019 مثل اليمن وسوريا ولبنان، مزيدا من التدهور الاقتصادى بسبب الانخفاض السريع لقيمة العملة، إضافة إلى التضخم المتصاعد، أما بالنسبة لأمريكا اللاتينية، فأشار إلى أنها شهدت فترة طويلة من ركود النمو وزيادة مستويات الديون سبقت الجائحة، وتوقع التقرير أن تشهد هذة المنطقة أبطأ انتعاش فى السنوات المقبلة.

وأضاف التقرير أنه فى العديد من البلدان الأفريقية مثل السودان وزيمبابوي وسيراليون وليبيريا، استمرت المستويات المرتفعة لانخفاض قيمة العملة وتضخم الغذاء فى تقليل القوة الشرائية للأفراد، ولفت إلى أنه بالاقتران مع الصدمات المناخية الأخيرة في بعض هذه البلدان التى أدت إلى انخفاض كبير فى الإنتاج الزراعى فهناك خطر كبير من أنه مع الانخفاض المحتمل فى الإمدادات الغذائية المحلية فقد يتفاقم تضخم الغذاء فى الأشهر المقبلة.

وحذر التقرير من تأثير الظواهر المناخية على الأمن الغذائي في العديد من البلدان في مناطق مختلفة من العالم، وقال إن من بينها أفغانستان وجنوب السودان وشمال إثيوبيا وجنوب الصومال وشرق كينيا ومدغشقر وأنجولا وبلدان أخرى في أمريكا الوسطى.

وبخصوص البلدان التي تثير القلق، أشار تقرير المنظمتين الدوليتين إلى 20 نقطة ساخنة فى جميع أنحاء العالم معرضة لخطر المزيد من التدهور في الأمن الغذائى، وقال إن مجموعة معينة من النقاط الساخنة تثير القلق بشكل خاص بسبب حجم وشدة واتجاهات الأزمات الغذائية الحالية، وحيث قد تدفع أي صدمات أخرى عددا كبيرا من السكان هناك إلى حافة الهاوية وإلى العوز والمجاعة، وذكر التقرير بخصوص البلدان التي تواجه ظروفا شبيهه بالمجاعة أنها رفعت في أكتوبر الماضي أعلى حالة تأهب للعمل الإنسانى العاجل في بوركينا فاسو وشمال نيجيريا واليمن وجنوب السودان لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش وتجنب المزيد من التدهور في الظروف الحرجة للغاية.

وحذر التقرير من أن مجموعة من المناطق فى هذه الدول الأربعة هى ولاية جونجلى في جنوب السودان، ومحافظات سوم واولادن فى بوركينا فاسو وأجزاء من ولاية بورنو فى شمال شرق نيجيريا ومحافظات الجوف ومأرب وعمران فى اليمن تواجه مجموعة من العوامل التي تغذي انعدام الأمن الغذائى مثل القيود الشديدة على وصول المساعدات الإنسانية والعدد الكبير من السكان الذين يعيشون في حالة طوارئ، إضافة إلى احتمال تفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائى بسبب الصراع والضربات الاقتصادية والصدمات المناخية، وحذر التقرير من أن أي تدهور إضافي في هذه العوامل قد يؤدى إلى ارتفاع خطر المجاعة.

وقال التقرير إنه من بين البلدان ذات النقاط الساخنة تعد أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وهايتى والسودان وسوريا مصدر قلق ملح ووشيك، إضافة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وهندوراس وزيمبابوى حيث يوجد أكثر من نصف مليون شخص في حالة طوارئ بالمرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي.