تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، بالذكرى التاسعة لرحيل مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 بالكنيسة القبطية، في دير القديس الأنبا بيشوي العامر بوادي النطرون.

ويترأس صلوات القداس الإلهي أصحاب النيافة الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والأنبا صليب أسقف ميت غمر وتوابعها والأنبا أغابيوس أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي بوادى النطرون، بحضور ومشاركة ورهبان أديرة وادى النطرون.

وقام نيافة الأنبا أغابيوس مساء أمس بتطيب جسد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بمزاره بدير القديس الأنبا بيشوي، بحضور الآباء رهبان الدير.

وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية - في كلمة له - أن البابا شنوده الثالث تاريخ كبير ومُعلم كبير في تاريخ الكنيسة القبطية، ومع بداية رسامته في 1962 أسقفا للتعليم على يد المتنيح القديس البابا كيرلس السادس، ثم اختياره ليكون بطريرك الكنيسة القبطية رقم 117، موضحا أنه كان في السنة الأولى من المرحلة الجامعية عند اختيار قداسة البابا شنوده الثالث بطريركا عام 1971، وأنه طوال سنوات الدراسة في الجامعة والخدمة والعمل بعد ذلك كان الجميع يتعلم في مدرسة البابا شنودة .

وأوضح البابا تواضروس، أن البابا شنودة كان غزير الانتاج الفكري والأدبي في موضوعات ومجالات كثيرة، وأنه (أي تواضروس) ترهبن على يد البابا شنودة في دير الأنبا بيشوي عام 1988، وأن الرسامة الأسقفية عام 1997 كانت من خلال البابا شنودة الثالث وطوال هذه الفترة كان هو المُعلم الموجود في الكنيسة ويقدم عظات كثيرة ويقوم برحلات رعوية عديدة، فضلا عن أن شخصية البابا شنودة كانت كاريزمية وكان بارعا في إلقاء الفكاهة، وعاش في البرية وأحب حياة الرهبنة وكان يتواجد في الدير باستمرار، مشيرا إلى أنه زار مدينة دمنهور أكثر من مرة.

وأكد البابا تواضروس، أنه التقى خلال الأسقفية مع البابا شنودة في العديد من المرات خلال جلسات المُجمع المقدس وفي المناسبات العامة والسيمنار الذى كان يقام مرة كل عام، وكل هذه المناسبات أدت لكثير من التعليم والمعرفة، وبلا شك هو علامة في تاريخ الكنيسة القبطية، وخدم كثيرا وقدم الكثير على مدى نحو 40 عاما، وأنه كان يعبر كل الأزمات التى كان يمر بها بمعونة كبيرة من الله.

وقال: إننا اليوم نتذكر خادم أمين تعب في تربيتنا، وطوال سنوات كثيرة كان هو المُعلم من خلال كتبه وعظاته، ونتذكر تعبه وأمانته وسفره في كل قارات العالم، وتأسيسه لكنائس وأديرة كثيرة، ونتذكر شخصية مباركة وفاضلة اختارتها العناية الإلهية لتقود الكنيسة على مدى أكثر من نصف قرن في خدمته أسقفا وبطريركا.

وأضاف أنه توجد قلاية لقداسة البابا شنودة في الأرض التى تم فيها بناء المكتبة المركزية البابوية بدير الأنبا بيشوي وأنه تم الاحتفاظ بها لتكون بمثابة مزار صغير للمتنيح البابا شنودة، وهذه القلاية قام فيها البابا شنودة بكتابة العديد من المقالات والكتب الروحية على مدى سنوات كثيرة، وتضم مجموعة من مقتنياته، وهو رمز لترابط الكنيسة على مدى العصور، ونطلب شفاعته وصلواته من أجل الكنيسة والخدمة.