رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«مراجعات أم مناورات؟».. تركيا تغازل مصر

نشر
مستقبل وطن نيوز

اعتادت تركيا في الأونة الأخيرة على تغيير نبرتها العدائية ضد مصر؛ حيث أطلق العديد من قيادات النظام التركي تصريحات توددية كان آخرها تصريح المتحدث باسم "حزب العدالة والتنمية" الحاكم عمر جليك، بأن هناك أواصر قوية للغاية مع مصر وشعبها تعود لتاريخ قديم.

مكانة مصر فى المنطقة
قال جليك، عن وضع ومكانة مصر فى المنطقة : إنه "بدون الشراكة التاريخية مع مصر، لا يمكن كتابة تاريخ المنطقة، ولا أفريقيا، ولا الشرق الأوسط، ولا البحر المتوسط".

وأضاف: "لدينا أرضية مع مصر، مضيفا:"إن ضرورات الحديث بشأن التطورات التي تشهدها المنطقة تقتضي آليات الحوار مع القاهرة، وآمل أن يكون هذا النهج متبادلا".

عزلة سياسية
برر المراقبون التغيير المفاجئ للموقف التركي تجاه مصر جاء بسبب ماتعانيه أنقرة من عزلة سياسية، وترصد دولي لتحركاتها المعززة للإرهاب والتى أصبحت مفضوحة أمام العالم.

انتقادات دولية
أشار المراقبون إلى أن تركيا تعرضت مؤخرا لانتقادات دولية من الدول العظمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الشريك الأساسي لأنقرة في حلف شمال الأطلسي بجانب تهديدات الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات عليها إضافة إلى تصاعد حدة التوتر بين اليونان وتركيا؛ بسبب إصرار الأخيرة على اغتصاب حق أثينا فى مياهها الاقليمية فضلا عن تكوين تحالفات استراتيجية تم تشكيلها فى المنطقة للتصدي للسياسات والتحركات التركية.

ولم تكن تصريحات المتحدث باسم الحزب الحاكم هى الوحيدة التى ظهر فيها التراجع الملفت لسياسات تركيا تجاه مصر حيث جاءت تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار فى وقت سابق ملمحة إلى تطورات مختلفة قد تحدث في الأيام المقبلة.

مراجعات حتمية
يري المحللون أن هذه المغازلات السياسية من جانب أنقرة قد تكون جزءا من "مراجعات حتمية" تتبعها تركيا بعدما أثبتت التجربة فشل سياسات فرض الأمر الواقع والتدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة، ومن ثم تسعى لمهادنة محيطها، ممثلا في مصر، لما تشكله من تأثير واسع.

وعزّز أصحاب هذا الرأي بأن تركيا أدركت فشل استراتيجتها فى التعامل مع دول المنطقة، ومصر تحديدا وهذا ما أكده خبير الشئون التركية، بشير عبدالفتاح في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" أنها (تركيا ) "كانت تظن أن محاولة توظيف الإخوان وكذلك استخدام منطق القوة في منطقة شرق المتوسط والدول العربية، وتدخلاتها العسكرية، كفيلة بالضغط على الجانب المصري للاستجابة أو الرضوخ للضغوطات التركية" .

وأضاف:"ما حدث عمليا كان على عكس ما كانت تصبو إليه أنقرة من خلال سياساتها في المنطقة، إذ شعرت الآن بعزلة رهيبة شرق المتوسط، في ظل قطيعة عربية من دول مركزية كانت تعتمد على العلاقات الاقتصادية معها".

مناورات سياسية
في حين وصفها آخرون أنها مجرد مناورات سياسية لعدم وجود تصرفات حقيقية على الأرض تثبت هذه المراجعات.

ويري المحللون أن أنقرة تحاول إنقاذ نفسها فى هذا الموقف الصعب حيث تسعي لتدارك الأمر، من خلال محاولة تحقيق اختراق في العلاقة مع مصر تحديدا، يساعدها في حلحلة التوتر بينها وبين الدول العربية وقبرص واليونان".

وأوضح خبير الشؤون التركية أن "كثافة العروض التركية (التصريحات الإيجابية تجاه مصر) التي تصدر يوميا الآن من أكثر من مسئول تركي؛ حتى لا يستمر نزيف الخسائر، وبالتالي بدأت تركيا مراجعة حساباتها".

عاجل