أكد خبراء استراتيجيون أن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة  لعدد من أسر وشهداء ومصابي العمليات الحربية اليوم، هي رسالة غالية تؤكد قيمة الشهيد ومكانته وما قدمه فداء للوطن من جانب، وعلى فكرة التراب الوطني الغالي، والردع لكل من يفكر الاقتراب من هذا التراب من جانب آخر.


وكرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، عددا من أسر الشهداء في ذكرى "يوم الشهيد"، الذي يوافق التاسع من شهر مارس من كل عام، والذي أصبح يوما احتفاليا بذكرى الشهداء الأبطال، وهو يوم ذكرى استشهاد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الفريق أول عبدالمنعم رياض.


ويعتبر الفريق أول عبدالمنعم رياض أحد أشهر العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين، وشارك في حروب عدة من بينها حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1965، وحرب الاستنزاف حتى استشهد يوم 9 مارس ‏1969‏، خلال تفقده للجنود بالصفوف الأمامية بالميدان، على خط قناة السويس، ليتحول يوم 9 مارس إلى يوم الشهيد في مصر.


وقال اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- إن " الشهداء هم من جعلونا نرفع رءوسنا عالية، وأصبح العالم أجمع يعمل لمصر وجيشها ألف حساب"، وأردف قائلا " فكرة التراب الوطني هي التي جعلت مصر العظيمة، نتباهى بها بين الأمم ".

وأضاف أن "شعار المقاتل المصري، إما النصر أو الشهادة، لا خيار ثالث لهما، وهو من أسباب نصرة ورفعة مصر، وهو شعار بمثابة رسالة مخيفة للعدو".

وتابع "أن فكرة التراب الوطني، هي الفكرة العليا في قلوب المواطنين، وردع الآخرين من الاقتراب منه، فعلو مصر أساسه استعداد المقاتل للشهادة والتضحية بأرواحهم من أجل تراب بلدهم، وهي الرسالة المخيفة للعدو".

وشدد على أن تكريم الرئيس السيسي، اليوم، لأسر الشهداء، رسالة بالغة الأهمية للتذكير بقيمة الشهيد ومكانته، وبأن للتراب الوطني قدسية، موضحا أنه ليس المطلوب من أحد أن يموت، ولكن رسالة للكل لبذل العرق والجهد للحفاظ على مكتسبات ما تحقق.

وأكد أن ما تحقق في سيناء من تطهير من التكفيريين ومن ثم تعمير وتنمية، جاءت بفضل الله، ودماء الشهداء الغالية، مشددًا على أنه لم ولن يتم السماح بالاقتراب من أرض وتراب سيناء ، وقال " سيكون الثمن غاليا للعدو ".

من جانبه أكد اللواء أركان حرب نصر سالم رئيس الاستطلاع الأسبق أستاذ العلوم الاستراتيجية على أن ما تحقق في سيناء ، سببه الرئيسي بطولات رجالنا من القوات المسلحة ومن ضحوا بأرواحهم فداء لتراب الوطن، حتى عادت الحياة إلى طبيعتها.

وأضاف أن يوم الشهيد وتكريمه اليوم، من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمثابة ردع لكل من يفكر في تهديد أمن وسلامة مصر.

وأوضح اللواء نصر سالم الدور الذي قام به الفريق عبدالمنعم رياض، ويوم استشهاده يوم 9 مارس ‏1969‏، خلال تفقد جنوده بالصفوف الأمامية بالميدان، على خط قناة السويس، ليتحول يوم 9 مارس إلى يوم الشهيد في مصر ، وأقواله المأثورة " أن تجاهد بما هو متوافر فتلك هي المهارة".

وأشار اللواء نصر سالم، إلى دور رجال القوات المسلحة في إعادة الحياة لطبيعتها في سيناء، موضحا الفارق بين سيناء 2018 وسيناء الآن بفضل الله، من تنمية وعمران وصولا إلى تغيير الخطاب الديني والثقافي، ما دفع دولا للتراجع عن تمويل الإرهاب، إدراكا منهم بأن مصر على حق، وبدأ الكل يراجع نفسه، بل ويسعون إلى استعادة علاقتهم مع الدولة المصرية.

ومن جانبه، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء أركان حرب ناجي شهود، إن كل إنسان مصري هو مشروع شهيد ، فشعب مصر مستعد ومرابط للقتال دفاعا عن أرضه وعرضه إلى يوم الدين ، وتلك المهمة التي عاشها الأجيال في العام 48 و56 و67 حتى تحقق النصر المجيد في العام 1973.

وأضاف أن النصر تواصل مع مكافحة الإرهاب بسيناء، وتابع "سيناء مصرية للأبد بفضل الله، ولن يجرؤ مخلوق على تدميرها "، فالمصري يحمل على عاتقه ثلاث " دينه وعرضه وأرضه، فهم خط النار بالنسبة له".

وأشاد الخبراء الاستراتيجيون بدور إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة في الإعداد للندوة التثقيفية الثالثة والثلاثين للقوات المسلحة اليوم، والتي حملت عنوان " لولاهم ما كنا هنا "، بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، مؤكدين أن الترتيب الجيد من جانب إدارة الشئون المعنوية للندوة أحد أهم الأدوار التي تقوم بها للذاكرة الوطنية من أجل تواصل الأجيال.

كما أكد الخبراء أن نجاح الندوة الاستراتيجية اليوم، يضاف لنجاحات إدارة الشئون المعنوية السابقة بمختلف الفعاليات الوطنية.