رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

قصة كفاح إبراهيم الشاهد.. من «ترزي» بمحو أمية إلى دكتوراه في الإعلام

نشر
مستقبل وطن نيوز
قصص كثيرة للكفاح، كان أبطالها أبناء محافظة الفيوم، واليوم نستعرض إحدى هذه القصص، استطاع بطلها الحصول على شهادة الدكتوراه بعد مشوار طويل من التحدى مرورا بمحو الأمية والعمل في مهنة ترزي.
 
بطل القصة هو إبراهيم سيد الشاهد، ابن قرية معصرة صاوي بمركز طامية بمحافظة الفيوم، والذي قطع رحلة مليئة بالصعوبات والكفاح وتحدي اليأس، بدأها منذ عمله "صبي ترزي" بمحل في مصر الجديدة، المنطقة التي يسكنها كثير من الوزراء والسفراء والمشاهير.
 
الشاهد.. البالغ من العمر 52 عاما، أجبر على ترك المدرسة، بسبب انفصال والديه، ليتلقى صدمة أخرى بوفاة والده ليجد نفسه مسؤولا عن أشقاء أصغر منه سنًا، وقال: "أحد الزبائن المترددين على المحل كان ينظر لي بسخريه لأننى ارتدي القميص والبنطلون وأنا لا أجيد القراءة والكتابة، وهو ما دفعني إلى الالتحاق بفصول محو الأمية بالقرية، وكافحت بكل إصرار على أن ألحق بمن سبقوني، بل وأتفوق عليهم، وكنت أخطط لرفع شأن عائلتي وأكون مثالاً لكل شاب يريد الكفاح والتميز".
 
 
من خلال الدراسة المنزلية حصلت على الشهادتين الإبتدائية والإعدادية.. بهذه الكلمات واصل الشاهد حديثه، ليؤكد أنه نظرا لعدم توافر القدرات المالية، وعمله المستمر في مهنة الحياكة والتزاماته الأسرية، فشل في الدراسة الثانوية، فقرر دراسة دبلوم الثانوي التجاري، وبالفعل حصل على الشهادة بتفوق، مضيفًا: "جاء ترتيبي الـ26 على مستوى الجمهورية".
 
وتابع: "كنت استقطع جزءًا من أموال طعامي ومواصلاتى لشراء الصحف والمجلات، ومن هنا جاء عشقى وحبى للإعلام، فقررت دراسة الإعلام من خلال نظام التعليم المفتوح، والتحقت بجامعة القاهرة في عام 2000، وأنهيت دراستى بعد 4 سنوات بتقدير جيد، وحصلت على دبلومة الدراسات العليا فى الإعلام من جامعة الزقازيق وفي عام 2014 حصلت على الماجستير من جامعة عين شمس، وذلك عن دراسة قدمتها تحت عنوان دور البرامج الدينية في الفضائيات في تشكيل اتجاهات طلاب الجامعات نحو الأحزاب ذات المرجعية الدينية".


وأوضح أنه تقدم بطلب للحصول على وظيفة باعتباره من حملة الماجستير، فجاء تعيينه في قطاع المحليات عام 2015، والتحق بوظيفة مسئول التنمية البشرية بمجلس مدينة سنورس في عام 2016، مضيفًا: "في ذلك الوقت كنت أعمل للحصول على درجة الدكتوراه فى الإعلام".  

وقال: "تم تعييني رئيسًا للوحدة المحلية لقرية زاوية الكرادسة التابعة لمركز الفيوم، وتحملت عبء الإنفاق على أشقائي حتى تخرجوا من الجامعات، ولدي الآن ولدان أحدهما مدرس لغة فرنسية والآخر في المرحلة الإعدادية إلى جانب بناتي الأربع وهن: أسماء مدرس لغة إنجليزية، وفاطمة مدرس دراسات أجتماعية، ومريم طبيبة أسنان، ومنى طالبة بالطب البيطري".
 
وعن عمله في المحليات قال: "لا يرضي طموحي، فراتبي لا يتجاوز الـ2000 جنيه، وأتمنى أن تتاح لى فرصة للتدريس في الجامعة، حيث كانت أمنية حياتي أن أصبح معلمًا، لكن شاء القدر أن أكون موظفًا في الإدارة المحلية على الدرجة الثالثة رغم حصولي على الدكتوراه".
 
 
وشدد على أن العلم ليس له نهاية ويستطيع كل إنسان أن يتعلم ويحقق ما يريده إذا كان لديه إصرار، مبديا انزعاجه من محاولة بعض المواطنين الذين يريدون لأنفسهم أن يكونوا أوصياء على العلم ويسخرون ممن التحقوا بفصول محو الأمية وحصلوا على أعلى الدرجات.
 
وحول اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقصته، قال: "وسام على صدري"، لافتًا إلى أن الرئيس، وجه اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، للقائه وتوفير عمل يتناسب مع مؤهلاته، وعقب اللقاء وجه الوزير، الدكتور أحمد الأنصارى لاستقباله.
 
واستطرد قائلاً: "طرحت على المحافظ بعض الأفكار والرؤى لتطوير العمل بالمحليات، وعلى الفور أصدر قرارًا بتكليفي نائبًا لرئيس مجلس ومدينة سنورس لشئون القرى، ولم أكن أصدق إطلاقا ما حدث معي وكأنني في حلم".
 
 
ولفت إلى أن مصر الجديدة في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تتجه إلى الإمام، وأن الرئيس يعطى كل ذى حق حقه، واستجابته لقصة كفاحه دليلا على أنه يشعر بما يشعر به المواطن البسيط، مضيفًا: "لم نجد في أي من العصور السابقة هذا التقدير للمكافحين الذين يتحدون الصعاب لإثبات ذاتهم".

ووعد الشاهد، الرئيس السيسي، ببذل كل الجهد للارتقاء بمدينة سنورس وقراها، والعمل على قدم وساق لإثبات أن الكفاح قصة لا تتوقف، وأن الطموح لا حدود له.
 


عاجل