رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى ميلاد عبد الله فرغلي.. قصة الرعب التي عاشها بسبب صلاح السعدني

نشر
مستقبل وطن نيوز

ولد عبد الله فرغلي في 3 مارس 1928 بمنطقة بولاق أبو العلا، لكنه كان لا يكف عن النظر  إلى الضفة الأخرى من النهر، حيث حي الزمالك الراقي الذي يتحدث أهله «الفرنسية»، ما شجعه على أن يتعلم لغة باريس، ويتحدث بها مع سكان الحارة الذين أطلقوا عليه «الخواجة عبد الله».

عاقبه المدرسون في الابتدائية لأنه لا يكف عن تقليدهم، وفي الثانوية التوفيقية بشبرا انضم إلى فريق التمثيل، وعندما حصل على «البكالوريا» قام بتأسيس فرقة للهواة باسم المسرح العصري.

التحق عبد الله بمدرسة المعلمين قسم التربية، وفور تخرجه تم تعينه في أسيوط مدرسًا للغة الفرنسية، ثم ينتقل إلى بني سويف ليعمل مدرسًا في المعهد الفرنسي، ويكون فرقة من طلبة المعهد باسم المسرح الحديث، تقوم بتجسيد الروايات العالمية وأعمال الريحاني على مسرح «سينما الأهلي».

وعندما يستقر في القاهرة يضمه عبد المنعم مدبولي إلى فرقة الفنانين المتحدين ويقدمه إلى سمير خفاجة وبهجت قمر، ليتم استغلاله في الكتابة دون ذكر اسمه كمؤلف.

ويلمع اسم عبد الله فرغلي في مسرحية «سيدتي الجميلة» أمام فؤاد المهندس، بينما رحلته الشاقة يوميًا من الإسكندرية التي يقام فيها العرض والعودة إلى القاهرة، حيث عمله في مدرسة إسماعيل القباني الثانوية بالعباسية تجبره على  اعتزال الطباشير والسبورة، إلا أن شخصية الملواني في «مدرسة المشاغبين» تجعل منه أشهر مدرس في المسرح العربي!.

لا يحتاج عبد الله فرغلي إلى ماكير للانتقال من شخصية إلى أخرى، ملامحه تطوع نفسها مع نبرات صوته، يستطيع تجسيد الشخصية ونقيضها في عمل واحد كما فعل في مسرحية «إنها حقًا عائلة محترمة»، تحول فجأة من رجل وقور وجاد إلى مراهق طفولي عندما التقى بحبه القديم «أمينة رزق».

يمتلك فرغلي طاقة جذب، صنعت منه نجمًا، إلا أنه لم يصل أبدا لمحطة البطولة، رغم أدواره العديدة التي أثبتت أنه رقما صعبًا في معادلة الفن المصري.

امتنع عن الضحك عندما غادر جاره وصديق عمره صلاح السعدني حي المهندسين ليقيم في الشيخ زايد، ما تسبب في حالة من الرعب لعبد الله من أن يفاجئه الموت وحيدًا بدون أصدقاء، ولم يكف عن زيارة زملائه حين يمرضون حتى يتذكرونه حين يرحل، ولكنه حين مات لم يمشي في جنازته أحد منهم.

اختار عبد الله العزلة، وأفسدها عليه وحيد حامد وهو يقنعه بالعودة للتمثيل من خلال مسلسله «الجماعة» وتوفي قبل أن يستكمل « شيخ العرب همام» أمام يحيى الفخراني، ليرحل في 18 من مايو عام 2010 عن عمر ناهز 82 عامًا.

كلما اتصل أحد من تلاميذه بأرملته ليسألها: "عايزة حاجة يا حاجة، تقول له: عايزة عبد الله يا ابني.

عاجل