رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

لماذا يعتبر بايدن خطرًا على إسرائيل؟.. قراءة في سياسة الرئيس الأمريكي الـ 46 الاستثنائية

نشر
مستقبل وطن نيوز

اعتاد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية لعقود، على التعهد على عدم الحديث عن ترسانة إسرائيل النووية، على الرغم من الضغط الذي تمارسه أقوى دولة في العالم من أجل منع الانتشار النووي في المنطقة.

وتقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن الوقت قد حان لواشنطن لإنهاء ازدواجية المعايير التي تمارسها فيما يخص الترسانة النووية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن إرجاء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اتصاله الهاتفي برئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، حتى السابع عشر من فبراير الجاري، يراه المطلعون على العلاقات بين البلدين، أن بايدن يدير ظهره إلى إسرائيل ولم يوقع على خطاب التعهد بعدم الحديث عن ترسانة إسرائيل النووية.

وتوضح المجلة أن هذا الخطاب تطالب إسرائيل من خلاله بشكل روتيني رؤساء الولايات المتحدة بعدم ذكر الأسلحة النووية التي تملكها إسرائيل عند مناقشة الانتشار النووي في المنطقة أو الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل تقليل ترسانتها النووية الهائلة.

ويضيف الكاتب الأمريكي، آدم إنتوس، في مقال كتبه في صحيفة نيويوركر الأمريكية عام 2018، أن كل رئيس أمريكي بداية من الرئيس السابق، بيل كلينتون، وحتى الرئيس السابق دونالد ترامب، قام بتوقيع خطاب سري عند توليه المنصب يتعهد فيه فعليًا بأن الولايات المتحدة لن "تضغط على الدولة اليهودية للتخلي عن أسلحتها النووية طالما استمرت في مواجهة التهديدات الوجودية في المنطقة".

واستدركت المجلة الأمريكية بأنه مهما كانت السياسة التي تتبناها الولايات المتحدة تجاه الأسلحة النووية الإسرائيلية، فقد حان الوقت لوقف هذه الممارسة التي اعتبرتها "مُهينة".

وأضافت المجلة: كانت نتيجة هذه السياسة أن الولايات المتحدة باتت لا تستطيع الضغط على إسرائيل للتخلي عن أسلحتها النووية - في حين أن القيام بذلك سيكون المسار الوحيد المتوافق مع سياسة الولايات المتحدة لمنع انتشار الأسلحة النووية، ومع ذلك، تساعد واشنطن إسرائيل بنشاط، سواء دبلوماسيًا عن طريق عرقلة مناقشة أسلحتها النووية في المحافل الدولية وماديًا من خلال النظر بطريقة أخرى في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون النووي، بما في ذلك بعض الانتهاكات داخل الولايات المتحدة.

وتابعت: "هذا ظهر جليًا في عام 1979، والذي أجرت خلاله إسرائيل تجربة نووية في جنوب المحيط الهندي، حيث تم رصدها بواسطة قمر صناعي أمريكي، لكن البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر وحلفاؤه تستروا على التجربة التي كانت معروفة مسبقًا".

وربما كانت أسوأ نتيجة لتلبية مطالب إسرائيل بشأن مثل تلك الخطابات (التعهد بالتكتم على سلاح إسرائيل النووي)، هو أن الحكومة الأمريكية غضت بصرها طواعية عن الأسلحة النووية الإسرائيلية، وذلك بالتالي أفسد الجهود الرامية لصنع سياسات متماسكة وبناءة من جانب الولايات المتحدة، وفقًا لـ "فورين بوليسي".

وخلصت المجلة إلى أن بايدن لم يوقع على خطاب عدم التعهد بالحديث عن سلاح إسرائيل النووي، وهو ما يمثل بوادر سياسة مختلفة تمامًا ينوي أكبر رؤساء الولايات المتحدة سنًا اتباعها تجاه الحليف الرئيسي لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط.

عاجل