رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى وفاته.. حكايات عراف السياسة محمد حسنين هيكل مع ملك و7 رؤساء

نشر
مستقبل وطن نيوز

في مثل هذا اليوم عام 2016 غيب الموت الصحفي الأشهر في بلاط صاحبة الجلالة محمد حسنين هيكل، عن عمر يناهز 92 عامًا بعد صراع قصير مع المرض، لتفقد الصحافة العربية واحدًا من ألمع كتابها على مدار نصف قرن من الزمان شهد على جولاته وصولاته في بلاط صاحبة الجلالة في مرحلة مهمة من التاريخ العربي.

كشف هيكل في شهادة مطولة تقع في 35 صفحة أسرار الملك الذي كانت تربطه به علاقة عادية بوصفه أحد الصحفيين المتابعين للأحداث.

وتحت عنوان "دموع ملك في حالة قلق"، نقل هيكل من مذكرات حسين سرى باشا أن "الملك فاروق بكى وتأثر خلال مناقشة حامية بينهما، وقال "هيكل" إن الدموع تعكس قلق هذا الرجل ليس على عرشه فقط لكن على واقع الحياة السياسية في مصر كلها.

أما العلاقة بينه وبين اللواء محمد نجيب فقد اتسمت بالفتور وهو ما حرض هيكل على أن يشير إلى عدم صلاحية اللواء نجيب للحكم قائلًا: إنه لا يصلح للاستمرار في رئاسة مصر، لعدم تطابق صفات الترشح عليه، خاصة فيما يتعلق بجنسية والدته التي هي سودانية الأصل.

وعلى النقيض صارت الأمور في علاقة هيكل مع عبد الناصر حين وصف أول لقاء بينه وبين الزعيم قائلًا: "أدركت وأنا أتكلم معه أنني أتحدث مع شخص يفهم التاريخ والاستراتيجية جيدًا، وملم بقضية فلسطين، ويفهم في الأدب والشعر والثقافة، وكانت اهتماماته تتسع خارج حدود وظيفته".

واستطاعت صداقة عبد الناصر بهيكل أن تنقله من مجرد صحفي إلى صانع قرار ووزيرًا للإرشاد في عهد الزعيم.

ولم يستطع هيكل أن يطيل شهر العسل بينه وبين السادات وكتب عقب تولي السادات رئاسة الجمهورية، في سبتمبر 1970، 3 مقالات حملت عنوان "السادات وثورة التصحيح" أشاد خلالها بالرئيس الذي لم يكمل عامه الأول وقتها في سدة الحكم، قائلًا: كان السادات هائلاً في هذه الساعة الحاسمة من التاريخ بأكثر مما يستطيع أن يتصور أحد، كانت قراراته مزيجًا مدهشًا من الهدوء والحسم، وهذه المرحلة هي التي ستجعل من أنور السادات- بإذن الله- قائداً تاريخياً لشعبه وأمته".

وظلت علاقة هيكل بالسادات على هذا الحال حتى "حرب أكتوبر"، حيث انتقد طريقة تعامل السادات مع انتصار حرب أكتوبر سياسيًا وهو ما جعل السادات في نهاية الأمر يرسله إلى السجن.

وبدأ بقرار في الثاني من فبراير 1974 بنقل "هيكل" من "الأهرام" للعمل مستشارًا للرئيس، وهو ما رفضه هيكل إلى أن بلغ الصدام ذروته بين الطرفين، عندما تحدث السادات أمام كاميرات التليفزيون في سبتمبر1981، متهمًا هيكل بأنه لم يعد صحفيًا بل سياسيًا، وعليه أن يترك الصحافة إلى السياسة، و«ليس من حقه كصحفي أن يناقش القرار السياسي، فتلك مسؤولية الرئاسة».

وانتهى الأمر بعد ذلك بوضع هيكل في السجن ضمن اعتقالات طالت المعارضين في سبتمبر 1981.

وبعد شهر أفرج عنه مبارك في بداية حكمه ودعاه إلى قصره ومنحه رخصة مفتوحة للاتصال به في أي وقت يشاء، لكن هيكل لم يستخدمها قط كما قال، إلى أن سافر لألمانيا للعلاج، فعرض عليه مبارك العلاج على نفقة الدولة، لكن هيكل رفض.

وأطلق هيكل النار على نظام مبارك في محاضرته الشهيرة في الجامعة الأمريكية عام 2002، وهو يعلن "السلطة شاخت في مواقعها، وهناك مخطط واضح لتوريث الحكم، ومهما كانت الصورة حلوة، فلابد أن نقول كفاية".

وقال في حواره مع صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية عندما تولى مرسي الحكم: لست متيقنًا من مدى معرفته بالعالم العربي، والسياسة المصرية، ورأى أن النجاح لن يكون حليفًا للإخوان.

والتقى هيكل المستشار عدلي منصور مرة واحدة في 7 يوليو 2013، وناقش معه الأوضاع الداخلية التي تمر بها البلاد، في حين أعلن إعجابه بالرئيس السيسي في أكثر من مناسبة.

عاجل