رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى ميلاد شادية.. دلوعة السينما التي اعتزلت الفن حتى لا تكرر نفسها

نشر
مستقبل وطن نيوز

من «الحلمية الجديدة» في حي عابدين إلى إنشاص انتقلت فاطمة "الإسم الحقيقي للفنانة شادية"، مع أسرتها، للإقامة مع والدها المهندس الزراعي المشرف على الأراضي الخاصة الملكية.

ظنت في سنواتها الأولى أن فاكهة قصر الملك أطعم من الفاكهة الموجودة في حديقة بيتهم، وقادت عصابة مكونة من أخويها، لتسلق السور وسرقة تفاح الملك!

وعندما عاد بها والدها إلى القاهرة، توسعت إمارتها، وتزعمت البنات في سنة أولى ابتدائي بمدرسة شبرا للبنات.

لم يكن ذلك هو كل ما حققته شادية من انتصارات في طفولتها السعيدة، كانت أيضا بطلة الشارع في «الحجلة»، واعترف العيال الذين يلعبون معها في شارع طوسون بمهارتها في النط.

أول فيلم شاهدته في السينما هو  «ليلي» المأخوذ عن «غادة الكاميليا»، ما جعلها تقلد ليلى مراد أمام المرآة ولكنها لم تسمع أحد من أسرتها يشجعها بكلمة واحدة بعد أن سرقت أختها عفاف الإعجاب لأنها صاحبة الصوت الجميل، والمسموح لها بالغناء في الحفلات التي تقيمها العائلة، وعاد إليها الحق المسلوب عندما تزوجت عفاف.

اكتشفتها سيدة اسمها حكمت كانت قريبة الأسرة وتبنت موهبتها أمام العائلة وهي تعلن أن (فاتوش) ومعناها فاطمة بالتركية، ستغني، أما أبلة ليلى – مدرسة المحفوظات –  التي كانت تمر بأزمة عاطفية، فقد كانت تغلق الفصل لتسمعها تغني (بتبص لي كده ليه).

وفي الثالثة عشرة من عمرها طلب منها والدها أن تحمل صينية الشربات ليشاهدها مهندس الطيران (22 عاما) الذي جاء لخطبتها، فانهارت أحلامها في أن تصبح ليلى مراد أو أسمهان، ولكن كان لديها العديد من الحيل لتجبره على الطيران من أمامها.

ولكن الحيل الصغيرة لم تصلح مع العريس الثاني، ما جعلها تهدد بالانتحار، في حال إرغامها على الزواج منه، ونجحت الخطة.. وتراجع والدها.

وانتهزت فرصة إقامة حفل عائلي حضره مطرب تركي معروف اسمه منير نور، وكان والدها من أشد المعجبين به، وغنت أمامه، وكان إعجاب المطرب التركي بصوتها سببا مباشرا في إعجاب أبيها، ما جعله يستدعي مدرسا للموسيقى ليعلمها أصول الغناء.

أما مدرس الموسيقى فقدمها إلى أحمد بدرخان الذي قال: "إنها تصلح ممثلة ومطربة، وهي الجملة التى كانت تنتظرها".

أول عقد وقعته كان وهي في الخامسة عشر من عمرها، حصلت من خلاله على 200 جنيه، في أول كل شهر عشرين جنيها من المبلغ المتفق عليه وظهرت في لقطة واحدة على الشاشة في فيلم «أزهار وأشواك».

ظهرت ككومبارس مع هند رستم، وفي افتتاح الفيلم رفضت سناء سميح أن تجلس معهما، فشعرت شادية بالإهانة الشديدة.. وبكيت.. لكن هند رستم قالت لها: «ماتزعليش بكرة تبقى أحسن منها».. وقد كان!

قبل أن تصل لسن الـ16 خطف قلبها ضابط أسمر من الصعيد. وبينما تتأهب لعقد قرانها، امتدت إليه يد القدر، ليسقط شهيداً في حرب 1948.

وفي العشرين من عمرها تزوجت عماد حمدي الذي كان في ضعف عمرها تقريبا، وبعد ثلاثة أعوام تم الطلاق.

الزوج الثاني هو الإذاعي المعروف فتحي عزيز عام 1957، وفشل الارتباط بعد عامين بسبب غيرته الشديدة عليها وصدمته من فقد حملها وهي في الشهر الثاني، ليشهد عام 1964 ارتباطها بالفنان صلاح ذو الفقار الذي استمر سبع سنوات.

يختلف عشاق شادية في أسباب حبهم لها، البعض يراها صاحبة صوت أنثوي، لبنت شقية، باستطاعته تخدير الحواس، والوصول إلى القلب بسهولة، وآخرون يرون أنها ممثلة من زمن «الأحاسيس» مجرد ظهورها في عمل سينمائي يجبرك على مشاهدته.

أدت شادية العديد من الأدوار الصعبة في أفلام: اللص والكلاب، ميرامار، الطريق، زقاق المدق، وشئ من الخوف وأخيرا لا تسألني من أنا، الذي أثبتت من خلاله أن الموهبة تكبر مع العمر!

ورغم أنها نجحت في تجسيد العديد من الشخصيات، وحصلت موهبتها في التمثيل على احترام النقاد، إلا أن الانطباع الأول يدوم!

شادية مهما حاولت أن تغير جلدها، وتتخفى داخل أدوار مختلفة، ستظل هي البنت الدلوعة، التي لا تكبر أبدا في عيون المشاهد.

عام 1986 اعتزلت الفن بعد أن وجدت أنها تكرر نفسها، برصيد 150 فيلماً ومسرحية واحدة إضافة إلى 5000 أغنية.

عاجل