رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى وفاتها الـ 46.. قصة خلاف أم كلثوم وعبد الحليم

نشر
مستقبل وطن نيوز

قطبي الغناء في مصر والوطن العربي، اسمهما له تاريخ طويل في عالم الغناء، ومثل أي 2 ناجحين في نفس المجال تخلق بينهما المنافسة والرغبة في تحقيق نجاح أكبر، شكلا "كلاسيكو" قوي نتج عنه كل ما نسمعه الآن لهما، فهما "العندليب الأسمر" عبد الحليم حافظ، و"كوكب الشرق" أم كلثوم، التي يحل اليوم الأربعاء ذكرى وفاتها الـ46، اتسمت العلاقة بين الاثنين، بالشد والجذب، حتى أن الأمور اشتعلت بينهما في بعض الأوقات بشكل كبير واضطرت السلطات المصرية للتدخل.

عبد الحليم حافظ كان واحدًا من أبرز الأصوات المعبرة عن أفكار واتجاهات الثورة، ويعتبر تزامن مولده الفني مع اندلاع ثورة يوليو في خمسينيات القرن الماضي، وهو ما كان سببًا من أسباب تقربه من السلطة المصرية وقتها، بجانب الناحية النفسية كما يقول ملحنا الراحل كمال الطويل، فهو كان شابًا يتيمًا غير ميسور الحال، سنده الوحيد في الحياة فنه، وبالتعرف على أشخاص مثل إحسان عبد القدوس، وكامل الشناوي، ومصطفى أمين، وأبناء عبد الناصر، ثم أبناء السادات وأبناء عبد الحكيم عامر، وغيرهم.

وفي هذه الفترة كانت أم كلثوم لها صيتها واسمها وكلمتها القوية سواء في الناحية السياسية أو الغنائية مع الشعراء والملحنين، الذين يعملون معها وينفذون كلامها، وفي ليل 23 يوليو 1964، ومصر تشهد احتفالات أعياد الثورة، بنادي ضباط القوات المسلحة في حي الزمالك، الذي كان يحييه أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، تأخرت "كوكب الشرق" في افتتاحها الحفل، واستقطعت وقتًا من "العندليب" مما أثار غضبه، وخرج وقتها وقال جملته التي لم ترق لأم كلثوم، المعروفة بعزتها وشموخها.

وفيما يخص هذا الخلاف كتب "العندليب" بنفسه، مقالًا قال فيه: "أم كلثوم قررت أن تغني وصلتين قبل أن أغني، فقلت لنفسي رحم الله امرء عرف قدر نفسه، وذهبت إليها أرجوها أن تسمح لي بالغناء بين الوصلتين الغنائيتين، وقلت: لو أن أم كلثوم انتهت من غناء الوصلتين وظهرت أنا على المسرح بعد ذلك فلن يسمعني أحد".

وأضاف عبد الحليم: "جاءني رد أم كلثوم بأنها متعبة وتريد الانتهاء من الوصلتين لتعود إلى منزلها لتستريح، حتى لا يتعبها السهر أكثر من ذلك" مؤكدًا على أنه ذهب وحاول إقناعها ولكنها صممت على رأيها.

فهل الأمر توقف عند ذلك، لا فخرج عبد الحليم حفلته، بعد أن غادرت أم كلثوم المسرح، وفي ذلة لسان قرر أن يعقب على الأمر كله أمام الجميع قائلًا في بداية فقرته: "لقد شرفتني السيدة أم كلثوم بأن أختتم حفلًا غنت فيه، وفي الحقيقة أن ما حدث يعتبر مقلبًا بالنسبة لي".

كادت هذه الكلمات القليلة كادت أن تنهي بمسيرة عبد الحليم حافظ الفنية، ويجلس في منزله، بعد أن تلقى تهديدًا من بعض أفراد مجلس قيادة الثورة المصرية، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر بنفسه، بضرورة أن يعتذر لها، وبالفعل قام بذلك، وهو ما أكده الملحن والموسيقار الراحل كمال الطويل، أيضًا، قائلًا: "علاقة عبد الحليم بالسلطة المصرية أنقذته من أزمته مع أم كلثوم، لو مطرب عادي ده كان انتهى تمامًا من التاريخ وخلص، وعلشان كدا أنا بعتبر اللي بيعمله عبد الحليم ده اسمه ذكاء اجتماعي ومش حاجة مخلة".

عاجل