وفي مقابلة مع موقع سكاي نيوز عربية، أكد الدكتور فؤاد بوسطوان، أن مساره العلمي كان واضح المعالم في ذهنه منذ صغره، إذ أنه كان "شعلة أسئلة متوهجة".

ويقول فؤاد في هذا الشأن، "كنت طفلا محبا للاكتشاف، أفكك كل ألعابي لاكتشف ديناميكيتها وتركيبتها، كما أنني كنت ملتهمًا جيدًا للكتب في مرحلة الثانوية، خاصة كتب كبار مؤلفي الخيال العلمي و الذكاء الاصطناعي، أمثال العالم إسحاق أسيموف ودان براون".

وفي طريق بحثه عن أجوبة، هو المغروم بالرياضيات والفيزياء، شد انتباه فؤاد مفهوم "النظر في الذكاء الاصطناعي"، الذي قاده بعد حصوله على البكالوريا عام 2005 إلى التوجه إلى كلية عنابة واختيار شعبة الرياضيات والإعلام الآلي حيث حصل على البكالوريوس ثم الماجيستر.

ويضيف: "كنت طالب علم يحب المعلومة ويسعى إليها. أتذكر أنني قمت في مرحلة البكالوريوس بنشر مقال حول كيفية اكتشاف الماء أو النفط في الصحراء عبر الأقمار الاصطناعية".

نجاح وسط صعوبات مادية

مسار الشاب الجزائري لم يكن سهلًا، فقد عانى من ظروف مادية صعبة دفعت والده إلى الانتقال للعمل في ولاية أخرى لمدة 3 أشهر حتى يستطيع شراء حاسوب يساعده على تعلم البرمجة.

 إلا أن إصرار فؤاد على مواصلة المشوار أذاب عقبات عدة إلى أن حصل على الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي بإشراف جزائري- فرنسي، إذ كان يتنقل كل 6 أشهر بين كلية عنابة وجامعة كالي وجامعة ليل، حيث عمل في أطروحته على استعمال الذكاء الاصطناعي في الجانب الأمني قبل أن يعادلها في  جامعة لاس فيجاس بولاية نيفادا عام 2015.

وبعد أن أثبت فؤاد تفوقه أكاديميًا قرر التوجه نحو العالم الاقتصادي، فعمل كباحث مختص في الذكاء الاصطناعي في الشركة الأميركية "غرينجر" في شيكاجو، وبعد 3 سنوات أصبح المدير التنفيذي لمركز البحث في الذكاء الاصطناعي التابع للشركة.