تجددت المواجهات بين المتظاهرين اللبنانيين من أبناء مدينة طرابلس (شمالي لبنان) والقوات الأمنية، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المحتدمة التي تشهدها المدينة منذ 4 أيام متواصلة، حيث بدأت منذ عصر اليوم الاشتباكات والمحاولات المتكررة لاقتحام أحد المباني الحكومية الرئيسية بالمدنية.

وتشهد مدينة طرابلس احتجاجات ومظاهرات قوية مستمرة منذ 4 أيام تنديدا بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية واعتراضا على استمرار قرار الإغلاق الشامل للبلاد الرامي إلى الحد من تفشي وباء كورونا، حيث يعتبر المتظاهرون إنه يفاقم الأزمات الاجتماعية.

وقام المتجمهرون برشق القوى الأمنية المكلفة بحماية سراي طرابلس الحكومي، بالحجارة وقنابل المولوتوف على نحو كثيف، الأمر الذي قوبل بإطلاق قنابل مسيلة للدموع من قبل القوات في سبيل إبعاد المحتجين وحملهم على التوقف عن الاعتداءات.
وأحرق المتجمهرون مخلفات وأخشاب وإطارات مطاطية بالقرب من مقر سراي طربلس، وحاولوا اقتلاع البوابة الحديدية الرئيسية للمبنى وانتزاع الأسلاك الشائكة التي وضعت عليها عبر دفع صناديق النفايات باتجاه البوابة.

وبدا لافتا تمركز قوة من الجيش اللبناني داخل الباحة الرئيسية لسراي طرابلس، وكذلك أعلى سطح المبنى، تحسبا لأي محاولة للاقتحام من قبل المتظاهرين والتصدي لها، لا سيما وأن سراي طرابلس الحكومي أصبح نقطة استهداف يومية معتادة لدى المتظاهرين.
واستقدم الجيش تعزيزات إضافية من وحدات القوات المسلحة والتي تمركزت في عدد من المواقع الرئيسية بمدينة طرابلس، دون أن تدخل في مواجهة مع المتظاهرين، كما استعان جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) بتعزيزات من القوة الضاربة بشعبة المعلومات (الاستخبارات) والتي تعد بمثابة وحدات التدخل الخاصة الأكثر تدريبا وتسلحا.

وعمد المتظاهرون، بين الحين والآخر، إلى إلقاء كميات كبيرة من قنابل المولوتوف والحجارة صوب سراي طرابلس الحكومي، لتقوم قوى الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لحملهم على التفرق.
وقامت مجموعات من المتظاهرين بتنظيم مسيرات في شوارع مدينة طرابلس، جابت المناطق التي يقطن بها نواب وسياسيون من أهل المدينة، ورددت الهتافات المناهضة لهم والتي تحملهم مسئولية التدهور الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الذي تشهده المدينة.

وعلى صعيد متصل، نظم متظاهرون وقفات احتجاجية أمام مقر وزارة الداخلية بمنطقة الصنائع ببيروت، وكذلك في ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة والقريبة من مقر السراي الحكومي (رئاسة الوزراء) حيث قطعوا الطرق وأشعلوا النيران – بشكل محدود - في الأخشاب ورددوا الهتافات المناهضة للسلطة السياسية.
ولم تشهد الوقفات أمام وزارة الداخلية أو بساحة رياض الصلح، أي مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية التي شوهدت بأعداد كبيرة في محيط تواجد المتظاهرين الذين في المقابل لم يتجاوز عددهم العشرات.