رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

اللحظات الأخيرة في حياة داليدا.. رسالة انتحار من 6 كلمات.. ويوم حزين على مصر وفرنسا

نشر
مستقبل وطن نيوز

أنهت رحلتها في الحياة بجرعة قاتلة من السم في منزلها بحي "مونمارتر" الشهير في باريس عام 1987، وعاشت فرنسا ومصر يومًا حزينًا لرحيلها، خصوصًا الفرنسيون الذين أصابهم الذهول حين أعلنت الصحافة والقنوات التليفزيونية الخبر، الجميع يعرف تفاصيل كثيرة عن حياتها، وقصة نشأتها في منطقة شبرا بمحافظة القاهرة، لأبوين من أصل إيطالي، وبداية حياتها الفنية من خلال فوزها بمسابقة ملكة جمال مصر في عام 1954، وقصة سفرها لفرنسا وغنائها بـ 9 لغات مختلفة: "العربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية"، وتقديمها في مشوارها الفني أكثر من 1000 أغنية، وتكريماتها الكثيرة، ولكن لا يوجد كثيرون يعلمون أسباب انتحارها، وكواليس هذا اليوم على مصر وفرنسا، فهي المطربة المصرية الفرنسية داليدا، التي تحل اليوم الذكرى 88 على رحيلها.

مشاهد قبل انتحارها

لم يكن انتحار داليدا وموتها في عام 1987، هو الأول، فحاولت الانتحار قبله مرة أخرى، عندما أعلنت عن خطبتها من النجم الإيطالي لويجي تتكو، وانتحر بعدها بفترة لعدم فوز إحدى أغنياته في مهرجان سان ريمون، لتقدم هي الأخرى على الانتحار حزنًا عليه، ولكن تم إنقاذها وواصلت رحلت نجاحها لتفوز بأكثر من جائزة دولية.

تحولت داليدا في فرنسا إلى رمز لكل الشباب؛ لأنها وهي في الرابعة والخمسين من عمرها كانت تظهر في أثواب الشباب وتغني وكأنها واحدة منهم بنفس طاقتهم وحيويتهم، حتى أنها نفسها كانت تقول دائمًا: سوف أعتزل الغناء في عام 2000"، كما أنها كانت تعمل على تطوير نفسها وتشق طريقًا جديدًا في مسيرتها بدخولها عالم التمثيل، عن طريق تجسيدها دور الجدة الفلاحة في فيلم "اليوم السادس"، مع المخرج يوسف شاهين، والذي لاقى نجاحًا كبيرًا وقت عرضه.

رسالة انتحار

انتحرت داليدا، ولم تترك خلفها سوى رسالة، تكشف من خلالها الأسباب التي دفعتها لقطع صلتها بالحياة، وفقدانها الأمل في كل من حولها، ولم تكتب فيها سوى 6 كلمات، كانوا قاسيين على محبيها في العالم كله، وهم: "لم أعد أحتمل الحياة.. فاغفروا لي".

هل انتحرت داليدا بسبب خوفها من الشيخوخة؟

"أتمنى أن أقف على المسرح وأغني حتى أصل إلى سن 80، وأنا لا أعترف بالشيخوخة والسن طالما قادرة على الغناء والاحتفاظ برشاقتي"، هذه الكلمات خرجت على لسان الراحلة داليدا في أحد لقاءاتها الصحفية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها قررت إنهاء حياتها في أوج شهرتها، ليظل إجابة السؤال معها هي فقط، هل أرادت أن تنهي حياتها بسبب خوفها من الشيخوخة ونسيان محبيها لها؟

يوم من تاريخ فرنسا ومصر

كم من الفتيات في العالم كن يحلمن بشهرة داليدا التي خرجت من شبرا واقتحمت عالم الغناء على أعلى المستويات الدولية؟ فكانت داليدا فنانة مرهفة الحس، قلقة بطبيعتها، وفي أيامها الأخيرة أصبحت تشك في كل من حولها، لمعان الشهرة والنجومية حجبا عنها الشعور بالسعادة الحقيقية، والاطمئنان، فاختارت أن تحتجب عن الحياة، وانتحارها في أوج شهرتها دليل على خداع المظاهر، الذي يقع فيه الكثيرين.

أصيب الفرنسيون بالذهول حين أعلن خبر انتحار العالمية داليدا، وخصصت القناة الأولى للتليفزيون الفرنسي الدقائق العشر الأولى لنشرة الأخبار الرئيسية، لداليدا قبل أخبارهم السياسية، والمحلية، والدولية، وتصدرت صورها وخبر انتحارها عناوين الصحف في الكثير من دول العالم، وأعد التليفزيون برنامجًا عن حياتها ونقل مشاعر الفرنسيين من مختلف الأعمار نحو الخبر، وبكائهم على رحيلها.

زهور مصرية وبكاء الفرنسيين في جنازة داليدا

في حالة شديدة الحزن، ودع الشعب الفرنسي الفنانة داليدا، من كنيسة مادلين بقلب باريس، على مقربة من ميدان الكونكورد  الذي تتوسطه المسلة المصرية، وحضر الجنازة جاك أتالي، المستشار السياسي للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران وقتها، وأوفد رئيس الوزراء الفرنسي أيضًا أحد مساعديه لتمثيله في الجنازة، والسفير المصري في باريس الدكتور سمير صفوت، بجانب حضور عدد كبير من رجال الثقافة في فرنسا ومصر، ومن بينهم وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانج، والمخرج العالمي كلودلولوش، وإيدي بركلي مكتشف داليدا، والمطربات شيلا، وآني كوردي، وجين مانسون.

وأرسل السفير المصري لدى باريس حينها، باقة زهور باسم مصر في الجنازة، وحضر أيضًا المخرج القدير يوسف شاهين، الذي طار من مصر فور سماعه خبر وفاتها، وقال وقتها إنه أصر على أن يكون متواجدًا، لأن داليدا كانت تفخر دائمًا بمصريتها أمام الجميع، على الرغم من معرفتها أن ذلك قد يستعدي ضدها بعض الأوساط، وظلت ناجحة لـ30 عامًا بلا انقطاع"، وقدم خلال حضوره باقة ورد باسم اتحاد السينمائيين المصريين.

أشخاص عرفوا داليدا عن قرب

ويقول الكثير من الأشخاص الذي عرفوا داليدا عن قرب، إنها كانت تعاني دائمًا من الشعور بالوحدة والوحشة، على الرغم من جمهورها الكبير، وأصدقائها، وكانت تعبر دائمًا عن ندمها على أنها لم تنجب طفلًا يملأ عليها حياتها.

وآخرون قالوا إنها في الفترة الأخيرة كانت عصبية جدًا، وتغضب بسرعة، وكانت لا تتورع عن الصراخ في وجه من يتسبب لها بأي ضيق، وفقدت الأمل بعد سن الخميس في أن تجد الحب مرة أخرى، وأصبح كل لبسها الذي ترتديه أسود، ولا تهتم بشكلها وشعرها.

عاجل