رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكري وفاتها الـ 24.. مديحة كامل طموحها تخطى الفن فصعدت إلى الهاوية.. ومرآتها جعلتها تعتزل وتزهد في حياتها

نشر
مستقبل وطن نيوز

 

هي فاتنة الشاشة، وأميرة سينما السبعينات والثمانينات، غزت قلوب محبيها بجمالها وروحها المرحة والخفيفة على قلب كل من يراها، حياتها كانت حافلة بالفن والأضواء والشهرة والجمال والأحداث الدرامية، كأدوارها التي أجادت تقديمها وجعلتها واحدة من أهم نجمات السينما المصرية، خاصةً أدوار الإغراء والجاسوسية، فهي الفنانة القديرة مديحة كامل، التي يحل اليوم الأربعاء، ذكرى وفاتها الـ24.

بدأت مديحة حياتها كبطلة في الألعاب الرياضية، بحصولها على العديد من الجوائز والكؤوس، منذ أن كانت تعيش مع اسرتها في الإسكندرية عروس البحر المتوسط، حتى انتقلت معهم إلى القاهرة، ونده عليها نداه الفن المخرج شريف حمودة، الذي اكتشفها، وتزوجته بعد ذلك، وكان سببًا في ابتعادها عن معشوقتها السينما، واختفائها عن الساحة الفنية لسنوات.

قدمت خلال مشوارها الفني 142 عملًا فنيًا ما بين السينما والدراما والمسرح، استطاعت من خلالهم ترك بصمتها في كل منهم، ومن أفلامها: "الصعود إلى الهاوية"، و"أشياء ضد القانون"، و"بريق عينيك"، و"الأخرس"، و"دعوني أنتقم"، وإمراه قتلها الحب"، و"أبناء الصمت"، و"الجحيم"، و"عذاب الحب"، و"العرافة"، و"المعلمة سماح، و"العجوز والبلطجي"، و"شوادر"، و"زوجة محرمة"، و"المزاج"، وفيما يخص أشهر أعمالها التليفزيونية "الأفعى"، وأشهر أعمالها المسرحية: "مطار الحب".

كانت رحلة حياة الفنانة الجميلة مديحة كامل مليئة بالصعاب والعقبات، إلى أن انتهت هذه الرحلة بالزهد والقرب من الله والبعد عن الأضواء والتفرغ للعبادة، فعند سؤال مديحة كامل عن رأيها في نفسها بأحد اللقاءات الصحفية قالت: "أنا عنيدة بس طيبة جدًا.. عنيدة إلى درجة من الممكن أن تكون ضدي.. وطيبة لدرجة أنني من الممكن أتحول إلى طفلة صغيرة.. أتعامل مع الجميع بالحب لأنه نعمة كبيرة ومعظم الناس لا يعرفون معناه".

مديحة كاملة كانت شخصية شديدة الحساسية اتجاه أبسط المواقف الإنسانية، دموعها قريبة جدًا، لدرجة أنها كانت تبكي وحدها دائمًا، وترى نفسها صريحة بنسبة 70%، وعن النسبة الباقية فقالت: "خصصتها للنفاق الاجتماعي الذي أمارسه يوميًا مع من ألتقي بهم حتى بواب العمارة والسايس وغيرهم، والذي يسعدهم ذلك كثيرًا"، متابعة في حوارها لإحدى المجلات: "كنت زمان أعتبر نفسي صريحة 100% وبعدين اكتشفت إني خيبانة".

وكانت ترى بأن طموحها يتخطى الفن، فلذلك كانت تقرأ في القانون، ومتعلقة بالطب حتى أن أصدقائها يسخرون منها ويقولون لي إني سيبت الطب في سنة رابعة، وتمارس مهنة مهندسة الديكور، وعزف الموسيقى، والتصوير، فكانت مديحة كامل إنسانة مليئة بالشغف والحب لكل شيء، حتى حكم القدر عليها وقرر أن يغير مسار حياتها 100 درجة.

مديحة كامل وزواجها المبكر

كشفت الفنانة الراحلة مديحة كامل في لقاء تليفزيوني سابق لها، أنها تراجع كثيرًا في مسيرتها الفنية عن زميلاتها اللاتي بدأن مشوارهن الفني معها؛ بسبب زواجها المبكر جدًا، مما أدى إلى تأخرها في الكثير من الخطوات، وبعد عودتها إلى التمثيل مرة أخرى من اختفاء دام لمدة 5 سنوات، قدم العديد من الأعمال كدور ثاني أو كمشاركة في البطولة.

وأضافت، أن ذلك سبب لها حالة من الإحباط، وبدأ المخرجون يرون أن هذه هي قدراتها التمثيلية ولا يمكن الاعتماد عليها في أن تصبح بطلة لأحد الأفلام، مشيرة إلى أنها في تلك الفترة كانت تقوم بإكمال دراستها وكانت تتقن اللغة الإنجليزية، ما جعلها تفكر في السفر للخارج والعمل كموديل أزياء أو صحفية، بعد أن رأت أن التمثيل ضاق بها ولم يعد مكانها الملائم.

مديحة كامل وإنقاذها بالصعود إلى الهاوية

في عام 1978، عُرض على مديحة كامل أن تكون بطلة فيلم الصعود إلى الهاوية، والذي أثيرت حوله العديد من الشائعات بأنه كان مُرشحًا لبطولته العديد من الفنانات لكن تجاربهن لم تكلل بالنجاح، وأشهرهن السندريلا سعاد حسني، وقالت مديحة كامل، إن هذا الفيلم كان بمثابة القشة التي أنقذت غريقًا، وخاصة بعد أن كانت تفكر في الهجرة، وزاد إصرارها على أن تقدم هذا العمل الفني ببراعة بعد أن علمت أن المخرج كمال الشيخ يُصر على أن تكون هي البطلة بالعمل.

المرآة التي قسمت ظهر مديحة كامل

في عام 1986 أصيبت الفنانة مديحة كامل بالروماتويد، مما جعلها تخاف كثيرًا على نفسها وتبدأ في تفكيرها باعتزال الفن والمكوث في المنزل بجانب ابنتها، حتى جاء إعلانها المفاجئ في عام 1993 بالاعتزال خلال فترة تصويرها فيلم "بوابة إبليس"، مع المخرج عادل الأعصر، الذي قال خلال لقاءه ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" إن هذا العمل كان الثالث الذي يجمعه بالفنانة الراحلة، وتفاجئ بمكالمتها له في منتصف تصوير الفيلم، وتقول له: "مش هكمل الفيلم أنا هعتزل التمثيل والموضوع منتهي"، مشيرًا إلى أنه اضطر لمتابعة تصوير الفيلم باستعانته بدوبليرة.

ومن جانبه قال السيناريست محمد الغيطي، في برنامجه "كلام الغيطي"، إن الفنانة مديحة كامل اعتزلت الفن؛ لأنها عندما كانت تصور فيلمها "بوابة إبليس"، شعرت وهي أمام المرآة في الاستوديو أن وجهها وجه شيطان، وتكرر هذا الأمر معها أكثر من مرة، لدرجة أنها كانت لا تستطيع النظر في المرآة، لتقرر من بعدها قرارها بالاعتزال.

النهاية السعيدة

وكشف "الغيطي" أيضًا أنه بعد أيام من اعتزال الفنانة الراحلة، قررت أن تزوج ابنتها الوحيدة ميرهام الريس، وحضر كتب الكتاب الشيخ محمد متولي الشعراوي وأهداها مصحف وكتب عليه إهداء بيت شعر بخط يده، لتفتح المصحف على سورة البقرة، وتشعر براحة غير عادية، وظلت تعيش حياتها مع الصلاة والقرآن، حتى تعبت ودخلت المستشفى، وبعد أيام دخل عليها شهر رمضان، وعادت إلى المنزل وقررت أن تعزم ابنتها وزوجها على السحور، وبعد انتهائهم من الأكل، قالت لهم: "هدخل أصلي ركعتين وأقرأ سورة البقرة وأصلي الفجر"، لتدخل ابنتها عليها وتجدها متوفية والمصحف مفتوحا على سورة البقرة".

عاجل