رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

وحيد حامد.. قال كلمته ورحل

نشر
مستقبل وطن نيوز

تأثر الجميع، حين كرمه أهل الفن وصناعه منذ أقل من شهر، وحين يُدفن اليوم سيتأثر الجميع، لكن لن تعرف حدود هذا التأثير، فربما تسقط دمعة من محب له في أقصى الشرق، وبالطبع قد يحزن لخبر رحيله متابع لأعماله من أقصى الغرب، فكلماته لا حدود لها، جسدتها السينما وعبر عنها فنان من لحم ودم، فأصحبت كلماته حية لا ينقطع تأثيرها، ولا ينضب مضمونها ومعناها.

اليوم، وفي ثاني أيام العام الجديد 2021، يودع الفن، ومحبو السينما، ومحبو الكلمة الكاتب الكبير والسيناريست وحيد حامد، صاحب المسيرة الكبيرة، وهو الوداع الثاني، حيث ودعه محبيه منذ نحو شهر، حين تم تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ووقف الحضور تحية له إجلالا وتقديرا، وتساقطت دموعهم في وداع مبكر؛ إحساسا منهم بأنها "تكريمة الوداع".

الظهور الأخير  للكاتب الكبير وحيد حامد، كان حين تم تكريمه الشهر الماضي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42، وقتها ظهر في حفل الافتتاح، وألقى كلمة أبكت الجميع.

وحيد حامد قال وقتها على المسرح :"عاوز أقول الحمد لله مراراً وتكراراً وأشكر الجميع لأنكم عشاق السينما اللي أنا حبتها بقدر كبير من الإخلاص والتفاني..أعتقد أنكم ممكن تفتكروا لي أفلام أسعدتكم  وأشكر كل من تعلمت منهم  أو علموني كان من الصعب أن أقف في مكاني هذا لولا حبكم ودعمكم وحبكم للسينما..أشكر فرسان وقفوا بجواري في مشواري، وهم أسماء عظيمة في مجال التمثيل والإخراج والنقد ..أنا حبيت أيامي عشان اشتغلت مع نجوم كبار وأنا عشت في زمن جميل فيه صلاح منصور وأمينة رزق ومحمود مرسي واشتغلت مع مخرجين كبار، وأتمنى تفضل مصر منورة بالفن والسينما الجميلة".

"أتمنى تفضل مصر منورة بالفن والسينما الجميلة".. آخر ما ختم به كلماته الأخيرة لأهل الفن وصناعه، فكانت بمثابة الوصية  لهم، وكلمة الوداع، فأوصى بالحفاظ على مكانة مصر الفنية وتاريخها العظيم، والذي بلا شك أعماله لها أكثر من "عامود راسخ" في دار السينما المصرية، فهو "البرئ" الذي صرخ في عقولنا بتلقاية كلماته، وهو الغول الذي "لعب مع الكبار" فكتب عن الراقصة وطالت كلماته السياسي وكشف أسرار "الجماعة".

وحيد حامد من مواليد يوليو 1944 في مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وأقام بالقاهرة منذ 1963، لتبدأ رحلته الفنية التي أضافت عشرات الأعمال المهمة إلى سجلات السينما والدراما، أبرزها أفلام: طائر الليل الحزين، وغريب في بيتي، والبريء، والراقصة والسياسي، والغول، والهلفوت، والإرهاب والكباب، واللعب مع الكبار، واضحك الصورة تطلع حلوة، وسوق المتعة، ومسلسلات: البشاير، والعائلة، والدم والنار، وأوان الورد، والجماعة.

بدأ وحيد حامد بكتابة القصة القصيرة والمسرحية، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون، كما كتب المقال السياسي والاجتماعي في عدد من الصحف، وأشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة أربع سنوات، متتالية أخرج منها عدد من أفضل كتاب السيناريو الحاليين.

درس في كلية الآداب بقسم اجتماع، وعمل على تثقيف نفسه وظل سنوات مطلعا على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية وزائرا للمكتبات والسينما والمسرح أملا في أن يصبح كاتبا مميزا للقصة القصيرة والمسرح الذي عرفه عن طريق شكسبير.

 كتب في العديد من الصحف والمطبوعات، حتى ظهرت له أول مجموعة قصصية من هيئة الكتاب، وكانت تحمل اسم "القمر يقتل عاشقه"، ذهب إلى الكاتب يوسف إدريس الذي يعتبره هو والأديب نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبد الرحمن الشرقاوي ـ أساتذته الذين أصقلوا فيه الموهبة، إلا أن الكاتب يوسف إدريس، نصحه بالكتابة في مجال الدراما، وهو ما فعله ونجح فيه.

بوفاته اليوم تنتهي مسيرته الإبداعية، حيث بلغ رصيد وحيد حامد في عالم الفن، 40 فيلما، و15 مسلسلا و12 عملا إذاعيا، بالإضافة إلى عدد من السهرات الدرامية والكتابات الصحفية والمطبوعات، وعليها حصل على نحو 27 جائزة، آخرها تكريمه عن مجمل أعمال في نهاية2020، وقتها قال كلمته المشهودة ورحل، لتكون ختاما لسلسلة كلمات عبرت عن أمة، ولتكون بحق كلمته الأخيرة.

 

 

عاجل