رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

النيابة تباشر التحقيق.. تطورات جديدة في قضية المعلم المصري المقتول بالسعودية

نشر
مستقبل وطن نيوز

لم يكن يعلم أحمد شوقي، أمير الشعراء، أن بيته الشعري الشهير- قُم للمُعلم وفه التبجيـلا .. كاد المُعلم أن يكون رسولاً- ستُنتهك كلماته حرفًا حرفًا؛ فبينما كانت للمعلم قدسيته الخاصة كونه أبًا وأخًا ومعلمًا وقائدًا عظيمًا يُنشئ أجيالاً عظيمة؛ منهم المهندس والطبيب والطيار والمعلم؛ أُعدمت هذه القدسية على مقصلة "سوء التربية"، هكذا ودون سابقة إنذار.

مدرس اللغة الإنجليزية المصري، هاني عبد التواب، ابن محافظة الفيوم، ذو الأعوام الـ 35، المتزوج وله طفلان، لم يدر أن جزاء العلم رصاصات الغدر؛ وإلا لجال بخاطره أن يأخذ حذره من طفل حصل على درجات ضئيلة في أحد امتحانات المادة الدراسية؛ فاستعان بشقيق له يكبره ببضعة أعوام ليتلقى رصاصة غدر في رأسه خارج المدرسة؛ دخل على إثرها في غيبوبة ثم رحل مساء أول أمس الإثنين بأحد مستشفيات المملكة العربية السعودية.

كان المدرس الذي يعمل بمدارس دليل التعلم الأهلية بمدينة السليل، يقف ساعات وساعات؛ يؤدي واجبه ويقدمه على الوجه الأكمل؛ إيمانًا منه بقيمة الرسالة التي يؤديها في سبيل العلم، وأنه لا مناص من تقديم الأمانة على الوجه الأكمل؛ إلا أن طفلاً لم يتعد الثانية عشرة من عمره باغته برصاصة قاتلة؛ لتصبح الجريمة النكراء دوافعها حصول الطالب "الطفل" على درجة لم تنل إعجابه في الاختبار.

بحسب تقارير إعلامية؛ فإن الطفل ترصد للمدرس رفقة أخيه الأكبر، عقب خروجه من المدرسة في منطقة "وادي الدواسر" قُرب العاصمة السعودية الرياض؛ ليباغته برصاصة استقرت في رأسه قبل إسعافه ونقله إلى المستشفى ويلوذا بالفرار؛ وفق رواية رواها تلاميذ المدرس وزملاء الجاني، بينما أصبح سبب الوفاة "اختراق رصاصة للرأس من الخلف".

من جهتها تباشر النيابة العامة السعودية إجراءات التحقيق في الحادث، وقال مصدر مسؤول في النيابة العامة إن الجاني حدث يبلغ من العمر 14 عاماً، وجرى استجوابه وفقاً للقواعد والضمانات المنصوص عليها في نظام الإجراءات الجزائية ونظام الأحداث.

وأشار المصدر إلى أن الجاني أقر بمسؤوليته عن الحادثة ويجري العمل حاليًا على استكمال عدد من إجراءات التحقيق وفق الطرق النظامية تمهيدًا لإحالة القضية إلى المحكمة المختصة.

فور وقوع الحادثة، أكدت وزارة الخارجية مواصلة متابعة الموقف الخاص بمقتل المواطن المصري هاني عبد التواب سعد محمد بالمملكة العربية السعودية. 

وأكد السفير عمرو محمود عباس، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج، أن القنصلية العامة المصرية في الرياض مستمرة في التواصل والتنسيق مع السلطات السعودية المعنية لسرعة إنهاء كافة الإجراءات اللازمة لنقل جثمان المواطن المصري إلى أرض الوطن في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى متابعة سير التحقيقات المتعلقة بحادث مقتله، والعمل على ضمان حصول أسرة الفقيد على حقوقها.

السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة، قالت إنها تثق بالقضاء السعودي، لافتة إلى أن الجاني سينال جزاءه وفقًا للقوانين الحاكمة في المملكة، مُضيفة: "سيتم متابعة التحقيقات بالتنسيق مع السفارة المصرية في الرياض، وكذلك التنسيق مع وزارة الطيران المدني المصري لسرعة عودة جثمان الفقيد إلى أرض الوطن بناءً على طلب أسرته، عقب انتهاء التحقيقات الخاصة بالقضية الجنائية".

لم يغب محمد سعفان، وزير القوى العاملة، عن الواقعة؛ فوجه مكتب التمثيل العمالي التابع للوزارة بالقنصلية العامة المصرية بالرياض لمتابعة مستحقات القتيل، فضلاً عن التواصل مع جهة عمل الضحية لحفظ حقوقه العمالية، بالتنسيق مع القنصلية لمعرفة ملابسات الحادث من خلال التحقيقات التي تجري حاليًا، وإنهاء إجراءات نقل الجثمان للقاهرة، وإبلاغ أسرته خالص العزاء.

كما كشف أحمد رجائي، رئيس مكتب التمثيل العمالي بالرياض، أنَّ الطالب الجاني تمّ القبض عليه وأخيه فور وقوع الحادث من قبل السلطات السعودية وأدلي الطالب باعترافه بإطلاق النار على المدرس، وتم نقلة إلى دار الأحداث بالرياض لحين الانتهاء من التحريات والتحقيقات الجنائية.

كما تواصل الملحق العمالي، عبد الرحمن العامري، مع صاحب مدارس دليل التعلم الأهلية بمدينة السليل للتأكيد على مستحقات المدرس، حيث حضر الأخير إلى الرياض وقدم تعازيه للسفارة المصرية ولأهل المدرس، متعهدً بدفع مستحقات المتوفي المتمثلة في راتب آخر شهر ومكافأة نهاية الخدمة، وتعهده بدفع تكاليف شحن الجثمان إلى مصر، بالإضافة إلى دفع رواتب المدرس باقي مدة العام الدراسي الحالي؛ تقديرًا منه للمدرس القتيل، حيث كان يتمتع بمحبة زملائه وطلابه.

عاجل