بدأ فريق من مرممي المتحف المصري بالتحرير، بالتعاون مع المتحف البريطاني، في أعمال ترميم رسم جداريٌ من المقبرة رقم 100، والتي تم اكتشافها بمنطقة الكوم الأحمر (في محافظة قنا) والتي تعد أقدم مقبرة معروفة في مصر تحتوي على رسومات ملونة.

وأوضحت مدير عام المتحف المصري بالتحرير صباح عبد الرازق، - في تصريح اليوم /الأحد/- أن مشروع ترميم الجدارية تمهيدا لعرضها، يأتي ضمن أعمال المرحلة الأولى لمشروع تطوير المتحف المصري بالقاهرة والممول من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع تحالف المتاحف الأوروبية الكبرى الخمس وهي (المتحف البريطاني – المتحف المصري بتورين بإيطاليا – متحف برلين بألمانيا – متحف اللوفر بفرنسا – ومتحف لايدن بهولندا).

وأشارت إلى أن الجدارية يرجع تاريخها إلى حوالي 6000 عام، وقد تم نقل هذا الرسم الجداري من المقبرة إلى المتحف المصري بالتحرير عام 1898 وتمت إعادة بنائه في بدايات القرن العشرين.

وأفادت بأن الرسم الجداري يصور موكبًا لقوارب أحدها به سقيفة تظلل شخصًا، ربما الرجل المدفون في المقبرة، وفي الزاوية اليسرى السفلية يظهر رجلا يسيطر بمقمعته على ثلاثة أسرى مقيدين، وتشير الدراسات إلى أن المتوفي (صاحب المقبرة) كان إما حاكما أو فردًا من أفراد النخبة ذات المكانة المرموقة.

ومن جانبه، أكد أخصائي ترميم بالمتحف المصري الدكتور عبد الرحمن مدحت، أنه تم فحص الرسم الجداري قبل البدء في أعمال ترميمه، وتوثيقه وتقييمه عن طريق التصوير بتقنية الأشعة فوق البنفسجية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء.

وأضاف أن الفحص أظهر أن اللوحة الجدارية مستقرة من الناحية الهيكلية ولكنها تعاني من بعض مظاهر التلف من تشققات وأجزاء مفقودة، بالإضافة إلى أن الألوان التي استخدمت كانت تتكون من مغرة صفراء، مغرة حمراء، أسود كربوني، وأن المكون الأساسى للأجزاء الطينية هو الطفلة.

وأوضح أن أعمال الترميم التي تمت حتى الآن تضمنت تدعيم السطح الأمامي للوحة الجدارية بالكامل، وحقن الأجزاء الضعيفة بمواد تقوية، ويتم العمل خطوة بخطوة على إزالة الألواح الخشبية الموجودة واستبدالها بحامل بديل من الـ honeycomb.