رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أطماع أردوغان الخبيثة.. أسباب سعي تركيا لمدّ فترة بقائها في ليبيا

نشر
مستقبل وطن نيوز

تقدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل يومين، بطلب إلى البرلمان التركي، لتمديد عمل القوات التركية في ليبيا، حيث تعد الموافقة على هذا الطلب أمرًا مرجحًا للغاية، ولكن ما الهدف الذي يسعى إليه أردوغان من تمديد بقاء قواته في ليبيا بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار سوى محاولة معالجة الأوضاع المرتبكة داخليا في تركيا عن طريق نهب الثروات الليبية.

ويسعى أردوغان إلى رفع الورقة الليبية تزامنًا مع العقوبات القوية التي تواجهها تركيا من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بسبب أنشطتها العدائية شرقي البحر المتوسط، وحصولها على منظومة الصواريخ "إس 400" الروسية، وفقًا لتقرير أعدته شبكة "سكاي نيوز".

وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي فتحي المريمي: إن "المجلس الشرعي رفض منذ البداية وجود هذه القوات، وبالتالي لا يوافق على تمديد بقائها في ليبيا"، متهمًا رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج بـ"الخيانة العظمى"، عقب توقيعه مذكرتي تفاهم في نوفمبر 2019 مع أردوغان، وأرسلت أنقرة بموجبهما قوات عسكرية ومرتزقة إلي ليبيا منذ يناير الماضي.

وأوضح المريمي أن الاتفاقات التي توصل إليها الجيش الليبي وحكومة الوفاق ومن بينها اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة تقضي بخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

وحول إمكانية عرقلة القرار التركي للحوار السياسي الحالي بين الفرقاء الليبيين، أكدالمريمي أن "هذا الحوار لم يتم إلا بعد اتفاق وقف إطلاق النار، والتوافق على خروج القوات الأجنبية، وهو المطلب الذي تتوافق عليه الأطراف الليبية".

وشدد المستشار الإعلامي لمجلس النواب الليبي على أن "تركيا تبحث عن مصالحها، ونظرا لأنها تمر بأزمة مالية داخلية، فإنها تسعى عبر وجودها في ليبيا لتعويض خسائرها باستنزاف الموارد الليبية".

وتمر تركيا بأزمة اقتصادية وانخفاض سعر عملتها المحلية (الليرة) لمستويات غير مسبوقة، وتنتظر عقوبات متوقعة بقوة من جانب أوروبا والولايات المتحدة.

ومن جهة أخرى، يرى عضو البرلمان الليبي علي التكبالي، أن أنقرة بسعيها إلى تعويض خسائرها المالية "تعمل على إطالة أمد الأزمة في ليبيا، وذلك عبر ضرب جهود التسوية السياسية".

وأضاف التكبالي أن أنقرة "ستحاول إفشال التسوية بكل الوسائل".

وترعى البعثة الدولية للدعم في ليبيا جهودا دبلوماسية مكثفا لجمع الفرقاء من أجل الاتفاق على اختيار مجلس رئاسي وحكومة، لإدارة مرحلة انتقالية حتى إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر 2021.

وتابع التكبالي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الأتراك لم يأتوا إلى ليبيا لكي يرحلوا عنها، وإنما لكي يظلوا أطول فترة ممكنة".

وأوضح البرلماني الليبي، أن "أنقرة دخلت البلاد بمعدات وآليات وأسلحة ثقيلة التي تعززها باستمرار، وهو ما ينفي أي رغبة جادة لتنفيذ تركيا لاتفاق لجنة 5+5".

وشدد على أن "أنقرة هدفت من دخول بلاده للسيطرة على الشمال الإفريقي من جهة، والبحر المتوسط وثرواته من جهة أخرى".

من جانبه، أكد الباحث السياسي المتخصص في الشأن التركي مصطفى صالح، أن "أهم أسباب اتجاه أنقرة نحو تمديد وجود قواتها في ليبيا هو محاولة الحصول على وضع تفاوضي أفضل للتأثير على مجريات الأوضاع الداخلية والخارجية ذات الصلة بالأزمة الليبية".

وأضاف صالح في حديث لموقع "سكاي نيوز"، أن "المستجدات التي شهدتها الأزمة الليبية وتحديدا فيما يتعلق بوقف إطلاق النار والتركيز على الجهود السياسية، من شأنها أن تعرقل تحركات تمديد قواتها في ليبيا".

 

عاجل