رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى ميلاد «أديب نوبل».. مقص الرقيب يضع نجيب محفوظ في قفص الاتهام (3-5)

نشر
مستقبل وطن نيوز

"لم يكن شخصا واحدا، كان ذلك الرجل المتعدد الذي يستطيع أن يكون الموظف الملتزم والمبدع الفوضوي، إنه ذلك الكاتب الذي يؤمن بالحرية بدون عوائق، وهو نفسه الرقيب الذي يحذف ويضع الملاحظات"،

بهذه الكلمات يواصل نجيب محفوظ حديثه، خلال أحد الحوارات الصحفية مع الكاتب جمال الغيطاني، والمنشور في عدد قديم من جريدة الأخبار المصرية، الاعتراف أن قبوله  لمنصب مدير عام الرقابة، رسم على وجه الكثيرين من أصدقائه وقرّائه علامة استفهام كبيرة، فكيف يكون رجلاً يدعو للحرية وينادي بها ويتخذ من الديمقراطية شعاراً ثابتاً له، ثم يرضى أن يكون رقيباً على الفن، ويحدّ من حرّية الفنانين؟

ويجيب على نفسه: “إن الرقابة، كما فهمتها، ليست فنية، ولا تتعرَّض للفن أو قيمته، ووظيفتها، ببساطة، أن تحمي سياسة الدولة العليا وتمنع الدخول في مشاكل دينية قد تؤدّي إلى الفتنة الطائفية، ثم المحافظة على الآداب العامة وقيم المجتمع وتقاليده في حدود المعقول، وفي ما عدا ذلك يحقّ للفنان أن يقول ما يشاء، ويعبِّر عن نفسه بالأسلوب الذي يراه مناسباً”.

وتابع: “طوال الفترة التي أمضيتها بالرقابة كنت منحازاً للفنّ، رغم أن الأجواء بها تحمل روح العداء للفنّ، ولم أشعر، في لحظة من اللحظات، أنني أخون نفسي كأديب وفنّان، بل كانت أسعد أيام حياتي الوظيفية هي تلك التي أمضيتها في الرقابة، رغم المضايقات الكثيرة التي تعرضت لها من هؤلاء الذين لا يؤمنون بأن الرقابة يمكن أن تكون نصيراً للفن. واتَّخذت قراراً بوقف تعاملاتي مع السينما طوال فترة رئاستي للرقابة. كانت هناك بعض التعاقدات السابقة، وتلك لم أتدخَّل فيها، لكني رفضت أي تعاقدات جديدة إلى أن تركت عملي بالرقابة”.

عاجل