رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

22 عاما على رحيل «بنت الشاطئ».. أول امرأة تحاضر في الأزهر الشريف

نشر
مستقبل وطن نيوز

في محافظة دمياط المعروفة بتصدير الشخصيات التاريخية، ولدت عائشة محمد علي عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ في 6 نوفمبر 1913م.

وكانت شخصية استثنائية نجحت ولمعت في العديد من المجالات، فهي مفكرة وكاتبة، وأستاذة جامعية وباحثة، وأول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة في مصر، خاصة في جريدة الأهرام العريقة، وهي أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية.

في شمال دلتا ولدت عائشة لأب عالم أزهري يعمل مدرسا بالمعهد الدينى بدمياط، وحفيدة لأجداد من علماء أيضا فقد كان جدها لأمها شيخا بالأزهر الشريف.

ولم تكتف بحفظ القرأن الكريم في كتاب القرية، لكنها ارادت الالتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من العمر ؛ولكن والدها رفض ذلك فتقاليد الاسرة تأبى خروج البنات من المنزل والذهاب إلى المدرسة، فتلقت تعليمها بالمنزل وقد بدأ يظهر تفوقها ونبوغها في تلك المرحلة عندما كانت تتقدم للامتحان فتتفوق على قريناتها بالرغم من انها كانت تدرس بالمنزل.

وحصلت عائشة على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929 وقد كان ترتيبها الأولى على القطر المصري، ثم شهادة الثانوية، والتحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939  بمساعدة امها فأبوها كان يأبى ذهابها للجامعة.

وألفت كتابا بعنوان الريف المصري في عامها الثاني بالجامعة، ثم نالت الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941.

وتزوجت عائشة أستاذها بالجامعة  أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وواصلت مسيرتها العلمية حتى نالت الدكتوراه عام 1950 وناقشها الدكتور طه حسين.

وتركت بنت الشاطئ وراءها أكثر من أربعين كتاباً في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، وأبرز مؤلفاتها هي:

- التفسير البياني للقرآن الكريم.
- القرآن وقضايا الإنسان.
- تراجم سيدات بيت النبوة.
- الشخصية الإسلامية: دراسة قرآنية.

تحقيق النصوص:

- نص رسالة الغفران للمعري.
- الحياة الإنسانية عند أبي العلاء: لم خلقنا؟ وكيف نحيا؟ وإلى أين المصير؟
- الخنساء الشاعرة العربية الأولى.
- مقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي.

أما أعمال الأدبية والروائية فقد أثرت الوجدان المصري مثل؛

- على الجسر.. سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي.
- كتاب "بطلة كربلاء"، وهو عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، وما عانته في واقعة عاشوراء في سنة 61 بعد الهجرة، ومقتل أخيها الحسين بن علي بن أبي طالب، والأسر الذي تعرضت له بعد ذلك.
- بنات النبي
- سكينة بنت الحسين.
- مع المصطفى، مقال في الإنسان.
- نساء النبي.
- أم الرسول محمد..آمنة بنت وهب.
- أعداء البشر.
- أرض المعجزات..رحلة في جزيرة العرب.

أما سبب لقبها  بنت الشاطئ فقد

وكانت عائشة عبد الرحمن تحب أن تكتب مقالاتها باسم مستعار؛ فاختارت لقب بنت الشاطئ لأنه كان ينتمي إلى حياتها الأولى على شواطئ دمياط والتي ولدت بها، حتى توثق العلاقة بينها وبين القراء وبين مقالاتها والتي كانت تكتبها في جريدة الأهرام وخوفاً من إثارة حفيظة والدها، ما جعلها توقع باسم بنت الشاطئ أي شاطئ دمياط الذي عشقته في طفولتها.

وحصلت الدكتورة عائشة على الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في مصر عام 1978 م، وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية، والريف المصري عام 1956م، ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988 م، وفازت أيضا بجائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع الدكتورة وداد القاضي عام 1994 م. كما منحتها العديد من المؤسسات الإسلامية عضوية لم تمنحها لغيرها من النساء مثل مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، والمجالس القومية المتخصصة، وأيضاً أَطلق اسمها علي الكثير من المدارس وقاعات المحاضرات في العديد من الدول العربية.

وتوفيت عن عمر يناهز 86 بسكتة قلبية في يوم الثلاثاء أول ديسمبر 1998.

عاجل