رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

حوار|عزت العلايلي لـ«مستقبل وطن نيوز»: لا يوجد «نمبر وان» في الفن.. نجوم الصاروخ لا يشغلهم إلا التريند.. والدراما تحتاج إلى «هشتكة»

نشر
مستقبل وطن نيوز

اكتشفت قدرتي على تقديم أدوار كوميدية بالصدفة.. وسأعود إلى المسرح بهذا العمل.

الحالة الفنية غير مرضية.. وأنتظر عروض المنصات الإلكترونية. 

أتمنى أن أسير على خطى هذا الفنان.. وعروض الدراما التي تأتيني أعتبرها «عيب».

فريد شوقي كان «ابن نكتة».. واختفى أثناء تصوير أحد المشاهد خوفًا من دخول المقبرة. 

الدراما تعاني من فراغ شديد .. ولهذا السبب عزف الجمهور عن السينما.

الاحتكار فرض على الكثيرين البقاء في منازلهم دون عمل، والتكتلات تصدرت المشهد.

الأعمال الدينية والتاريخية شبه معدومة.. والفن والمسرح يحتاجان إلى إعادة نظر.

أحد أبرز نجوم زمن الفن الجميل، صاحب مشوار طويل من العطاء الفني والأعمال الخالدة العظيمة في التليفزيون والمسرح والسينما التي قدمها وما زال الفنان القدير عزت العلايلي على مدار مشواره الفني؛ كرمه مؤخرًا مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ36، وأطلق اسمه على دورته هذا العام، تكريمًا لمشواره الفني الطويل المليء بالأعمال المهمة في تاريخ السينما والدراما المصرية، وخلال السطور التالية يحاور "مستقبل وطن نيوز" عزت العلايلي للكشف عن بعض الأسرار في مسيرته، ورأيه في السينما والدراما بالوقت الحالي.

بدايةً.. كلمنا عن تكريمك في مهرجان الإسكندرية السينمائي.. وإطلاق اسمك على دورته الـ36؟

التكريم هو أعظم شيء يكتسبه الفنان ليس له مقارنة، وأي ممثل يكون حريصًا دائمًا بأن يحصل على تكريم؛ لأنه يمثل له أعلى أماكن التقدير، أما عن تكريمي من "الإسكندرية" فله طابع خاص بالنسبة بالنسبة لي؛ فالمهرجان له قيمة كبيرة وثقل أدبي، وإضافة اسمي على هذه الدورة إضافة لتاريخي الفني بكل تأكيد.

تكريمك جاء في ظروف صحية خاصة فكيف ترى ذلك؟

هذه الظروف الاستثنائية جعلت من تكريمي حالة خاصة أيضًا، قوبلت بحفاوة من قبل جمهوري، ورفض منظمو المهرجان مغادرتي عقب ندوة تكريمي، وأحاطوني بكل الرعاية والاهتمام حتى أني شعرت أني بين عائلتي، وحرص زملائي على الحضور زاد من سعادتي لأنهم حضروا وأجلوا ارتباطاتهم من أجلي.

هل ترى أن الفنانين الذين وضعوا حجر أساس الفن لا يأخذون حقهم في التكريمات مثل الجيل الحالي؟

لا، كل شخص أخذ حقه من التكريمات، وهناك فنانون كثر تم تقديرهم سواء من الأجيال السابقة أو الحالية.

لكن هذه التكريمات قد تتأخر؟

أحيانًا تتأخر، ولكنها تعطي نتيجة وشعور أفضل، وليس من الطبيعي أن يكون الفنان عمره 25 عامًا ويتم تكريمه.

بمناسبة الاحتفال بمئويته.. ما هي أبرز المواقف التي جمعتك بالفنان الراحل فريد شوقي؟

فريد شوقي كان رجلًا لطيفًا جدًا، وابن نكتة، وجمعني به مواقف، منها: كنا نصور فيلما ومن المفترض أن يصور أحد مشاهده وهو يقف على مقبرة يدفن زوجته ويبكي عليها، وكان المخرج صلاح أبو سيف، فقال له بعد الاستراحة هنصور المشهد، وعندما جاءوا ليصوروه اختفى "شوقي"، فكلمته في الهاتف بقوله: "أنت روحت فين؟" فرد علي: "صلاح أبو سيف عاوز ينزلني المقبرة.. وأنا مش نازل غير مرة واحدة"، فقلبه كان طيبًا جدًا مثل السكرة.

ما رأيك في الدراما والسينما التي تقدم في الوقت الحالي؟

الدراما في الوقت الحالي تحتاج إلى أن "تتهشك وتكتر شوية"، وتحتاج إلى مؤلفين ومخرجين لهم باع في الدراما، فنحن لا نستطيع أن ننكر بأنه بعد مرحلة جيل محدد، هناك فراغ في الدراما والتلفزيون، أما السينما فعلاجها شئ آخر تمامًا، فللأسف الشديد كل حاويات السينما تأخرت كثيرًا سواء الإنتاج، أو الإخراج، أو التأليف، ودور العرض نفسها لم تعد كما كانت، والجمهور اعتزل النزول للسينمات، فأنا خائف جدًا من أن نصل لمرحلة التخلف عن الشكل العالمي.

هل الأجيال الحالية تؤمن برسالة الفن مثل جيلك؟

في الحقيقة ليس هناك مقارنة، فالجيل الحالي يختلف تمامًا عن جيلنا، فنرى الكثير منهم يصعد بسرعة الصاروخ فلا يبالى سوى بنجوميته و"التريند"، وهناك نوع ثاني يلهث من أجل الوصول لأي دور بالرغم من أنه يعمل منذ عشرين سنة، والنوعين أرى أنهم في حاجة للمساعدة حتى يكون بإمكاننا الحكم عليهم بشكل أفضل، يوجد نوع ثالث يقاوم لتقديم أعمال جيدة وأدوار مميزة أسعد بمتابعتها.

كيف ترى الحالة الفنية بشكل عام؟

الحالة الفنية بشكل عام غير مرضية، فالاحتكار فرض على الكثيرين البقاء في منازلهم دون عمل، والتكتلات تصدرت المشهد، والكثير تحطمت أحلامهم، وبالتالي فاللوم ليس على الممثل بقدر ما هو على الصناع.

ولماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟

من الممكن أن تكون الدولة غير مهتمة بالفنون، "يجوز"، ولكني أؤكد وأناشد بأن الفن والمسرح يحتاجان إلى إعادة النظر، وإذا كانت الدولة تهتم بالاقتصاد، فالمسرح اقتصاد قوي.

ومن خليفة الفنان عزت العلايلي في الفن؟

لا يوجد شبيه لي على الساحة الفنية.

ما رأيك في تجسيد الفنانين لشخصيات الفنانين القدامى.. مثل محمد رمضان وأحمد زكي؟

ليه لا؟ ياريت كمان، فمن الممكن أن يقدم محمد رمضان شخصية أحمد زكي، فيليق به.

وما رأيك في نوعية الأعمال التي تقدم على الشاشة الصغيرة؟

الأعمال الدينية والتاريخية شبه معدومة من جدول أعمالهم برغم أهميتها وقيمتها الفنية العالية، كما سيطرت أعمال ارتبطت بتصدير الخرافات والغيبيات وأخرى تسهم في هدم ثقافتنا ومبادئنا، إلى جانب التجاوزات اللفظية التي لا تمثل الغالبية.

وما رأيك في المنصات الإلكترونية التي ظهرت مؤخرًا؟

المنصات الإلكترونية تنتهج أنماط من الدراما ذات الحلقات القصيرة والمحتوى الجيد وفي الحقيقة أنا أتابعها بسعادة، وألاحظ أن نسب متابعتها تزيد يومًا بعد الآخر ما يؤكد تميزها وتصديها للردئ، ولو عرض علي المشاركة فيها ووجدت شخصية تناسبني سأوافق فورًا.

قدمت العديد من الشخصيات خلال مشوارك الفني.. فكيف تصف هذا المشوار الطويل؟

مشواري الفني لم يكن سهلًا ولم أجرؤ على اختيار أدواري التي قدمتها بسهولة، فقد عملت سنوات على إبراز إمكانياتي مع كل دور يعرض على، حتى اقتنع بمهاراتي مخرجين ومنتجين وبدأوا فى إسناد أدوار كبيرة ومهمة إلى، وحينما وصلت لتلك المرحلة وعرفني الجمهور قررت أن أقدم نفسي بشخصيات جديدة فى كل عمل، واكتشفت قدرتي على تقديم أدوار كوميدية بالصدفة، وتحول شغفي بالتمثيل إلى بوابة للمصالحة مع نفسي أكثر وخوض التحديات، وحاولت المزج بين تقديم أعمال تخاطب فئات معينة وأخرى تخاطب البسطاء، وحتى الآن أرى أنى على استعداد دائم للتلون والتشكل وإذا وجدت ذلك في شخصية جديدة فلن أتردد في قبولها ولو من خلال الظهور الشرفي بمشهد أو اثنين.

ما الذي يحدد أن يكون الفنان "نمبر وان" على الساحة الفنية؟

من وجهة نظري لا يوجد حد نمبر وان في أي مجال سواء السياسة أو الفن، متابعًا: "كل شخص يقول على نفسه "نمبر وان" زي مهوا عايز، الكلام مش بالفلوس".

هل ستشارك في دراما رمضان 2021؟

هناك العديد من العروض التي قدمت لي، ولكنها لا تناسبني، أو تناسب سني، أو تناسب تاريخي، فهي بالنسبة لي تقديمها "عيب".

سمعنا بأنك ستعود للمسرح قريبًا.. هل ذلك صحيح؟

صحيح، فأنا أنوي على إعادة عرض مسرحية "البكوات" من جديد، مع الفنان حسين فهمي، كما أعود أيضًا بتقديم العرض المسرحي "هولاكو"، فقد سعدت عند تقديمه منذ سنوات لدرجة تجعلني في انتظار تنفيذه، وكان فاروق الفيشاوي رحمه الله نموذجًا لذلك حينما رفض النصائح بعدم العمل في المسرح وأصر هو وقدم دورًا عظيمًا، وظل يعمل حتى آخر نفس، أتمنى أن أسير على خطاه فقد كان فنانًا وإنسانًا بمعنى الكلمة.

عاجل