رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

نبض الوطن بقلم عبدالرازق توفيق: بالوعي والالتزام.. نهزم فيروس كورونا

نشر
مستقبل وطن نيوز
حسنًا فعلت الحكومة، اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس "كورونا" الذي بات يهدد العالم، الدولة المصرية في حالة انتفاض، وفَّرت كافة الاحتياجات، وليس هناك نقص في أي سلعة، بل متوفرة لعدة شهور، واتخذت قرارات جريئة وعلمية وتصحيح يليق بعبقرية إدارة الأزمة، فقد استفادت الدولة من تجارب الماضي. الدولة المصرية في حالة عزف منسجم، وأداء مثالي، ولا تعمل بشكل منفصل أو بنظام الجُزُر المنعزلة، هناك تقارب وعمل بروح الفريق الواحد، بين جميع الوزارات والمؤسسات، وأجهزة الدولة وقراءة جيدة للواقع، واستشراف للمستقبل وإجراءات استباقية. الدولة المصرية في حالة اصطفاف رسمي وشعبي تجلت بوضوح في أزمتي الأمطار الغزيرة على مدار 48 ساعة، واتخاذ قرارات قبل حدوث الأزمة بمنح إجازة للمدارس والعاملين، لمنح الفرصة لأجهزة الدولة لأداء واجبها ودورها، ثم جاء أداء الدولة مثاليًا في التعامل مع أزمة فيروس "كورونا" وتعاملت بشكل راقٍ. منذ اللحظة الأولي لتهديد فيروس كورونا للعالم تصدَّت الدولة المصرية من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات بدأت بتوفير التجهيزات وتخصيص مستشفيات عزل، واستيراد كواشف الفيروس، ثم اتخذت الحكومة مجموعة من الإجراءات التي اتسمت بالواقعية، بدأت بتعطيل الدراسة، ثم إغلاق المحال والمطاعم والمقاهي والمولات من السابعة مساء وحتي السادسة صباحًا، مع استمرار "السوبر ماركت" والصيدليات مفتوحة. الدولة المصرية طمأنت المواطنين بأن كل شيء متوافر بكثرة ولمدة شهور طويلة، ولا داعي للقلق أو التزاحم على الشراء أو حتى الشراء بكميات كبيرة من السلاسل التجارية حتي لا يتمادي المحتكرون والجشعون في غيهم في رفع الأسعار والإضرار بالمواطن. إذا كانت الدولة والحكومة قد فعلت وتفعل ما عليها، ولم تقصر في شيء، والتزمت بأعلى المعايير العالمية في الوقاية من الفيروس، أعتقد أن الكرة في ملعب المواطن، فالوعي مطلوب والالتزام بالتعليمات وإجراءات الوقاية أمر حتمي، ولا مجال للتهاون أو التنازل عن التمسك بتنفيذ معايير السلامة. الأمر جد خطير، إذا تهاونا في الأمر، وغلبت على أفعالنا وسلوكياتنا العشوائية والفهلوة وعدم الانصياع للإجراءات الصحيحة، فالدولة تؤدي فوق طاقتها، والقوات المسلحة تقوم بتطهير المؤسسات والوزارات والجامعات والمدارس، وتسابق الزمن من أجل حماية الوطن والمواطن. الشعب ليس أقل مسؤولية من الدولة، وعليه أن يتمسك بالحفاظ على وطنه، وعلى نفسه وأسرته، فلا داعي لممارسة العادات التي كنا نمارسها قبل وجود فيروس كورونا، فلا يمكن القبول بالنزول إلى الشارع ومناطق الزحام دون أي مبرر، وأي سبب ولا يمكن لأصحاب المقاهي الالتفاف على القرار بالإغلاق، وغير مقبول الإقدام على تدخين الشيشة أو الذهاب إلى المولات والمقاهي والمطاعم. الالتزام بالبيت أمر ضروري وغاية في الأهمية، فإذا كان الوجود في الشارع أو النزول من البيت أمرًا ضروريًا فلا بأس أن تقضي حاجتك، أو تؤدي مهتك ووظيفتك ثم العودة سريعًا إلى البيت. الأمر خطير للغاية، ولا يتعلق بنفسك فقط، فإصابتك لا قدر اللَّه ستؤدي إلى انتقال العدوى منك إلى المخالطين لك أو المقربين منك أو أسرتك، لينتشر الفيروس بشكل أوسع، وهنا تصبح القضية كارثية تهدد الشعب والوطن. الأيام القادمة، فارقة وتحدد مصير كورونا في مصر، وتبقى ممارساتنا والتزامنا بالقرارات والتعليمات والسلوكيات الصحيحة هي الفيصل سواء في الحرص على النظافة العامة وغسل الأيدي بشكل مستمر بالصابون أو المطهرات كلما لامست أي سطح أو جسم أو أي شيء، لا بد من تعاون الجميع في تطهير العمارات والاسانسيرات والالتزام بأعلى معايير الحرص على النظافة في بيوتنا. الأمر ليس سخرية، أو الهزل أو التهاون، علينا أن نستعيد روح المصريين روح أكتوبر روح 30 يونيو في الاصطفاف الوطني والشعبي في مواجهة هذا الخطر، وعدم التهاون أو الطناش، عليك أن تحمي نفسك، ولكن مطلوب حماية الآخرين، وحماية الوطن نفسه. إغلاق المقاهي والمحلات والمطاعم والمولات، وتجنب الزحام. والالتزام في البيوت لتفادي الخطورة علي النفس والشعب والوطن أيضًا. لا يجب الاستهانة بالأمر، لدينا دول دفعت ثمنًا باهظًا مثل إيطاليا وفرنسا، بسبب عدم الالتزام منذ البداية باتباع الإجراءات والالتزام بالقرارات، والحقيقة أن الوضع في مصر مؤسف، وهو الأمر الذي يتطلب فرض عقوبات أو تغليظ عقوبات للنزول في الشارع أو حتى بمخالفة القانون سواء فتح المطاعم والمحلات والمقاهي والمولات. فيروس كورونا، خطر داهم على الجميع وفي المقدمة الوطن، إنه تحدٍ كبير يستوجب حالة قوية من الوعي والالتزام، وعدم الاستخفاف بالإجراءات، فلا قدَّر اللَّه لو تفشي الفيروس، سندفع جميعًا ثمنًا باهظًا، وستكون الحالة والصورة كارثية بكل المقاييس. نحن أمام سيناريوهين أو أمرين لا ثالث لهما، الأول: أن نستمر في حالة التهاون والسخرية واللامبالاة والفهلوة والإصرار على عدم الالتزام، وحينها سيكون الأمر كارثيًا وستؤدي إصابة الشخص إلى إصابة العشرات، ومنهم أسرته وأولاده وأصدقاؤه، وبالتالي ينتشر الفيروس ونتحول إلى مصير دول مثل إيطاليا، التي تجاهل فيها المواطنون الالتزام بمعايير السلامة، وتجنب الزحام والحرص على النظافة، وسيكون في حالة الاستهانة الأمر جد خطير، وربما لا تستطيع الدولة المواجهة في حالة استمرار الاستهانة، السيناريو الثاني: أن يكون الوعي والالتزام شعارنا، وكل منا ينشر الوعي من حوله، وألا نسمح للمرض بالانتشار من خلال الممارسة الصحيحة وتطبيق الشروط والمعايير وتنفيذ القرارات حرفيًا، كل ذلك سيحول دون انتشار المرض، وتجنب نفسك وأسرتك وأحبائك الإصابة به، وأيضًا حماية وطنك. نحن في أخطر أسبوع، وهو الذي سيحدد مصيرنا جميعًا، لا يجب أن نُلقي بأنفسنا و بإرادتنا في التهلكة، هناك فرق وفارق كبير بين التوكُّل والتواكُل، فلا بد أن نأخذ بالأسباب للوقاية والحماية من ويلات وتداعيات الفيروس. الجميع مطالب بالعمل والحفاظ على أرواح الناس وأيضًا الحفاظ على الوطن، المهمة ليست قاصرة على الدولة فقط، وقد فعلت كل ما عليها، ولكن أيضًا الأمر مسئولية الجميع أفراد وجماعات، وكيانات إعلام وأحزاب، يجب أن نقف سويًا من خلال الإلتزام والجدية والوعي في مواجهة فيروس كورونا، حتى لا نُصاب بكارثة لا قدر اللَّه. علينا أن نضحي بأيام قليلة لمدة أسبوعين نلتزم فيها بإجراءات الوقاية والحماية، وليكن شعارنا: "خليك بالبيت حماية لنا ولأسرنا ولبلادنا"، حَمَى اللَّهُ مِصرَ.. وحَمَى اللَّهُ شعبها. تحـــــــــــيــــــــــا مــــــــــــــــــــصـــــــــــــــــــــــــــر،،
عاجل