رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

أمريكا والاتحاد الإفريقي يجددان التزامهما المشترك بتحقيق الأمن الغذائي

نشر
مستقبل وطن نيوز

جدد الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة التزامهما المشترك بتحقيق الأمن الغذائي الإفريقي من خلال إقامة شراكة استراتيجية لتوجيه وتسريع وتيرة عملهما.

وقال قادة الولايات المتحدة وإفريقيا -في بيان مشترك حول الأمن الغذائي، حسب ما نشره البيت الأبيض عبر موقعه الإلكتروني، أمس الخميس- إن إطار هذه الشراكة الاستراتيجية سيستند إلى الجهود الثنائية والإقليمية ومتعددة الأطراف وغير الحكومية والخيرية القائمة لتعزيز الأمن الغذائي، على أن تصب هذه الجهود في مصلحة القطاعين العام والخاص لتلبية الاحتياجات الملحة والفورية من الأغذية والأسمدة على المدى القصير- بما في ذلك من خلال معالجة الإمدادات الغذائية المضطربة وتعزيز الاستثمارات التحويلية في النظم الغذائية المستدامة والمرنة على المدى المتوسط إلى المدى الطويل.

وبحسب البيان، تسعى القمة الأمريكية-الإفريقية إلى إحراز تقدم ملموس بشأن الأهداف قصيرة المدى ووضع خطة عمل للأهداف طويلة المدى بحلول قمة الاتحاد الإفريقي المرتقبة في فبراير 2023.

وأفاد قادة القمة بأن الأثر المركب لوباء كورونا العالمي وأزمة تغير المناخ وارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة، فضلاً عن الصراعات التي طال أمدها، بما في ذلك الحرب الروسية في أوكرانيا، دفع القادة الأمريكيين والأفارقة إلى إعادة تركيز استثمارات القطاعين العام والخاص وتوسيع نطاقها للمساعدة في حل جذور مشكلة أزمة الغذاء والتي تكبدت الدول الأفريقية وطأتها أكثر من غيرهم.

وأكد قادة أمريكا وأفريقيا في البيان، إدراكهم للأهمية الحاسمة لتعزيز وحماية وتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الأمن الغذائي الأفريقي لتمكين البلدان الأفريقية من تعزيز التجارة والاتصال بالأسواق الزراعية المهمة. 

وأقر القادة أيضًا بالأهمية الحاسمة للزراعة كمصدر لملايين الوظائف وسبل العيش في جميع أنحاء القارة، بما في ذلك بين الشباب والنساء.

وأشار القادة الأمريكيون والأفارقة في بيانهم المشترك كذلك إلى الإمكانات الهائلة غير المستغلة التي تمثلها القارة الأفريقية، التي تضم أكثر من 60 في المئة من الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة في العالم وفرصة اضطلاعها بدور محوري في معالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي.

وذكر البيان المشترك الصادر عقب القمة الأمريكية-الأفريقية حول الأمن الغذائي أنه من خلال الشراكة الاستراتيجية المعلنة، يعتزم القادة استغلال الأدوات الدبلوماسية والمتعددة الأطراف والتقنية والمالية كافة لبناء أنظمة غذائية وسلاسل إمداد أقوى ومتنوعة، وذلك لتوسيع نطاق قدرة الإنتاج الزراعي في إفريقيا والاستثمار في قطاعات زراعية أكثر مرونة.

وجدد الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة التأكيد على التزامات "البرنامج الشامل لتنمية الزراعة في أفريقيا" و"إعلان مالابو" و"مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي" الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتقديم المساعدة الطارئة وكذلك استثمارات متوسطة إلى طويلة الأجل لتمويل نظم غذائية قادرة على الصمود لمعالجة انعدام الأمن الغذائي المزمن وكذلك الإجراءات ذات الأولوية المحددة في خطة عمل المؤسسات المالية الدولية للتصدي لانعدام الأمن الغذائي وخطة الإنتاج الغذائي الطارئة الأفريقية لبنك التنمية الأفريقي.

ونوه القادة أيضًا، بحسب البيان، إلى مؤتمر داكار الدولي حول الزراعة الذي ستشترك في استضافته حكومة السنغال ومصرف التنمية الأفريقي في الفترة من 25 إلى 27 يناير من عام 2023 المقبل.

وشدد القادة الأمريكيون والأفارقة على إدراكهم مدى أهمية تكثيف الجهود الرامية إلى التكيف مع تغير المناخ وصحة التربة وخصوبتها والاستخدام الواسع النطاق للمدخلات الزراعية المحسنة.

وأوضح البيان المشترك أنه لتحقيق هذه الأهداف، ستعالج هذه الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإفريقيا الأولويات قصيرة الأجل وطويلة الأجل.

وأعلنت الولايات المتحدة، التزامها باستغلال قدرتها الفريدة على حشد القطاع الخاص والمؤسسات المالية الدولية لمعالجة نقص الاستثمار وتحديد وإزالة العقبات التي تعوق المشاركة الكاملة لأفريقيا في سلاسل وأسواق توريد الأغذية والأسمدة العالمية. وفي المقابل، سيلتزم الاتحاد الأفريقي سياسياً بأن يتعامل أعضاء الاتحاد الأفريقي لمواجهة العقبات التي تعيق الاستثمارات القائمة على الزراعة وتزليلها.

وأوضح البيان أنه على المدى القصير، تحدد الاستراتيجية المشتركة الوسائل المتاحة لأفريقيا لتأمين مصادر أكثر تنوعًا ومرونة من الحبوب والأسمدة لتلبية احتياجاتها العاجلة.

وتعهد الجانبان على العمل معا عندما تكون هناك حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية، لتقديم المساعدة الفورية المنقذة للحياة، بما في ذلك الإمدادات النقدية والغذائية حيثما أمكن من خلال الاستعانة بمصادر من القارة- لمنع المجاعة أو سوء التغذية، مع المساعدة في الاستعداد للصدمات المستقبلية والاستثمارات القادرة على الصمود.

أما على المدى المتوسط والطويل، ستضطلع الولايات المتحدة وأفريقيا بدور قيادي لمعالجة نقص الاستثمار المزمن وأوجه القصور في السياسات المتعلقة بالزراعة وأنظمة الغذاء بالتنسيق مع شركاء آخرين راغبين في اكتشاف سبلا لتحسين وصول إفريقيا إلى الأسواق العالمية للسلع الزراعية وتسليط الضوء على أهمية قيام الحكومات الأفريقية بإصلاح السياسات اللازمة لتحقيق الأمن الغذائي، لا سيما من خلال تحسين الوصول إلى الأراضي وتعزيز بيئة الأعمال والتجارة المفتوحة والحكم الرشيد.

وأشار البيان المشترك إلى أن الولايات المتحدة وأفريقيا والشركاء سيعملون على تحديد وتعزيز فرص الاستثمارات التحويلية المتوسطة وطويلة الأجل للحكومات والقطاع الخاص، بما في ذلك القطاع الخاص في الولايات المتحدة وبنوك التنمية متعددة الأطراف لتعزيز مرونة الزراعة والأنظمة الغذائية مع تغير المناخ وتحسين الإنتاجية وزيادة الاستدامة.

وستعمل الأطراف المعنية على زيادة الوصول الموثوق والمستدام إلى الأسمدة ومدخلاتها مع التركيز على البدائل الذكية مناخياً وإدارة التربة وتقنيات كفاءة الأسمدة لمنع النقص وتقليل الاعتماد على مٌصدر واحد للأسمدة والمساعدة في زيادة المنافسة بين منتجي الأسمدة والمساعدة في زيادة غلة المحاصيل في أسواق الأغذية الأفريقية المعرضة للخطر.

وبموجب الاستراتيجية المشتركة، ستركز الأطراف المعنية على تنويع إنتاج السلع الزراعية بما في ذلك السلع الأساسية والمحاصيل التقليدية، ويشمل ذلك تعزيز البنية التحتية المادية والرقمية وسلاسل التوريد اللوجستي لإنتاج الأسمدة وزراعة الطعام وتخزينها ونقلها بكفاءة.

واختتمت الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي بيانهما المشترك بالتأكيد على السعي لتحسين نقل المواد الغذائية داخل أسواق الغذاء الإقليمية لتعزيز التجارة بين الأقاليم وتقليل الاعتماد على مورد فردي للنظم الغذائية الأفريقية، فضلا عن تعزيز ممارسات الإنتاج الزراعي الفعالة وأساليبه والبحث والتطوير عبر النظام البيئي الزراعي الكامل، بما في ذلك زيادة الوصول إلى الأدوات المالية المبتكرة.

 

عاجل