«يحيى حقي رمز للهوية الثقافية المصرية» في أول ندوات معرض الكتاب

استهلت الفعاليات الثقافية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الخميس، بندوة حول شخصية المعرض يحيى حقي ودوره كناقد ومؤرخ أدبي في تعزيز الهوية الثقافية المصرية.

وذكرت الندوة، أن يحيى حقي أحد رموز الهوية المصرية رغم أصوله التركية، بما تركه من أعمال إبداعية تناقش الإنسان المصري بعمق أو دراسات بحثية حول المبدعين المصريين من مختلف الاتجاهات والأعمار وفي ألوان إبداعية تنوعت ما بين الموسيقى والأدب والعمارة.

وبدوره قال الدكتور سامي سليمان، الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن يحيى حقي كان معبرا عن روح الهوية المصرية في أسلوبه الكتابي المهتم بالتفاصيل المصرية الخاصة وتراكيب اللهجة العامية المصرية وكذلك في اختيارات موضوعاته القصصية أوالنقدية. 

وأضاف سليمان أن من مفتاح كتابات يحيى حقي هي انتمائه لجيل ثورة 1919 والمرحلة التي أعقبتها، موضحا أن حقي مثل القيم التي تعبر عنها وهي: الحرية والتجديد وإعلاء قيم الفرد والإنسان والإيمان الراسخ بأسس تكوين الإنسان المصري والهوية المصرية وإيمان بالتواصل مع المنجز الأوروبي. 

وأشار إلى أن لحقي 28 مؤلفا نصفها في النقد وتأريخ الأدب، وأهمها كتاب "فجر القصة المصرية" ومقالاته حول رواد فن القصة في مصر مطلع القرن الماضي الذين رسخوا للهوية المصرية في الأدب من خلال كتابتهم. 

وبدوره، قال الدكتور علاء الجابري، مدير الندوة، إن يحيى حقي يعبر عن الهوية المصرية بتعدد نشاطاته وعمله في مجالات القانون والدبلوماسية والأدب والصحافة، وانصهار أصوله الأجنبية في شخصية مصرية اكتسبها عن استحقاق.

ولفت إلى مشروع حقي في تشكيل الهوية المصرية من خلال الانفتاح على الغرب والعلاقة معه، مدللا على ذلك بروايته الأشهر "قنديل أم هاشم" التي تدور حول تلك القضية.

وفي السياق نفسه، قالت روان إبراهيم الباحثة في مجال الأدب الإسباني بجامعة القاهرة، إن تصنيف انتاج يحيى حقي عملية صعبة لتنوع مشروعه الأدبي بين القصة والترجمة والدراسات النقدية والأدبية.

وأوضحت أن اللغة كانت المحور الشاغل ليحيى حقي وتأسيسه لاتجاه بلاغي وهو الارتقاء باللهجة العامية ومحاولة البحث في أصول بعض كلماتها في اللغة الفصيحة.

وأشارت إلى أن تلك النزعة للتطوير في اللغة وتركيزه على الدقة في اختيار الألفاظ، كانت من باب تأصيل الهوية المصرية وتضييق الفجوة بين ما ينطق به العامة وما يكتبه المثقفون بتضمين أعماله أمثال شعبية دارجة.

وانطلقت الدورة الـ53، من معرض القاهرة الدولى للكتاب وتستمر حتى يوم 7 فبراير المقبل، في مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية في التجمع الخامس، والتي تحتفي بيحيى حقي وعبد التواب يوسف كشخصيتي المعرض.

وتحل على المعرض دولة اليونان كضيف شرف، ومن المقرر أن يشهد المعرض العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.

وكانت اللجنة العليا قد قررت من قبل اختيار محور "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل" كشعار للدورة الحالية.