خاص| مصر تقترب من الاكتفاء الذاتي للسكر.. وزراعيون: الاستهلاك ضعف المعدل العالمي
يفصل مصر عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر فجوة استهلاكية تقدر بـ500 ألف طن بين الإنتاج البالغ 2.9 مليون طن والاستهلاك المقدر بـ3.4 مليون طن، في وقت تعمل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي على تغطية هذه الفجوة بزيادة الإنتاج من الأراضي الزراعية الجديدة المؤهلة لزراعة قصب السكر لعدم تحمله درجة ملوحة مرتفعة، وتحسين كفاءة الزراعة للوصول بإنتاجية الفدان لـ60 ألف طن.
ويوم أمس الأحد، قال د. علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، في مؤتمر صحفي، إن مصر اكتفاء ذاتياً من السكر بنسبة 87%، ولدى مصر مخزون 3 شهور من احتياطي استراتيجي من السكر لتلبية الطلب من قبل السوق المحلية.
أراضٍ جديدة وفدان بإنتاجية أعلى
وقدم أكاديميون وزراعيون، لـ«مستقبل وطن نيوز» روشتة من شأن تطبيقها الوصول بإنتاج مصر إلى حدود الكفاية الإنتاجية وتغطية الطلب بالكامل، تتضمن التوسع في زراعة أراضٍ جديدة غير مالحة بقصب السكر، والعمل على تحسين كفاءة الإنتاج والزراعة على نحو يرفع من الكثافة الإنتاجية للفدان، بالإضافة إلى تغيير ثقافة الاستهلاك التي تصل إلى ضعفي المعدل العالمي للفرد في مصر.
يرى الدكتور أيمن عش، مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن إنتاج مصر من السكر كافٍ لجعلها دولة مصدرة وليست مستوردة، لولا أن استهلاك الفرد في مصر ضعفي المعدل العالمي، وهو ما يؤدي إلى ظهور أمراض السمنة والسكري وغيرها من الأمراض المرتبطة بالإفراط في تناول السكر.
توقعات بارتفاع الإنتاج المصري في 2022
وتوقع تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية مؤخرًا، زيادة إنتاج السكر المكرر فى موسم عام 2021/ 2022 بحوالى %2.6، أو بنحو 75 ألف طن مترى، ليصل إلى 2.85 مليون، تتوزع بين 1.58 مليون من بنجر السكر و1.27 مليون من القصب، وعزا هذه الزيادة فى الإنتاج إلى أسعار شراء بنجر السكر الجيدة، مشيراً إلى بأن إجمالى الاستهلاك المحلى من السكر فى موسم العام 2021/ 2022 سيزداد بنسبة %2.6، أو بواقع 90 ألف طن مترى، ليصل إلى 3.43 مليون طن نتيجة الزيادة السكانية.
وأضاف مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة، أن المعدل العالمي للاستهلاك يصل 14 و15 كيلو سنوياً من السكر، لكن هذا الرقم يصل 34 كيلو سنوياً للفرد في مصر، لافتاً إلى أن تغيير ثقافة الشراهة في الاستهلاك المُضر بصحة المستهلكين، وترشيد الاستهلاك، يقود نحو التوقف عن استيراد السكر والتوجه نحو تصديره، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن زيادة المساحات المزروعة من قصب السكر وتحسين كفاءة الإنتاج للفدان، كفيلان بتقليص الفجوة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل، بدعم من المشروعات الزراعية الجديدة.
تفاؤل بتحقيق الاكتفاء الذاتي بنهاية العام
وقدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في وقت سابق، توقعاتها بتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر بحلول نهاية العام الجاري، بسبب ارتفاع مساحات زراعة بنجر السكر عن العام السابق، بحسب ما قاله مصطفى عبد الجواد رئيس مجلس المحاصيل السكرية أن «مصر لن تستورد سكر العام الحالي، وإنه بنهاية العام القادم (2022) مصر ستصبح من الدول المصدرة للسكر».
من جانبه، قال محمد فوزي، عضو غرفة الصناعات الغذائية ورئيس شعبة السكر باتحاد الصناعات، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن مصر على وشك تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر إذا ما أخذنا في الاعتبار التطور اللافت في إنتاجه خلال السنوات الأخيرة، بالنظر إلى اتساع الرقعة الزراعية وتعويض الهدر في الإنتاج، متوقعاً تحقيق الاكتفاء خلال عامين على أقصى تقدير.
تشغيل مصانع جديدة للتعجيل من الاكتفاء
وينقسم إنتاج السكر في مصر، إلى 900 ألف طن سكر من قصب السكر، و1.7 مليون طن سكر من بنجر السكر، كذلك إنتاج 250 ألف طن/ سكر من محليات صناعية (جلوكوز- وهاى فركتوز) من الذرة، ليشكل مجمل الإنتاج المحلى 2.850 مليون طن، من إجمالى استهلاك محلي 3.2 مليون طن سكر سنويًا.
وأضاف محمد فوزي، أن السعر في مصر ظل في منأى عن البورصة العالمية لارتباطه ببنجر السكر، وبالتالي ظلت الأسواق والصناعات التي تعتمد على السكر بعيدة تماماً عن التقلبات السعرية للمنتج عالمياً، وأن الفترة المقبلة ستشهد تشغيل مصانع جديدة من شأنها تعجيل تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر لمصر، بعد محاصيل أخرى حققت مصر فيها اكتفاءً ذاتياً كان في مقدمتها الأرز على سبيل المثال.
