أسباب تجعل مصر أكثر صموداً في مواجهة «أوميكرون».. واقتصاديون: لا مخاوف

عبَّر خبراء اقتصاديون عن تفاؤلهم بشأن الأوضاع الاقتصادية وجاهزية البلاد لاستقبال موجة جديدة من جائحة كورونا، بعد أيام من ظهور متحور جديد يعرف باسم «أوميكرون» في جنوب أفريقيا، ما حدا بعدد من الدول تعليق الطيران وإغلاق الحدود وتشديد اتخاذ تدابيره وقائية تمنع من انتشار المتحور.

وبدعم من الوفرة التي تتمتع بها الأسواق من مختلف السلع والمنتجات والخامات الوسيطة، بالإضافة إلى التوسع في تطعيم المواطنين بلقاح كورونا، قلل اقتصاديون تحدثوا لـ«مستقبل وطن نيوز» من المخاوف بشأن المتحور الجديد، وما إذا كان من الممكن أن يتسبب في إغلاق مماثل لما شهدته مصر وعدة دول العام الماضي، وقالوا إن الأمر مختلف، والتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية مطمئنة.

الاقتصاد المصري أثبت صلابة في مواجهة الجائحة

قال د. شريف الديواني، الخبير الاقتصادي والمدير الإقليمي في المنتدى الاقتصادي العالمي، لـ«مستقبل وطن نيوز» إن الاقتصاد المصري أثبت صلابة في مواجهة الجائحة حتى مع الصدمة الأولى العام الماضي، وأنه يمكن الحكم على التجربة المصرية في إدارة زمام الأمور في مواجهة الجائحة بـ«الممتازة» مشيراً إلى أن الأمور تمضي على نحو طبيعي.

ورُصد المتحور الجديد الذي صنفته منظمة الصحة العالمية «مقلق»، لأول مرة في جنوب إفريقيا ولكن منذ أن أبلغت سلطات البلد منظمة الصحة العالمية في 24 نوفمبر، سجلت إصابات بـ أوميكرون في حوالي 30 دولة في جميع القارات، وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن هناك احتمالًا مرتفعًا لأن «ينتشر أوميكرون عالميا»، وإن كانت تجهل حتى الآن العديد من الأمور حوله مثل شدة العدوى وفعالية اللقاحات الموجودة ضده وشدة الأعراض التي يسببها.

لا وفيات ناجمة عن المتحور وأعراضه مماثلة للسابق

من جانبه، يرى د. هشام إبراهيم، أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ«مستقبل وطن نيوز» أن وتيرة المخاوف هدأت عالمياً بدعم من التقارير التي صدرت عن منظمة الصحة العالمية، مشيرةً إلى عدم وجود وفيات ناتجة عن المتحور الجديد، والذي لا يختلف في أعراضه عن الأعراض المعروفة للفيروس، وإن كان أسرع انتشاراً.

ولم تتلقَّ منظمة الصحة العالمية حتى الجمعة أي معلومات عن وفيات يحتمل أن تكون مرتبطة بالمتحور أوميكرون الجديد لفيروس كورونا، وفق ما أعلن، الجمعة، متحدث باسمها في جنيف، فيما نصحت كبيرة علماء المنظمة الأممية بأنه لا يجب أن يشعر الناس بالذعر، بسبب المتحور الجديد سريع الانتشار.

الإغلاق مستبعد تماماً ومصر أسرع الدول تطعيماً

واستبعد هشام إبراهيم، أن تلجأ الحكومة إلى إغلاق مماثل لما حدث العام الماضي، حينما ناشدت المواطنين بالبقاء في المنازل، وقال إنه سيناريو مستبعد للغاية، وأن الحكومة التي سارعت نحو تطعيم المواطنين باللقاحات المضادة للفيروس، أمنت كثيراً من بيئة الأعمال في مصر، ودفعت الحياة الطبيعية لما كانت عليه تقريباً قبل الجائحة، مضيفاً أن وعي المواطنين مطلوب للغاية.

وفي وقت سابق، كشفت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أن أعراض أوميكرون ليست سيئة كما قيل في وسائل الإعلام ولكن الانتشار قد يكون أسرع، وأن منطقة الشرق الأوسط تشهد تفاوتا فى عدالة توزيع اللقاحات، ومشيدة بمصر في معدلات التلقيح، قائلة: «من أسرع الدول في المنطقة في تلقيح مواطنيها هي مصر، حيث إن لديها طاقة استيعابية كبيرة في مسألة اللقاحات وستصل لـ40 مليون شخص حاصل على اللقاح خلال أيام».

الحكومة استثمرت في زيادة السعة التخزينية للسلع

وأضاف أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة القاهرة، أن الحكومة متفائلة بتحقيق نمو اقتصادي مرتفع، عما كانت تستهدفه في وقت سابق، بنهاية العام المالي الجاري، وأنه حتى علي صعيد الأسواق، فإن السلع متوفرة وقد بادرة الحكومة باتخاذ قرارات بمنع تصدير بعض السلع قبل أسابيع بغية توفيرها في الأسواق، إلى جانب أن السعة التخزينية التي استثمرت فيها الحكومة السنوات الماضية تحفظ الأسواق من تقلبات الأسعار الناجمة - لا قدر الله - عن أي ارتفاع عالمي.

وقبل أيام، قالت هالة السعيد وزيرة التخطيط، إنه من المتوقع تواصُل ارتفاع معدل النمو السنوي ليتراوح بين 5.5 في المئة، و5.7 في المئة، بنهاية العام المالي الجاري، مدفوعا بالطفرة المُحققة في معدلات النمو بالربع الأول، مشيرة في السياق ذاته، إلى أن مختلف الأنشطة الاقتصادية نجحت في تحقيق معدلات نمو موجبة خلال الربع الأول.

إجراءات جديدة لمنع انتشار الفيروس

واعتباراً من الشهر الجاري، حظرت الحكومة بقرار رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي، دخول المواطنين إلى المصالح الحكومية، وكذا منع الموظفين من دخول مقار عملهم ما لم يكونوا قد حصلوا على اللقاح المضاد للفيروس، في خطوة الهدف منها منع انتشار الإصابات بفيروس كورونا بين المواطنين.